Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يعود الصدر للسياسة من بوابة انتخابات مجالس المحافظات؟

"الساحة السياسية والشعبية في العراق ستشهد حراكاً كبيراً في الفترة المقبلة"

يحظى مقتدى الصدر بقاعدة شعبية واسعة في العراق  (أ ف ب)

ملخص

عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي عبر الانتخابات المحلية محط تساؤلات عديد من الساسة والمتخصصين

حددت الحكومة العراقية، الثلاثاء الماضي، الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعداً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023.

وأثار الموعد عديداً من التكهنات والتساؤلات حول موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أعلن اعتزاله سياسياً في وقت سابق، من المشاركة في الانتخابات، إذ يحظى بجماهيرية كبيرة في الشارع العراقي.

ويشير محللون في الشأن السياسي العراقي في حديث لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن مشاركة التيار الصدري في الانتخابات المحلية مهمة كون هذه المجالس مهمتها خدمية وعلى تماس مع الشارع.

وأضافوا، أن جهات قريبة من توجهات التيار الصدري قد تدعمه، لافتين إلى أن هناك تسريبات غير مؤكدة بأن التيار سيكون حاضراً بصفة غير رسمية.

استعداد حكومي

وكان الإطار التنسيقي، الذي انبثقت عنه الحكومة العراقية الحالية، أكد إمكانية إجراء انتخابات مجالس المحافظات بعد تحديد موعدها من قبل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وقال القيادي في الإطار علي الفتلاوي في تصريح صحافي، إن "حكومة محمد شياع السوداني جادة بإجراء انتخابات مجالس المحافظات وفق الموعد المقرر لها"، مؤكداً أنه "لا توجد أي نية لتأجيلها كما يروج البعض".

وأضاف أن "السوداني وحكومته يعملان على تقديم كل الدعم لمفوضية الانتخابات من أجل النجاح بعملها وإجراء انتخابات حرة ونزيهة". وأشار إلى أن "العمل الحكومي الأمني والفني مستمر لتهيئة كل الظروف المناسبة للعملية الانتخابية".

الصراع يبدأ من المحافظات

لكن تبقى عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي من جديد عبر الانتخابات المحلية محط تساؤلات عديد من الساسة والمتخصصين، حيث قال المحلل السياسي، فاضل البدراني، إن "التيار الصدري أفصح قبل يومين عن عودته إلى العملية السياسية من بوابة مجالس المحافظات"، معتقداً أن "لدى التيار كتلتين للمشاركة في الانتخابات".

وأضاف أن "الصراع يبدأ من المحافظات ثم ينتقل إلى مجلس النواب وبالتالي الركيزة الأساسية هي الوجود والاختلاط مع الجمهور".

ولفت البدراني إلى أن "مجالس المحافظات هي مجالس خدمية، فالبوابة التي تمنح التيار العودة والمشاركة في مجالس المحافظات والسيطرة على المحافظات تعزز الفاعلية في الدور الاجتماعي والسياسي حتى موعد الانتخابات".

الانتخابات المحلية

ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي، "حتى الآن لم يصدر أي تصريح رسمي من التيار الصدري بالمشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة"، مرجحاً أن "السبب قد يكون أن الانتخابات قد تؤجل إلى إشعار آخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن زعيم التيار الصدري غادر البرلمان لأسباب غير معلومة، متسائلاً "لم نعرف هل تحققت أهداف الصدر في الانسحاب من وجهة نظره؟".

ويعتقد التميمي أن "التيار الصدري سيشارك في الانتخابات في كل الأحوال إذا تأكد إجراء الانتخابات في موعدها، لكن المؤشرات تقول غير ذلك لأن هناك أزمة بين القوى السياسية ربما تتسبب في التأجيل"، مؤكداً أن "التيار الصدري يعاني من تهميش وإقصاء، وجمهوره يضغط وهو الأكبر داخل المكون الشيعي".

ويرى التميمي أن "المشاركة في الانتخابات المحلية مهمة كون هذه المجالس مهمتها خدمية وعلى تماس مع الشارع لذا فمن الضروري المشاركة، لكن الأمر مرتبط بالحنانة (مقر زعيم التيار الصدري) والصدر".

الدفع نحو المشاركة

وفي السياق، قال المحلل السياسي رافد العطواني، إنه "حتى هذه اللحظة لا يمكن الجزم بعودة التيار الصدري من عدمه، لكن هناك كثيراً من التحركات"، مشيراً "ربما تدفع قيادات داخل الإطار التنسيقي بعودة التيار الصدري من أجل التوازن السياسي المحلي. التيار الصدري يشكل ضغطاً جماهيرياً كبيراً على الإطار التنسيقي، وبالتالي يمكن أن تؤدي عودته إلى هدوء في الشارع أو تخفف مشاكسات التيار الاجتماعية".

وأضاف "وقد تدعم التيار الصدري جهات قريبة من توجهاته مثل القوائم المدنية أو القوائم القريبة من احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019"، كاشفاً أن "هناك تسريبات غير مؤكدة بأن التيار سوف يشارك بصفة غير رسمية، وأن هناك قيادات صدرية ارتأت تقسيم العراق لثلاث قوائم وهذه القوائم ربما ليست بقرار الصدر".

ويرى العطواني أن "الخيار خيار شارع الصدر حصراً، وهو جزء من تكتيك حديث سيقوده التيار الصدري أعطى للهيئة السياسية حرية التصرف في العمل السياسي. وربما تطول فترة عزلة الصدر السياسية حتى يشاهد وتقترب أفكاره من العمل السياسي".

وأوضح "هذا الانعزال ليس معناه ألا يتدخل أو لا يعطي رأيه بالسياسة، لكنه انعزال في العمل والحركة السياسية في ظل وجود أشياء لا يؤمن بها ومنها إشكاليات كثيرة داخل الدستور مثل وجود أسلحة خارج نطاق الدولة وعملية التبعية للإرادة الخارجية".

وتابع أن "زعيم التيار الصدري لديه جنبة شرعية وهي أحياناً تغلب على الرأي السياسي للكتلة الصدرية. هذه أبرز الاحتمالات لعودة التيار الصدري في المشهد السياسي تحديداً بالتمثيل المحلي والبرلماني".

وأكد العطواني أن فلسفة الصدر ومدرسته قريبة جداً ويتعامل بطريقة مباشرة مع الحدث السياسي"، مقراً "لدينا في الوسط الشيعي تحديداً أو الجنوبي مرجعيات ورجال دين لا يحبذون الدخول في الأمور السياسية لكن الصدر تحديداً هو من المدرسة التي تتدخل بشكل مباشر في العمل السياسي".

الخيار الأخير

من جانبه، قال الباحث السياسي علي البيدر، إن "مجالس المحافظات أصبحت الخيار الأخير للتيار الصدري للوجود في المشهد السياسي والتأثير داخل الإدارات  المحلية واستقطاب جمهوره"، متابعاً "إن لم يشارك التيار في الانتخابات فإنه سيصبح بحكم الميت سريرياً كونه سيفقد كثيراً من الأتباع والنفوذ والمشاركة في صناعة القرار".

وأوضح "إذا شارك الصدر بهذه الانتخابات فلن يكون بنفس قوة وجوده في الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات التي جرت في 2013. اليوم نجد الإطار التنسيقي أصبح أقوى ويمتلك كثيراً من الإمكانيات النيابية والبرلمانية التي قد تساعد في استقطاب المجتمع والشارع".

وأضاف "هناك قوة احتجاجية داخل الشارع الشيعي بدأت تستقطب عديداً من التمثيل المجتمعي، وبذلك لن يكون الصدر بهذه القوة التي يسعى إليها. بعد انسحابه من البرلمان فقد الكثير من التأثير وربما التوازن داخل التيار"، مشيراً إلى وجود أزمات وإن كانت القوى الصدرية تحظى بمركزية الإدارة.

وزاد، "اليوم الخيار بيد شارع الإطار التنسيقي خصوصاً أن قانون انتخابات مجالس المحافظات جرى تمريره من قبل قوة الإطار، التي ذهبت باتجاه أن يكون هذا القانون لصالحه إلى حد كبير".

وعبر عن اعتقاده أن الصدر سيوجد في المشهد السياسي إعلامياً على أقل تقدير خلال الأسابيع المقبلة وستشهد الساحة السياسية والشعبية حراكاً كبيراً للحصول على دعم جماهيري، مشدداً على أن "التيار الصدري يملك جمهوراً ثابتاً وإذا ما استنفد كل قواه من الممكن أن يوجد في المشهد السياسي، لكن في مستوى أقل مما يتوقعه أنصار هذا التيار".

المزيد من تقارير