ملخص
كشفت إحصاءات صادمة جديدة في بريطانيا أن انتشار التصويت التكتيكي على نطاق واسع سوف يفضي إلى أسوأ نتائج انتخابية يحصدها حزب المحافظين منذ أكثر من قرن
كشفت إحصاءات صادمة جديدة في بريطانيا أن انتشار التصويت التكتيكي على نطاق واسع سوف يفضي إلى أسوأ نتائج انتخابية يحصدها حزب المحافظين منذ أكثر من قرن.
ومع تأخر حزب ريشي سوناك بـ18 نقطة في استطلاعات الرأي عن حزب العمال بقيادة كير ستارمر، يتجه المحافظون نحو الفوز بـ159 مقعداً، بحسب توقعات موقع الحسابات الانتخابية Electoral Calculus- في تراجع عن الـ365 مقعداً التي حصلوا عليها في عام 2019.
لكن الأرقام الجديدة التي كشفتها الآن هذه الجهة الرائدة في استطلاعات الرأي تظهر بأن التصويت التكتيكي سيكلّف المحافظين 35 مقعداً إضافياً، فلا يعود لديهم سوى 124 نائباً.
هزيمة كبرى
وقال خبير استطلاعات الآراء البروفيسور جون كيرتيس لـ "اندبندنت" إن المحافظين في الأصل أمام احتمال هزيمة كبرى في البرلمان لكن التصويت التكتيكي قد يمنح حزب العمال فرصة تحقيق فوز أكبر حتى من الانتصار الساحق الذي حققه توني بلير عام 1997.
وشرح البروفيسور كيرتيس أن "التقدم بفارق 18 نقطة يعني أن الموضوع محسوم لكن ما نتحدث عنه هو تضاعف حجم الهزيمة وهو طبعاً ما حصل عام 1997".
يعتبر استطلاع موقع Electoral Calculus، الذي اطّلعت عليه "اندبندنت"، أول لمحة جدية عن شكل التغيير الذي قد يطرأ على الانتخابات العامة المقبلة بسبب التصويت التكتيكي.
وهو يكشف احتمال حصول حزب العمّال على 26 مقعداً إضافياً في حال نقل داعمو حزبي الخضر والديمقراطيين الليبراليين أصواتهم إليه، وهو ما سيُكسبه 440 مقعداً.
وفي المقابل، قد يكسب الديمقراطيون الليبراليون ستة مقاعد إضافية من العمال وحزب الخضر، فيحتل في النهاية 32 مقعداً بينما يمكن للحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) أن يأخذ ثلاثة مقاعد شمال الحدود من ناخبي الخضر الذين يغيرون ولاءهم تكتيكياً.
ناقوس الخطر
من المتوقع أن يؤدي هذا الاستطلاع، الذي أُجري بالتعاون مع شركة "اعرف الآن" Find Out Now العضو في مجلس شركات استطلاعات الآراء، إلى دق ناقوس الخطر في الحكومة البريطانية ومقرات حزب المحافظين قبل موعد الانتخابات المحددة في أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وقال مدير Electoral Calculus مارتن باكستر إنه فيما شهد عام 2019 تصويتاً تكتيكياً قائماً على بريكست، "يرجّح أن تسجّل الانتخابات المقبلة تصويتاً تكتيكياً مناهضاً للمحافظين بصراحة ووضوح".
وقال لـ"اندبندنت" إن "عدة مقاعد يحتلّها المحافظون بخطر، ولا سيما في جنوب إنكلترا".
معاقبة المحافظين
من جانبه، اعتبر رئيس شركة Find Out Now كريس هولبروك أن استطلاع الرأي بيّن "أن التصويت التكتيكي يجري استخدامه كأداة لمعاقبة المحافظين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف البروفيسور كيرتيس أن الاستعداد للتصويت تكتيكياً "وضع نادر نسبياً" لأنه يتطلب وضعاً "يكره فيه (الناخبون) حزباً بعينه، مقابل شعورهم بعدم المبالاة بين خياري حزبين آخرين".
وأضاف: "لكن هنالك عدداً كافياً من هؤلاء الناخبين إذا ما أخذنا في الاعتبار الظروف الراهنة حيث توجد حكومة لا تحظى بشعبية كبيرة".
لكنه نبّه إلى أن حجم التصويت التكتيكي قد يتقلّص قبل الانتخابات "في حال تراجعت عدم شعبية الحكومة".
يأتي استطلاع الرأي قبل أسابيع فقط من انتخابات خاصة لاستبدال وزيرة الثقافة السابقة الموالية لبوريس جونسون، نادين دوريس- التي استقالت من مقعدها عن ميد بيدفوردشير بعد طول انتظار في أغسطس (آب).
ولفت خبراء استطلاعات الآراء إلى أن التصويت التكتيكي سيكون أمراً أساسياً لكي يكسب العمال أو الديمقراطيون الليبراليون هذه المنافسة، إذ إن انقسام الأصوات قد يفتح الطريق أمام بقاء فيستوس أكينبوسويه، مرشح المحافظين، في هذا المقعد.
انقسام تصويت المعارضة
وقال عضو المحافظين والخبير الانتخابي اللورد هيوارد لـ"اندبندنت": "هناك احتمال بانقسام تصويت المعارضة لأن تصميم كير ستارمر على إثبات قدرته على استقطاب كل مناطق البلاد فاجأت الديمقراطيين الليبراليين".
كما سيضطر سوناك إلى أن يدافع أيضاً عن مقعد تامورث في أعقاب استقالة المسؤول السابق عن الانضباط في حزب المحافظين، كريس بنشر، من مقعده النيابي بعد خسارته طلب استئناف حكم إيقافه عن العمل لتحرّشه برجلين وهو ثمل.
كما تظهر هذه النتائج بعد أسابيع قليلة من تمكّن العمال والديمقراطيون الليبراليون من هزيمة غالبية كبيرة من المحافظين في الانتخابات الفرعية في دائرة سيلبي وآينستي كما دائرة سومرتون وفروم بالتتابع. ونُسبت النتيجتان إلى التصوت التكتيكي ضد المحافظين.
أخيراً، كشف استطلاع سابق للرأي قامت به Electoral Calculus أنه من المتوقع أن يخسر المحافظون كافة مقاعدهم الـ42 في منطقة الجدار الأحمر التي فاز بها حزبهم خلال العمليتين الانتخابيتين الأخيرتين، فيما كانت المنطقة تاريخياً تؤيد حزب العمال.
© The Independent