Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية بين سبتمبرين 

بايدن بحاجة لتوازنات "أوبك+" وبحاجة لمشروع الممر الاقتصادي لمواجهة الصين هذه المبادرة والإعلان عنها جاءت مصادفة صبيحة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر

بايدن جاء إلى السعودية عام 2022 واجتمع بولي عهدها وهو اعتراف بمركزية الرياض وأهميتها، وبأن الواقع والمصالح السياسية لا تمحوها العنتريات (اندبندنت عربية - علاء رستم)

ملخص

بايدن بحاجة لتوازنات "أوبك+" وبحاجة لمشروع الممر الاقتصادي لمواجهة الصين هذه المبادرة والإعلان عنها جاءت مصادفة صبيحة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر

يوم أمس مرّ على ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الدامية 22 عاماً، تلطخت صورة السعودية والسعوديين بالإرهاب والدماء في حدث لا علاقة مباشرة لهم به، سوى أن 15 من أبناء المملكة "الشاذين" الذين كانوا يترددون على إيران ويقيمون في أفغانستان شكلوا أكثرية فريق منفذي الهجمات على برجي التجارة العالمية في نيويورك ومواقع حيوية في العاصمة واشنطن شملت مبنى وزارة الدفاع البنتاغون.

 
شهادة الأعداء في تلك الحادثة أهم من الأصدقاء، وشهادة الضحية أهم من شهادة المتهم غير المباشر.
 
 
 
يقول لورانس رايت في كتابه "البروج المشيدة" إن زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، أسامة بن لادن، كان ينوي أن يكون جميع منفذي العمل من السعوديين بهدف ضرب العلاقات السعودية - الأميركية، وعلى رغم شهادة وكتابة رايت، ظلت الرياض عنواناً في جميع نشرات الأخبار وجلسات الاستماع الأميركية حتى وقت قريب، كورقة ضغط بأن المملكة متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في تلك الهجمات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 
تأثرت السعودية بهذه الاتهامات، ولم يجنبها ذلك، الهجمات الدامية التي نفذها ضدها تنظيم "القاعدة" من 2003 إلى 2006 والتي استهدفت مناطق سكنية وقتلت مئات وجرحت الآلاف إلى جانب عمليتين انتحاريتين خارج وزارة الداخلية السعودية نفذهما خمسة إرهابيين عام 2005 تبعتهما عام 2006 عملية إرهابية أخرى كانت تستهدف أرامكو ولكن تم إحباطها.
 
عام 2016 تم تمرير مشروع العدالة ضد رعاة الإرهاب، بالإنجليزية: Justice Against Sponsors of Terrorism Act‏ في الكونغرس، ثم إبطاله باستخدام حق الفيتو من قبل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. وكانت الرياض قد هددت بسحب استثماراتها في السندات الأميركية والمقدرة آنذاك بأكثر من 750 مليار دولار.
 
كان يخصص للمواطن السعودي القادم للدراسة أو العلاج في الولايات المتحدة الأميركية مساراً خاصاً في المطارات أثناء القدوم، وكان ينادى أن يمر به السعوديون، إرهاب معنوي مورس بسبب فعل مجموعة خارجة عن القانون لم تكن تقيم في السعودية، نفّذوه لتحقيق رغبة انتقامية بأمر زعيمهم المقتول أسامة بن لادن.
مر 22 عاماً استطاعت خلالها السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان تغيير الصورة الذهنية عن المملكة، من دون تقديم تنازلات بل بقوتين اقتصادية وأخرى ناعمة أعلن عنهما الأمير محمد بن سلمان وفق رؤية مستقبلية تتحقق خطواتها تدريجاً، المرأة تقود سيارتها وتتمتع بكامل حقوقها، والسينما حاضرة في كل حي، والانفتاح على الآخر وتنويع الاقتصاد وتوديع عصر النفط.
 
 
 
وكلما توجهت سهام النقد نحو السعودية، برز مشروع جديد ناجح في مجالات متنوعة.
 
الرياضة محل انتقاد، ففي كل مرة تعلن السعودية عن صفقة أو تتسرب أخبار عن عقد سيبرم مع لاعب نجم تثور مواقع التواصل الاجتماعي غضباً وكأن عقد الصفقات جديد في عالم الرياضة، أو أنه حكر على دول أخرى، فلمَ لا تنتقد واشنطن أو بكين أو دول أخرى؟
 
جو بايدن وعد بنفي السعودية ثم جاء إلى السعودية عام 2022 واجتمع بولي عهدها لأكثر من ساعة، وهو اعتراف بمركزية الرياض وأهميتها، وأن الواقع والمصالح السياسية لا تمحوها العنتريات، وللتنويه نذكر أن في عهده أيضاً رفعت السرية عن الصفحات الخاصة بأحداث 11 سبتمبر ولم تكشف تورط السعودية.
 
 
 
بايدن بحاجة لتوازنات "أوبك+" وبحاجة لمشروع الممر الاقتصادي المنطلق من الهند مروراً بالسعودية متجهاً إلى أوروبا، لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية. هذه المبادرة والإعلان عنها جاءت مصادفة صبيحة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
 
السعودية بين سبتمبرين، وفي 22 عاماً، استطاعت تغيير موقعها من متهم إلى بريء. ومن متفرج في مشهد صناعة القرار العالمي إلى مركز قرار. والقادم أجمل وللحديث بقية.
اقرأ المزيد

المزيد من آراء