Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وادي زم المغربية مدينة حولها شبان إلى عاصمة الابتزاز الجنسي

عوامل عدة دفعت شريحة من سكان "مدينة الشهداء" إلى تلك الممارسة على رأسها انعدام الأفق الاقتصادي

لقطة عامة لمدينة وادي زم المغربية (مواقع التواصل)

ملخص

يلعب وهم "الكسب السريع" دوراً في دفع بعض شبان وادي زم إلى ممارسة الابتزاز الجنسي الإلكتروني

تقفز مدينة وادي زم المغربية، المهمشة تنموياً واجتماعياً، وتقبع وسط البلاد، بين الفينة والأخرى إلى واجهة الأحداث، بسبب تورط عدد من شبانها في جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني.
وباتت وادي زم التي تحمل لقب "مدينة الشهداء"، نظراً إلى مواجهة أبنائها المستعمر الفرنسي، تُعرف بأنها "عاصمة الابتزاز الجنسي الإلكتروني"، حيث ضُبط عدد كبير من شبان هذه المدينة متلبسين بهذه الأفخاخ الرقمية التي ينصبونها ضد ضحاياهم، بهدف الحصول على الأموال.
وتظهر إحصائيات رسمية لمديرية الأمن المغربي أن قضايا الجريمة المعلوماتية والابتزاز عبر الإنترنت ارتفعت خلال النصف الأول من عام 2022، بنسبة 4 في المئة، وذلك من 2773 إلى 2874 قضية.
ويعاقب القانون الجنائي المغربي الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت، وإن كان لم يُسم هذه الجريمة في الفصل 538 الذي يعتبر أن "من حصل على مبلغ من المال أو على توقيع أو على تسليم ورقة، وكان ذلك بواسطة التهديد بإفشاء أو نسبة أمور شائنة، سواء أكان التهديد شفوياً أو كتابياً، يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات".

الشرطة بالمرصاد

وقبل أيام قليلة، اعتقلت شرطة مدينة وادي زم أربعة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 23 و 38 سنة، بتهمة النصب والابتزاز الإلكتروني، وبحوزتهم جهاز حاسوب، ومبلغ مالي يشتبه في كونه من "عائدات هذا النشاط الإجرامي"، وفق بلاغ سابق لمديرية الأمن المغربي.
وقبل هذه العملية الأمنية بفترة زمنية، اعتقلت المصالح الأمنية بمدينة وادي زم، شاباً بسبب تورطه في ابتزاز عدد من الضحايا، عبر التهديد بنشر "صورهم الجنسية" على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل الحصول على مبالغ مالية.
وكانت أجهزة الأمن في تلك المدينة، أوقفت شابين داخل منزليهما، بعد ثبوت ضلوعهما في "تهمة ابتزاز مجموعة من الضحايا وتهديدهم بنشر فيديوهات جنسية ساخنة تم تصويرها عبر موقع "سكايب".
وتقع الضحية المفترضة في براثن عصابات الابتزاز الجنسي بمدينة وادي زم، حيث تجد نفسها بين مطرقة دفع الأموال المطلوبة منها، وسندان "الفضيحة الاجتماعية" إذا ما تم نشر صورها الحميمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتحدث تقارير أمنية عن ضحايا من مختلف الطبقات الاجتماعية والمهن أيضاً، ومن جنسيات مختلفة مغربية وعربية وأجنبية أحياناً. ومن أشهر من سقطوا في فخ الابتزاز الإلكتروني، المدرب الأسبق للمنتخب المغربي لكرة القدم هيرفي رونار، المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي للسيدات، والذي خضع لابتزاز بعض شبان وادي زم، قبل أن يقرر اللجوء إلى الشرطة لتعتقل المبتزين.

مبتزون وضحايا

ويقول صاحب شركة خاصة، فضل عدم كشف هويته لحساسية الموضوع، سبق أن تعرض لعملية ابتزاز إلكتروني من طرف شاب يتحدر من وادي زم، إنه كان يلج مواقع الدردشة للتعارف وقضاء أوقات "ممتعة"، قبل أن يتعرف إلى "فتاة" من جنسية عربية. ويضيف المتحدث ذاته أن "الفتاة" سرعان ما "اندمجت في الأجواء الساخنة" بالكلام والحركات ذات الإيحاءات الجنسية، وحثته في ذات الوقت على التجاوب معها بالقيام بأعمال وحركات جنسية، وهو ما كان ينفذه بـ "سذاجة كاملة" وفق تعبيره.
وأردف صاحب الشركة أنه لم يمر وقت كبير بعد قيامه بتلك الحركات الجنسية أمام كاميرا حاسوبه، خلال تواصله المفترض مع تلك "الفتاة"، حتى أصابه الذهول حين وصلته رسالة في حسابه عبر "فيسبوك"، تخبره أنه كان ضحية "مقلب"، وأن الفتاة هي مجرد فيديو مركب ومسجل، وأن من يحدثه شاب، بالتالي إذا لم يرغب في الفضيحة أمام أسرته، عليه أن يسدد مبلغاً مالياً قدره 6 آلاف درهم (600 دولار) كدفعة أولى.
وتابع المتحدث ذاته بأنه خضع بدايةً للابتزاز من قبل الشاب المتخفي وراء شاشة حاسوبه في وادي زم، وأرسل له المال، لكن مع توالي محاولات الابتزاز، فطن إلى أنه وقع في دوامة لن تنتهي، ليقرر إبلاغ الشرطة لضبط المبتز وتوقيفه متلبساً بجريمته.
ولم تعد هذه الطريقة الوحيدة لإيقاع الضحايا في فخ "الابتزاز أو الفضيحة"، من خلال إيهام الضحية أنه يشاهد أمامه "فتاة تؤدي حركات إباحية" حقيقية، ليفاجئ بأنه وقع في مصيدة شاب مبتز، حيث صارت فتيات يعمدن إلى اصطياد ضحاياهن عبر تصويرهم وتسجيلهم، وابتزازهم بعد ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


اهتمام دولي

ويطرح الكثيرون سؤالاً مشروعاً حول صدور أكثر حالات الابتزاز الجنسي الإلكتروني من مدينة وادي زم تحديداً، حتى أنها لُقبت بعاصمة الابتزاز الإلكتروني في العالم، وتناولتها وسائل إعلام عالمية.
وكانت صحيفة "ذا صن" البريطانية نشرت قبل سنوات تقريراً أشارت فيه إلى أن زهاء 3 آلاف شاب من مدينة "وادي زم" يربحون المال عن طريق امتهان "ابتزاز الأجانب جنسياً" على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن من دون أن توضح الجريدة مصدر هذا الرقم.
وبدوره سبق لموقع قناة "بي بي سي" البريطانية أن اهتم بمدينة وادي زم باعتبارها "عاصمة الابتزاز الجنسي عبر الشبكة الافتراضية". ونشر الموقع تقريراً عزا فيه ظاهرة "احتراف" العديد من شباب المدينة لهذه "المهنة"، إلى تفشي البطالة وتعقد فرص الهجرة إلى الخارج.

عوامل إقبال الشباب على الابتزاز

في هذا السياق، يقول الناشط الاجتماعي المغربي، عبدالسلام قني، إن "مدينة وادي زم اشتهرت إعلامياً بظاهرة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت، لكن الإعلام للأسف لا يتطرق إلى كونها تلقب بعاصمة الشهداء، نظراً إلى العدد الكبير من الشهداء الذي قدمته المدينة في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار الأجنبي".
وأردف قني أن "المدينة عُرفت باحتراف بعض شبانها للابتزاز الجنسي في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن هناك آلاف الشبان في المدنية ممن يرفضون تماماً هذه الظاهرة، ويحظون بمستويات محترمة من الوعي والتعليم".
أما بشأن أسباب "تهافت" عدد من شباب مدينة وادي زم على "مهنة الابتزاز الجنسي"، أوضح المتحدث ذاته أن "أول سبب هو انعدام الأفق الاقتصادي أمام شريحة حيوية تحتاج إلى بناء مستقبلها، فلا تجد من يوفر لها فرصاً كريمة للشغل". وأضاف أن "السبب الثاني يتمثل في تراجع وتيرة الهجرة السرية إلى الخارج، خصوصاً إلى إيطاليا، باعتبار أن الكثيرين من سكان وادي زم والمناطق المجاورة اختاروا إيطاليا بلداً للهجرة"، متابعاً أن "تراجع الهجرة غير النظامية وتعقد مساراتها دفع عدداً من الشباب إلى تجربة الربح السهل عبر الإنترنت".

أما السبب الثالث، تبعاً للمتكلم ذاته، فيتجلى في تنقل تلك "العدوى" بين الشباب الذين وجدوا في هذه "المهنة" فرصةً للتربح ونيل الأموال، "حيث يغتر بعضهم بما يراه ويسمعه عن شراء أحدهم سيارة أو منزل بفضل أموال الابتزاز، فيجربون هم كذلك نفس المسار".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات