Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحمي نفسك من الابتزاز الإلكتروني؟

تكثر الجرائم المعلوماتية بسبب عدم إلمام بعض المستخدمين بوسائل الأمان والحماية

ظهر الابتزاز في البداية بسبب احتماء المبتزين بأسماء مستعارة (رويترز)

بعد ظهور الإنترنت قال الناس إن "العالم تحوّل إلى قرية صغيرة"، كناية عن سهولة التواصل والتفاعل مع بعضنا البعض، في أي مكان في العالم ومع أي شخص عرفته أو لم تعرفه. هذا الغموض الذي لف العلاقات كان سببه أن كثيرين عمدوا في البداية إلى الكتابة بأسماء مستعارة، فكان من غير المستغرب أن تجد أسماءً وهمية شهيرة تنشط في المنصات والمواقع، تحرص على الكتابة عن طريق إخفاء الهوية.

لم يتغير الأمر كثيراً بعد ظهور منصات التواصل الاجتماعية، ولكن في لحظة ما بدأت تنمو الثقة بين المستخدمين والمنصات، وبدأ المستخدمون بوضع أسماء حقيقية لهم، وبدأ البعض بالاعتماد على أرقام هواتفهم في التواصل مع بعض متابعيهم. ولكن العالم الذي أصبح قرية له محاسن ومساوئ في الوقت ذاته، فكما قرّب لك الأحبة والأصدقاء وسهّل عمل العلاقات المختلفة، قرّب أيضاً أصحاب النفوس الضعيفة الذين يسعون إلى استغلال هفوات المستخدمين، فبدأت تظهر بعض الأمور المختلفة مثل الابتزاز.

ظهر الابتزاز في البداية بسبب احتماء المبتزين بأسماء مخفية ومستعارة، أسهمت في أن يتجرأ البعض على القيام بأعمال مخالفة لطبيعتهم، فتجد أن البعض للأسف في حياته الخاصة يكون إنساناً مسالماً وبسيطاً، لكن سهولة احتمائه خلف حسابات وأسماء مستعارة، جعلت منه شخصاً أخر. ويبدو أن ما أسهم بذلك، قلة الضوابط والقوانين التي تحمي المستخدمين، وهو أمر يجب الانتباه له، كما أن هناك دولاً حتى الآن لم تقُم بتفعيل أنظمة الجرائم المعلوماتية، فما كان من بعض المستخدمين إلا استغلال هذا الموضوع .

والمشكلة الأكبر أن بعض الدول حتى الآن لم تضع أقساماً خاصة لاستقبال البلاغات المتعلقة بالجرائم المعلوماتية، فتجد أن الدولة تبادر إلى الكشف عن نظام الجرائم المعلوماتية من دون وضع آلية معينة لاستقبال البلاغات من المواطنين. ولكن المشكلة الأعظم هي عدم إمكانية التعاون بين الدول في بعض الأحيان في حال حدوث أي عملية ابتزاز عابرة للقارات، بالتالي يكون حلها معقداً جداً، وعليه يرى متابعون أنه يجب على الدول من الآن وضع قوانين والتعاون في ما بينها للحدّ من هذه الأمور، وأن تعمل على إبرام اتفاقيات تخص الجرائم المعلوماتية. لذا بات من الضروري أن يتولى الفرد هذه المهمة، بحماية نفسه وأفراد أسرته باتباع خطوات معينة تحميهم من الابتزاز والأذى الرقمي.

رفض الاستجابة

وتكثر الجرائم المعلوماتية بسبب عدم إلمام بعض المستخدمين بوسائل الأمان والحماية، فتجد أن غالبية مشكلات الابتزاز في "سناب شات" على سبيل المثال، تكون بسبب وصول شخص فاقد للثقة إلى البيانات الخاصة مثل الصور والفيديو، وبعدها تبدأ مرحلة الابتزاز من طلب أموال وغيرها من الأمور والتهديد بنشر الصور، لا سيما إذا كانت صور خاصة.

أشهر طرق الابتزاز المتعارف عليها حالياً هي محاولة اختراق حساب أي شخص من خلال البيانات التي يتم تتداولها، مثل البريد الإلكتروني والأرقام السرية التي تُسرّب من بعض المواقع. في هذه الحال وإن كان المستخدم يعتمد رقماً سرياً موحداً، يُخترق مباشرة وتُسحب الصور والفيديوهات ويصار إلى ابتزازه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك طريقة أخرى تُعتمد لاختراق الصفحة، وذلك من خلال إرسال طلب بإدخال رابط  وإدخال الرقم السري لتصلك "مميزات حصرية"، وهذا مثال طبعاً فهناك طرق مختلفة، وفور الدخول إلى الرابط ووضع الحساب والرقم السري، تظهر الأرقام والبيانات لدى المخترقين ويتم الوصول إلى الحسابات، وبعدها الانتقال إلى حسابات أخرى وسرقة بياناتها وصورها وابتزاز أصحابها بأي طريقة ممكنة وطلب أموال فدية.

والخطوة المهمة في مثل هذه الحالات تتمثل في تجاهل المبتزين نهائياً وعدم التفاعل معهم بأي طريقة كانت، وعدم تحويل أي مبلغ لأن أي خطوة كهذه ستتبعها خطوات أخرى مماثلة وستستمر عملية الابتزاز ولن تتوقف، باعتبار أن الضحية أصبحت مصدر دخل. لذا يجب الإبلاغ فوراً عن أي اختراق والتواصل مع الدعم الفني لاسترجاع الحساب أو إيقافه بشكل نهائي.

المنصات الرقمية ليست مكاناً آمناً للبيانات

أيضاً تكثر عمليات الابتزاز في أي منصة أخرى مثل "تويتر" و"فيسبوك" وحتى "واتساب" وغيرها من المواقع المختلفة، وعلى المستخدم أن يحرص دوماً على عدم وضع أي بيانات خاصة وحفظها في المنصة، وعدم نشر أي صورة أو فيديو قد تلحق به الضرر مستقبلاً مهما كلف الأمر وعدم إعطاء المنصات كافة ثقة مطلقة.

الحرص ثقافة

من المهم أيضاً توعية الأطفال حتى لا يقعوا ضحية الابتزاز، وعليه يجب على الأهل توعية الأطفال ومحاولة حمايتهم من المشكلات التي قد تصادفهم، وإطلاعهم بمخاطر الإنترنت، والأفضل بطبيعة الحال عدم إعطائهم أي جهاز متصل بالإنترنت والسماح لهم بقضاء وقت طويل في استخدامه، إنما وضع قيود عليهم لحمايتهم من أي مخاطر قد تواجههم.

أشهر طرق الابتزاز تكون عبر اختراق الحسابات، وليس هناك شخص بمأمن نهائياً عن أخطار التكنولوجيا، لذلك لا بد من التأكد من عدم وضع صور خاصة أو محادثات خاصة في أي تطبيق، ويجب أيضاً تفعيل سبل الحماية المختلفة مثل التحقق بخطوتين وتفعيلها في جميع الحسابات، والحرص أيضاً على عدم توحيد الأرقام السرية إنما وضع رقم سري مختلف لكل منصة بشكل يصعب تخمينه.

وفي حال حدوث مشكلة كهذه، من الضروري اللجوء إلى الجهات المختصة وتسجيل بلاغ، ولكن تكون المشكلة صعبة في حال كان الابتزاز من خارج الدولة، عندها لا بد من إبلاغ المنصة والحرص على إغلاق الحساب مباشرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير