Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مودي وبايدن يتعهدان بعلاقات أعمق بين الهند وأميركا

الحكومتان واثقتان من أن قمة الـ20 هذا العام ستساعد على بناء توافق في الآراء في شأن السياسات الاقتصادية لمواجهة التحديات العالمية

في حين رحبت الهند بعلاقات أكثر دفئاً، فقد ظلت محايدة في شأن الحرب الأوكرانية (أ ف ب)

ملخص

يحاول بايدن إدارة العلاقة المتوترة مع الصين بينما يواصل الضغط من أجل الوحدة ضد روسيا في الحرب في أوكرانيا

التقى الرئيس الأميركي بايدن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي مساء أمس الجمعة، تأكيداً لتعميق العلاقات بين بلديهما قبل قمة مجموعة الـ20 التي كان من المقرر أن تسلط الضوء على التوترات العالمية.

وفي أعقاب الاجتماع في مقر إقامة مودي، أكد البلدان التزامهما تجاه المجموعة التي تضم 19 دولة متقدمة ونامية اقتصادياً والاتحاد الأوروبي في لحظة صعبة على المسرح العالمي، فيما يجلس زعيما الصين وروسيا خارج الاجتماع وتسعى الولايات المتحدة والهند إلى تعزيز العلاقات في مواجهة بكين.

وقالت الحكومتان إنهما واثقتان من أن قمة هذا العام ستساعد في بناء توافق في الآراء في شأن السياسات الاقتصادية لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، بما في ذلك من طريق تحويل المؤسسات المالية الدولية.

وقال منسق مجلس الأمن القومي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كيرت كامبل، كما نقلت "وول ستريت جورنال"، إن هناك "شعوراً عميقاً بالمشاركة والهدف المشترك والطموح بين الزعيمين"، في حين نشر مودي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أن الاجتماع كان "مثمراً للغاية".

الدعوة إلى الوحدة

وجاء إظهار الوحدة قبل القمة التي تستمر يومين، والتي تمنح الهند فرصة لرفع مكانتها العالمية وتأكيد دورها كصوت للاقتصادات الناشئة. ودعا المسؤولون الأميركيون والهنود إلى الوحدة، إذ من المرجح أن تجعل التوترات الدولية إصدار إعلان مشترك أكثر صعوبة مما كان عليه في العام الماضي، بخاصة في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أمس الجمعة، إن الانقسامات أصبحت أكثر رسوخاً في قمة هذا العام. أضاف في مؤتمر صحافي في نيودلهي، "يبدو أنه من الصعب اليوم بالنسبة إلى بعض الدول الاتفاق على موقف واضح يدين روسيا ويعاقبها أيضاً بسبب قرارها شن هذه الحرب ضد أوكرانيا". وامتنع عن القول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سينسحب من إعلان يعتبره ضعيفاً للغاية في صياغته في شأن أوكرانيا.

وقالت روسيا إنها لن توقع على بيان لا يعكس موقفها، إذ سيترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفد البلاد للقمة، في حين سيمثل رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ الصين.

وعلى رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جينبينغ لن يحضرا قمة مجموعة الـ20، فإن تأثيرهما سيكون محسوساً، فيما يحاول بايدن إدارة العلاقة المتوترة مع الصين بينما يواصل الضغط من أجل الوحدة ضد روسيا في الحرب في أوكرانيا، في وقت أصبحت روسيا أقرب إلى الصين، وتتزايد التوترات بين الهند والصين.

شارك شي في كل قمة لمجموعة الـ20 منذ أن أصبح رئيساً للصين في عام 2013، على رغم أن ظهوره في روما في اجتماع 2021 خلال الوباء كان افتراضياً.

وعن خطط شي لعدم الحضور، قال بايدن "أشعر بخيبة أمل، لكنني سأتمكن من رؤيته". ومن الممكن أن تتاح لهما فرصة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، إذا حضر شي جينبينغ شخصياً.

أميركا والهند وتحالف ضد الصين

واتفقت كتلة "بريكس" - مجموعة من الاقتصادات الناشئة تضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا - في اجتماع عقد في أغسطس (آب) الماضي، على التوسع، واستغلت الصين وروسيا هذا التجمع للشكوى من الزعماء الغربيين، في وقت تشعر الهند بالقلق من أن يصبح المنتدى مناهضاً للولايات المتحدة، تحت سيطرة الصين.

شهدت العلاقات الهندية - الصينية فتوراً منذ الاشتباك الدموي على الحدود في منطقة الهيمالايا في يونيو (حزيران) 2020، وأعقب محادثة قصيرة بين شي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش القمة في جنوب أفريقيا الشهر الماضي، خلاف بين البلدين حول من الذي سيتولى المسؤولية.

وشددت كل من الهند والولايات المتحدة، اللتين سعتا إلى تعزيز العلاقات لمواجهة الصين، على تعميق علاقتهما بعد الاجتماع الثنائي بين الزعيمين.

وأشار البيان أيضاً إلى التقدم في صفقات الدفاع التي أعلنها البلدان في وقت سابق، بما في ذلك صفقة لتصنيع محركات الطائرات المقاتلة من شركة "جنرال إلكتريك" في الهند، وشراء الهند طائرات من دون طيار متطورة من طراز MQ-9B.

التغييرات في بنوك التنمية المتعددة الأطراف

وقال كامبل أيضاً إن بايدن أوضح أن صحة القيم الديمقراطية تمثل أولوية، فيما امتنعت إدارة بايدن إلى حد كبير عن الانتقاد العلني لما تقول جماعات حقوق الإنسان إنه تعصب متزايد تجاه الأقليات الدينية في الهند وقمع المعارضة في ظل الحكومة القومية الهندوسية.

وبينما يسمح بايدن بانتظام للصحافة بتغطية اجتماعاته مع زملائه القادة لفترة وجيزة، لم يتمكن الصحافيون من الوصول إلى هذا الاجتماع، ونادراً ما واجه مودي وسائل الإعلام خلال السنوات التسع التي قضاها رئيساً للوزراء.

وقال البيت الأبيض إن المسؤولين الأميركيين حثوا نظراءهم الهنود على إتاحة المزيد من الوصول إلى الصحافة.

وفي حين رحبت الهند بعلاقات أكثر دفئاً، فقد ظلت محايدة في شأن الحرب الأوكرانية، وقاومت الضغوط العامة والخاصة التي مارستها إدارة بايدن لاتخاذ موقف أكثر قوة، وكثفت مشترياتها من النفط الروسي بأسعار مخفضة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن سيركز على التغييرات في بنوك التنمية المتعددة الأطراف، بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وطلب بايدن تمويلاً من الكونغرس للمساعدة في توسيع تمويل التنمية، والذي قال سوليفان إنه سيفتح مليارات أخرى من التمويل والمنح.

واستثمرت الصين مليارات الدولارات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية من خلال برنامج البنية التحتية للحزام والطريق، وفي الشهر المقبل ستستضيف الصين اجتماع "الحزام والطريق" الذي يمكن أن يحضره بوتين.

وقال سوليفان إن بايدن يعتزم السفر إلى فيتنام الأحد قبل العودة إلى الولايات المتحدة، وستعمل الزيارة على الارتقاء بالعلاقات الأميركية مع فيتنام.

وبينما يؤكد بايدن التعاون العالمي في القمة، فمن المرجح أن يشير بايدن إلى التعافي الاقتصادي الأميركي في أعقاب جائحة "كوفيد-19"، والذي يأتي في الوقت الذي يفقد فيه الاقتصاد الصيني زخمه.

واتخذت الولايات المتحدة أخيراً خطوات لتحسين العلاقات التجارية مع الصين، وقالت وزيرة التجارة جينا ريموندو خلال زيارة قامت بها أخيراً إلى الصين إن البلدين سيقيمان قنوات اتصال جديدة لمناقشة القضايا الاقتصادية والتجارية، كما أسهم استخدام واشنطن المتزايد التدابير الاقتصادية في سياسة الأمن القومي في تصاعد التوترات بين البلدين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير