Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف من "حرب باردة" جديدة تخيم على قمم "آسيان"

تعقد الرابطة اجتماعات منفصلة مع كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وكندا

ملخص

سيكون اجتماع لافروف وهاريس أول لقاء عالي المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ لقاءات وزراء الخارجية بجاكرتا في يوليو الماضي.

يجتمع قادة دول جنوب شرقي آسيا مع كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين واليابانيين في سلسلة قمم تستضيفها إندونيسيا، اليوم الأربعاء، للبحث في التنافس بين القوى الكبرى وقضايا أخرى إقليمية على غرار مسألة بحر الصين الجنوبي والصواريخ الكورية الشمالية.

تعقد رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تضم 10 دول قمماً منفصلة مع كل من "الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وكندا"، مما يفسح المجال للقوى الكبرى لحشد دعم بلدان التكتل.

تحضر نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مكان جو بايدن، فيما يشارك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ عوضاً عن الرئيس شي جينبينغ.

وقال لي في مستهل قمة آسيان والصين "نسعى إلى أرضية مشتركة مع وضع خلافاتنا جانباً. نسعى للسلام بلا كلل".

وأضاف "طالما أننا نلتزم الطريق الصحيح، بغض النظر عن العاصفة التي قد تأتي، فسيكون التعاون بين الصين وآسيان أكثر صلابة من أي وقت مضى. بمواجهة جميع التحديات".

وتابع، "الاختلافات قد تنشأ بين الدول بسبب سوء فهم ومصالح متضاربة أو تدخلات أجنبية. من أجل إبقاء هذه الخلافات تحت السيطرة من المهم راهناً الامتناع عن اختيار معسكر ما، ومعارضة المواجهة بين الكتل ومنع حرب باردة جديدة".

طابع إقليمي

ستكون اجتماعات الأربعاء، ذات طابع إقليمي أكثر قبل حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قمة لشرق آسيا يشارك فيها 18 بلداً، غداً الخميس، ويتوقع أن تتصدر قضايا جيوسياسية أوسع جدول أعمالها.

وقال المستشار الأميركي للأمن القومي جايك ساليفان للصحافيين، أمس الثلاثاء، إنه "في القمتين، ستؤكد نائبة الرئيس التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك، يحضر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول.

وسيجتمعان مع لي في قمة "آسيان+ثلاثة" التي يتوقع أن تركز على الخلاف بين الصين واليابان على خلفية تصريف مياه ملوثة معالجة من محطة فوكوشيما النووية.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية، إن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ونظيره الصيني أجريا محادثات قصيرة على هامش قمة آسيان، وخلال اللقاء شرح كيشيدا وجهة نظر طوكيو في شأن إطلاق المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية إلى البحر، وفقاً لبيان صادر عن الوزارة.

وأكدت إندونيسيا لقمة قادة آسيان، الثلاثاء، أن التكتل لن يتحول إلى ساحة تتنافس فيها القوى الكبرى في ظل تفاقم التوتر بين الولايات والمتحدة والصين في شأن تايوان وبحر الصين الجنوبي والحرب الروسية على أوكرانيا.

سيكون الاجتماع الذي يضم لافروف وهاريس أول لقاء عالي المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد بجاكرتا في يوليو (تموز) الماضي، عندما واجه وزير الخارجية الروسي الانتقادات الأميركية والأوروبية لبلاده على خلفية حرب أوكرانيا.

وأكد مسؤول من جنوب شرقي آسيا حضر اجتماعات، الأربعاء، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها ستختتم ببيانات مشتركة في شأن توثيق التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والمرتبط بالأمن الغذائي بين القوى وآسيان.

ومن المقرر أن يزور لي، الأربعاء، مشروعاً لخط السكك الحديدية للقطارات السريعة ممولاً من بكين بين جاكرتا وباندونغ في مقاطعة جاوة، وفق ما أفاد مسؤولون إندونيسيون.

صواريخ كوريا الشمالية

يتوقع أيضاً أن تتصدر جدول الأعمال قضايا إقليمية أخرى مثل عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي، إن بعض الدول الأعضاء في آسيان عبرت عن قلقها إزاء إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية وذلك خلال قمة مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان، اليوم الأربعاء.

وقال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اليوم الأربعاء إن أي محاولة للتعاون عسكريا مع كوريا الشمالية بطريقة تضر بالسلام العالمي يتعين وقفها على الفور، وفقا لما ذكره مكتبه.

وفي مقابلة مع صحيفة "كومباس" الإندونيسية، أمس الثلاثاء، قال الرئيس الكوري الجنوبي، إنه سيضغط من أجل "وحدة الصف" بين آسيان وسيول لمواجهة التهديدات النووية الصادرة عن بيونغ يانغ.

كذلك، ستكون ميانمار قضية رئيسة في القمم المنعقدة مع الصين التي تعد من أبرز حلفاء المجلس العسكري في هذا البلد.

فقد دان قادة دول جنوب شرقي آسيا بشدة، الثلاثاء، العنف والهجمات ضد المدنيين في ميانمار، محملين مسؤوليتها مباشرة إلى المجلس العسكري. وأكدت إندونيسيا عدم حصول أي تقدم يذكر في خطة السلام المتفق عليها.

لكن ميانمار ردت معتبرة أن مواقف آسيان "تفتقر إلى الموضوعية" و"أحادية الجانب"، في بيان نشر، اليوم الأربعاء، في صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" المدعومة من الدولة.

ودعت آسيان إلى "الالتزام بشكل صارم البنود والمبادئ الأساسية لميثاق آسيان، وخصوصاً عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء".

وقالت نائبة الرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على ميانمار التي تمزقها الصراعات لتعزيز المسار نحو الديمقراطية.

خريطة صينية

وأثارت الصين حفيظة عدة بلدان في آسيان، الأسبوع الماضي، عندما نشرت خريطة رسمية تعلن فيها سيادتها على بحر الصين الجنوبي بمعظمه.

قوبلت الخطوة بتنديدات حادة من أنحاء المنطقة بما في ذلك من ماليزيا وفيتنام والفيليبين.

وحذر الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور، الثلاثاء، من أطماع "الهيمنة" على الممر المائي المتنازع عليه، مشيراً إلى أن أي خطوة غير محسوبة يمكن أن تؤدي إلى "أشد العواقب بالنسبة لنا جميعاً".

وأكد الدبلوماسي من جنوب شرقي آسيا الذي تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن البيانات المشتركة الصادرة عن الاجتماعات "ستتضمن إشارات إلى بحر الصين الجنوبي وميانمار".

لكن خبراء استبعدوا أن يواجه قادة آسيان، وزير الخارجية الصيني خشية إثارة حفيظة بكين.

وقال خبير الشؤون الخارجية لدى جامعة "بيليتا هارابان" الإندونيسية أليكسيوس جيمادو لوكالة الصحافة الفرنسية "أتوقع أن يتجنب القادة مناقشة مسائل خلافية مثل الخريطة الصينية الجديدة". وأضاف "لن يخاطروا بالعلاقة مع القوى الكبرى".

المزيد من دوليات