Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محمد حمدان دقلو: لا نسعى إلى الاستيلاء على السلطة في السودان

الجيش سيسلم "الصليب الأحمر" 230 أسيراً من قوات "الدعم السريع" والبرهان ينهي زيارته إلى جوبا

تعد تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعداداً كبيرة من النازحين السودانيين (رويترز)

ملخص

بعدما ظل بعيداً من الأنظار منذ بدء الحرب تقريباً خرج دقلو عن صمته مساء أمس الإثنين إذ نشر رسالة صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي مدتها 20 دقيقة عرض فيها وجهة نظره للأوضاع منذ بدء النزاع وحتى اليوم

عاد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى بلاده بعد زيارة أمس الإثنين إلى جنوب السودان، حيث "بحث" تطورات الحرب في السودان، بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها في حاجة إلى مليار دولار إضافية، محذرة من تضاعف عدد الفارين من النزاع بحلول نهاية 2023.

وأعلن مجلس السيادة، أعلى سلطة حالياً في السودان، أن البرهان وصل إلى بورتسودان على البحر الأحمر، بعدما أجرى محادثات، الإثنين، مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، المتمرد السابق على الخرطوم الذي أعلن استقلال بلاده عام 2011.

وبحث الزعيمان "الجهود التي تبذلها دول الإقليم، لا سيما دولة جنوب السودان، لمعالجة الأزمة في السودان"، بحسب المصدر نفسه.

ومنذ استقلال جنوب السودان، أصبح كير الوسيط التقليدي للسودان.

وقال وزير شؤون الحكومة في جنوب السودان مارتن إيليا لومورو إنه "من المعروف أن الرئيس كير هو الشخص الوحيد الذي لديه معرفة في شأن السودان، ويمكنه إيجاد حل للأزمة السودانية".

وهذه هي الزيارة الخارجية الثانية للبرهان منذ اندلاع النزاع بين الجيش بقيادته وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو في 15 أبريل (نيسان) الماضي.

والبرهان هو الحاكم الفعلي للسودان منذ تنفيذه انقلاباً في عام 2021. وزار البرهان مصر في 29 أغسطس (آب)، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين.

 

وتأتي المحطتان الخارجيتان للبرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد، سعياً لإيجاد حل للنزاع.

وفي الخرطوم، أفاد سكان بأن القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" الذي يتركز في أحياء مكتظة بالسكان "اشتد" منذ الأحد مع مزيد من "تبادل القصف المدفعي والصاروخي".

وأكد سكان آخرون أن "القوات الجوية قصفت (مواقع لقوات الدعم السريع) قرب القصر الرئاسي"، مشيرين إلى أعمدة الدخان المتصاعدة فوق وسط المدينة. وأكد سكان أنها المرة الأولى منذ بداية النزاع التي يستهدف فيها سلاح الجو قواعد لقوات "الدعم السريع" منتشرة في وسط الأحياء السكنية.

وتصاعدت أعمال العنف أيضاً في نيالا عاصمة جنوب دارفور الواقعة في الغرب على الحدود مع تشاد.

دقلو: لا نسعى إلى الاستيلاء على السلطة

وبعدما ظل بعيداً من الأنظار منذ بدء الحرب تقريباً، خرج دقلو عن صمته مساء الإثنين، إذ نشر رسالة صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي مدتها 20 دقيقة عرض فيها وجهة نظره للأوضاع منذ بدء النزاع وحتى اليوم.

وفي رسالته المطولة عرض دقلو جانباً من المحادثات التي جرت بينه وبين البرهان قبل اندلاع النزاع، مؤكداً أن قائد الجيش هو من بدأ الحرب وليس قوات "الدعم السريع".

وقال دقلو إن المعركة التي تخوضها قواته ضد الجيش "ستنتهي قريباً جداً"، نافياً الاتهامات أن تكون قواته تعدم الأسرى، معتبراً أن هذا الأمر مجرد "خدعة". وأشار إلى أن قواته ليس لديها سلاح ثقيل كالدبابات والمدافع، وأنها لا تملك طائرات حربية، وإنما حصلت على بعض هذه الأسلحة من الجيش. وقال "سندافع عن السودان وعن نفسنا حتى آخر جندي وحتى نأتي بالديمقراطية لكل السودانيين". وأضاف "لا نسعى إلى الاستيلاء على السلطة في السودان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مخاطباً حليف الأمس وعدو اليوم، "يا برهان، اتق الله يا أخي، ضربتمونا بالطيران الأجنبي"، من دون أن يحدد أية دولة يقصد، لكنه لمح إلى وجود عناصر من القوات الجوية المصرية - أقرب حلفاء البرهان - في قاعدة مروي الجوية في شمال السودان.

واتهم دقلو البرهان بالسعي إلى إعادة النظام السابق إلى السلطة، وبارتكاب جرائم حرب وإلصاق التهمة بقوات "الدعم السريع".

وتأتي زيارة البرهان لجوبا، وكذلك أيضاً رسالة دقلو التي غلبت عليها نبرة العتاب والشكوى بعد تعثر الجهود الدبلوماسية المتكررة لإنهاء القتال بين الرجلين.

تسليم الأسرى

وأعلن الجيش السوداني، الإثنين، أنه سيسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر 230 أسيراً من قوات "الدعم السريع" بينهم 30 قاصراً.

 

وقال الجيش في بيان "تواصلت القوات المسلحة السودانية مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالبلاد لتسليم 30 فرداً من عناصر الميليشيات المتمردة (من القصر) الذين تم أسرهم بواسطة قواتنا خلال المعارك".

وأضاف أن تسليم الأسرى القاصرين سيتم في أم درمان فور تلقي الرد من ممثلي المنظمة. وتابع أنه "سيتم أيضاً تسليم مجموعة أخرى تتكون من 200 متمرد (من غير القصر) عند اكتمال الترتيبات اللازمة مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

الأمم المتحدة تطلب مليار دولار

أدت الحرب في السودان إلى مقتل خمسة آلاف شخص في الأقل ونزوح 3.6 مليون شخص داخل البلاد، إضافة إلى فرار مليون شخص آخرين إلى الدول المجاورة.

وتعد تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعداداً كبيرة من النازحين السودانيين، إذ بلغ عدد الفارين إليها أكثر من 400 ألف شخص، تليها مصر (287 ألفاً) وجنوب السودان (248 ألفاً).

وطلبت الأمم المتحدة في مايو (أيار) أموالاً لمساعدة النازحين، ولم تتلق سوى ربع احتياجاتها. كذلك طلبت الإثنين مليار دولار إضافية، مؤكدة أن "الذين يصلون إلى المناطق الحدودية النائية يجدون أنفسهم في ظروف يائسة". ويعيش كثر منهم في مخيمات موقتة من دون بنى تحتية أو إمكان الحصول على مأوى أو ماء أو غذاء. وأكدت سوزانا بورغيس من منظمة "أطباء بلا حدود" أن في تشاد مثلاً "لم يتلق البعض طعاماً منذ خمسة أسابيع". وقالت بحزن "يطعم الناس أطفالهم الحشرات والأعشاب وأوراق الشجر". وشددت على أن ذلك يفاقم الأزمة الصحية في حين يواجه العاملون في المجال الإنساني حالات عديدة من "الملاريا والإسهال وسوء التغذية". وذكرت الأمم المتحدة أن الأوبئة، ولا سيما الكوليرا والحصبة، تنتشر بين اللاجئين وتقتل بعضهم.

وقال المدير الإقليمي للمفوضية الأممية العليا للاجئين في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى مامادو ديان بالدي في بيان "من المحزن جداً أن نتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل، لو كان لدى الشركاء الموارد الكافية". وتابع بالدي "يتعين على المجتمع الدولي أن يتضامن مع الحكومات والمجتمعات المضيفة، وأن يعالج النقص المستمر في تمويل العمليات الإنسانية".

وبحسب المفوضية فإن البلدان التي تستقبل اللاجئين - جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان - كانت تستضيف بالفعل مئات آلاف النازحين قبل هذه الأزمة، وهي تعاني حالياً أزمات اقتصادية وأمنية خطرة.

ويحتاج نصف سكان السودان، البالغ عددهم 48 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية، بينهم ستة ملايين على شفير المجاعة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات