Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرهان في جوبا مع اشتداد وتيرة المعارك في السودان

"شؤون اللاجئين" توجه نداء لجمع مليار دولار للإسهام في توفير مساعدات للفارين من العنف وتوقعت فرار أكثر من 1.8 مليون شخص بحلول نهاية العام

ملخص

أشار تقرير محامي الطوارئ في السودان إلى أن القاسم المشترك لمراكز اعتقال الجيش و"الدعم السريع" ممارسة التعذيب

في الوقت الذي وصل فيه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين، مدينة جوبا، للقاء رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لبحث تطورات الأوضاع في السودان جراء ويلات الحرب، زادت وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، على جبهات قتالية عدة بمدينتي أم درمان والخرطوم حيث أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى أمس الأحد. وتجددت الاشتباكات في مدينة نيالا، غرب البلاد، حيث تعرضت أحياؤها، بخاصة حي المطار، لغارات جوية من قبل الطيران الحربي التابع للجيش مستهدفاً تمركزات قوات "الدعم السريع" ما أدى إلى هروب أعداد كبيرة من المواطنين إلى خارج المدينة.

وبحسب الجيش السوداني، فإنه تمكن من تأمين محيط سلاح المدرعات في منطقة الشجرة، جنوب الخرطوم، وطرد قوات "الدعم السريع" من الأحياء المحيطة بواسطة قوات العمل الخاص التي نفذت أيضاً عمليات تمشيط لتنظيف منطقة جنوب ووسط الخرطوم من جيوب التمرد. وسارعت قوات "الدعم السريع"، في المقابل، ببث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أفراداً من قواتها يتجولون في الأجزاء المحيطة بسلاح المدرعات.

وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبدالله إن "قوات الدعم السريع قامت، الأحد، بقصف عشوائي استهدف مناطق بمحلية كرري بخاصة الجرافة وود البخيث أدى إلى مقتل 13 شخصاً من المدنيين وجرح آخرين. كما أطلقت النار على منطقة المسيد جنوب الخرطوم أسفر عن مقتل ثلاثة من المدنيين، وهو سلوك متكرر درجت عليه هذه القوات باستهداف مناطق سكنية خالية من أي ثكنات عسكرية". وأوضح أن "اشتباكاً وقع بين الجيش وميليشيات الدعم السريع في حي اللاماب جنوب غربي الخرطوم وتمكّن الجيش من القضاء على القوات المتمردة والاستيلاء على أسلحتها، وأن القوات المسلحة السودانية ستواصل عملياتها وهي في كامل الجاهزية".

في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن قوات "الدعم السريع" أطلقت قذائف المدفعية بكثافة على مواقع سلاح المهندسين بأم درمان، وشنّ الجيش، بدوره، هجوماً بالطيران والمدفعية الثقيلة على أحياء منطقة أمبدة بمدينة أم درمان وأحياء منطقة شرق النيل بمدينة بحري. ووفق شهود، فإن ستة مدنيين قتلوا وجرح أربعة آخرون في انفجار قذيفة بمنطقة الخودير شمال أم درمان، وبيّن الشهود أن الطيران الحربي التابع للجيش ظلّ يحلق فوق سماء أم درمان فيما جوبه بمضادات "الدعم السريع"، وتمّ تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين في وسط وشرق مدينة أم درمان.

نداء لجمع مليار دولار

وأطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الاثنين نداء لجمع مليار دولار للإسهام في توفير مساعدات للفارين من العنف في السودان، وقالت إنها تتوقع وصول أكثر من 1.8 مليون شخص إلى خمسة من دول جوار السودان بحلول نهاية العام.

ويبلغ التقدير مثلي ما توقعته المفوضية في مايو (أيار) بعد بدء الصراع بوقت وجيز.

وفر بالفعل أكثر من مليون شخص من السودان إلى دول مجاورة وسط اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق.

عدم تكافؤ

ورأى الخبير العسكري السوداني العقيد شاكر شمس الدين أن "قوات الدعم السريع فقدت كثيراً، في الآونة الأخيرة، بخاصة في جوانب الاتصالات والقيادة والإمداد، وأصبحت المعركة بين الجانبين غير متكافئة من الناحية العسكرية، لكنه يعتقد أن الوقت ما زال مبكراً لانتهاء الحرب لعدم استجابة هذه القوات للنداءات الصادرة عن الجيش والمنظمات الدولية والإقليمية والمواطنين بخروجها من المنازل والمرافق الاستراتيجية من مستشفيات وخدمات الكهرباء والمياه وغيرها، وبالتالي، فإن إخراجها بالقوة يتطلب عملاً نوعياً وخاصاً من قبل الجيش السوداني الذي بدأ بتحرير عدد من أحياء مدينة أم درمان من هذه الميليشيات". وأضاف شمس الدين "الجيش السوداني فرضت عليه الظروف في بداية الحرب أن يكون في وضع دفاعي، وبالتالي، أجرى التحسينات الدفاعية لصدّ أي هجوم متوقع من الدعم السريع".

جرائم وانتهاكات

وأكد تقرير أصدره محامي الطوارئ في السودان حول المعتقلات تعرّض مئات المدنيين لجرائم ضد الإنسانية، إذ واجهوا أصنافاً واسعة من التعذيب، شملت التجويع حتى الموت في 52 معتقلاً للجيش السوداني و"الدعم السريع"، داخل ولاية الخرطوم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان)، ونوّه التقرير إلى إن المعتقلات تعاني من عدم التهوية والرطوبة العالية التي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، ما قاد إلى وفاة عدد من المعتقلين، كما لا توجد فيها مراحيض، لافتاً إلى وجود 44 مركز اعتقال لقوات "الدعم السريع" وثمانية مراكز اعتقال للجيش، فضلاً عن مراكز اعتقال موقتة يُجمع فيها المعتقلون وعادة ما تكون في مبانٍ سكنية أو مدارس أو أعيان مدنية، قبل أن يتم فرزهم ونقلهم إلى مراكز الاعتقال الدائمة، لكن عادة ما تكون مراكز الاعتقال الدائمة في المقار العسكرية ومباني المؤسسات الحكومية البعيدة نسبياً من الأحياء السكنية.

وأشار التقرير، أيضاً، إلى أن القاسم المشترك لمراكز اعتقال الجيش و"الدعم السريع"، ممارسة التعذيب والمعاملة القاسية في مواجهة المدنيين والأسرى العسكريين. ويخضع المعتقلون للاستجواب تحت التعذيب، إلى جانب إجبارهم على القيام بأعمال شاقة وحفر القبور لقتلى للطرفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب قول أحد المعتقلين، فإن قوات "الدعم السريع" تعتقل 200 شخص في مركز اعتقال، بينما قال آخر إن عدد المعتقلين في "جامعة السودان المفتوحة" يصل إلى 700 ـ 800 معتقل. كما أشار معتقل ثانٍ إلى أنه، وبمجرد وصوله لمعتقل تابع لقوات "الدعم السريع"، خُلعت ملابسه وظل يتعرض للتهديد بالاغتصاب. وأفاد معتقل ثالث، كان محتجزاً في مقر هيئة العمليات بالرياض شرق الخرطوم، بأن امرأة متزوجة وفتاة كانتا ضمن معتقلات تعرضتا للاعتداء أكثر من مرة. وبيّن معتقل رابع أن عناصر الجيش كانوا يحتجزونه في مركز بأم درمان ضمن 18 معتقلاً آخرين، تعدوا على اثنين من المعتقلين فيما جرت تصفية ثالث نتيجة مقاومته.

ولفت التقرير إلى انعدام الخدمات الطبية والصحية في المعتقلات، ما تسبب بوفاة معتقلين مكثوا أشهراً عدة من دون تلقي الرعاية الطبية للإصابات الناجمة عن التعذيب، مؤكداً أن بعض المعتقلين من أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من عدم تلقي العلاج والأدوية المنقذة للحياة. وشهد معتقل، كان محتجزاً في مركز تابع لـ "الدعم السريع" وفاة مريض بأزمة تنفس وآخر بالسكري. وحض التقرير الأمم المتحدة وشركاء السودان الإقليميين والدوليين على تكثيف الضغوط على الجيش و"الدعم السريع" من أجل الإفراج عن المعتقلين وتوثيق الانتهاكات وتشكيل لجنة أممية لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان.

حالتا اغتصاب

وأكد تقرير لغرفة طوارئ جنوب الحزام في الخرطوم استقبال مستشفى بشائر 1194 حالة، خلال أغسطس (آب) الماضي، بينها 373 إصابة بالرصاص، و108 حالات طعن واعتداء، و250 إصابة جراء القصف، و463 حادثة طبيعية وأمراضاً مزمنة. وبحسب التقرير، أيضاً، سجلت 35 حالة وفاة، وحالتا اغتصاب، فضلاً عن إجراء 473 عملية جراحية خلال أغسطس.

المزيد من متابعات