اليونان في مهب أكبر حريق غابات عرفه الاتحاد الأوروبي

أفاد مسؤولون بأنه من غير المرجح التمكن من السيطرة على حريق غابات ما زال مستعراً منذ 11 يوماً على مقربة من منطقة إيفروس في شمال شرقي اليونان.

 وأوضح نائب الحاكم الإقليمي لإيفروس، ديميتريس بتروفيتش، في حديث إلى إذاعة "إي آر تي" الوطنيةERT أن الرياح ربما تتسبب في انتشار أوسع وأكبر للنيران.

"للأسف، نعتقد أنه يتعذر علينا احتواء جبهة النيران المشتعلة في غابة "داديا" والسيطرة عليها"، أضاف بتروفيتش واصفاً الظروف التي يعيشها رجال الإطفاء بـ"الصعبة".

من جانبها، ذكرت "المفوضية الأوروبية" أن الحريق الذي اندلع على مقربة من مدينة ألكسندروبوليس، يعتبر الحريق الأكبر في تاريخ دول الاتحاد الأوروبي.

كذلك أفادت إدارة مكافحة الإطفاء في البلاد أن أكثر من 400 رجل إطفاء، إضافة إلى ست طائرات وأربع مروحيات طائرة، يعملون على إخماد الحريق في إيفروس.

إزاء هذا الواقع المؤسف، صدرت أوامر بإخلاء إحدى القرى في إيفروس، وقرية أخرى في منطقة رودوبي المجاورة.

وذهب ضحية حريق الغابات هذا 20 من أصل 21 حالة وفاة مرتبطة بحرائق الغابات في اليونان، الأسبوع الماضي. وبدورها، تجري السلطات تحقيقاتها للوقوف على السبب وراء الحريق الذي التهم أكثر من 80 ألف هكتار (ما يساوي 197 ألف فدان) من الأراضي، بما في ذلك حديقة داديا الوطنية، وفق وكالة "كوبرنيكوس لإدارة الطوارئ" التابعة للاتحاد الأوروبي.

كذلك شوهدت حرائق غابات كبيرة في ضواحي العاصمة اليونانية أثينا، وفي جزيرة أندروس في بحر إيجة.

ونجح نحو 260 رجل إطفاء وطائرة واحدة وثلاث مروحيات طائرة في إخماد الحريق الذي اندلع على مشارف أثينا، وأخذ يمتد حتى بلغ متنزه جبل بارنيثا الوطني.

في الوقت نفسه اندلع حريق ثالث يوم السبت الماضي في جزيرة أندروس في أرخبيل سيكلاديز، يشتبه في أنه ناجم عن صاعقة.

وتكابد اليونان كل سنة عدداً من حرائق الغابات الكبيرة، لذا تفرض قواعد تنظيمية خاصة بمنع حرائق الغابات، تمتد عادة من بداية مايو (أيار) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وتشتمل على تقييد أنشطة عدة مثل حرق النباتات الجافة وإقامة حفلات الشواء في الهواء الطلق.

شاحنة إطفاء تسير بين الأشجار المتفحمة فيما النيران مشتعلة في حديقة داديا الوطنية في منطقة إيفروس في اليونان (رويترز)

وقال المتحدث باسم حكومة يونان بافلوس ماريناكيس، إنه بحلول يوم الجمعة، ألقى مسؤولون في إدارة مكافحة الإطفاء القبض على 163 شخصاً بتهم تتعلق بالحرائق منذ بداية موسم الوقاية من الحرائق، من بينهم 118 شخصاً بتهمة الإهمال و24 شخصاً بتهمة الحرق المتعمد. وأضاف أن الشرطة اليونانية اعتقلت 18 شخصاً آخرين.

والشهر الماضي، أجلت السلطات آلاف السكان من بلدات وقرى عدة في مختلف أنحاء اليونان بعدما اجتاحت حرائق الغابات البلاد.

وانتشرت الحرائق عبر كورفو، ورودس، وإيفيا، وكريت، ومنطقة بيلوبونيز الشمالية في اليونان.

أما الحريق الأخطر في البلاد فاستعر في جزيرة رودس، حيث لجأت السلطات إلى إجلاء نحو 19 ألف شخص من مواقع عدة.

وتحدثت الشرطة المحلية عن إجلاء 16 ألف شخص براً وثلاثة آلاف شخص بحراً من 12 قرية وعدد من الفنادق.

كذلك أكد نائب عمدة المنطقة أن الحرائق في كورفو كانت متعمدة.