Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستنقذ ديزني "حرب النجوم" المتعثر بمسلسل "آسوكا"؟

تمر سلسلة "حرب النجوم" في حالة من السقوط الحر منذ فترة، وربما لن تكون مغامرته الجديدة "آسوكا" شريان الحياة الذي يحتاج إليه بشدة. لا بد من العودة إلى الملاحم الرائجة من أجل المضي قدماً

يبدو أن "آسوكا" متجه إلى نفس المصير المنسي مثل "كتاب بوبا فيت" و"أوبي وان كينوبي" (لوكاسفيلم)

ملخص

تمر سلسلة "حرب النجوم" في حالة من السقوط الحر منذ فترة، وربما لن تكون مغامرته الجديدة "آسوكا" شريان الحياة الذي يحتاج إليه بشدة. لا بد من العودة إلى الملاحم الرائجة من أجل المضي قدماً: هل ستنقذ ديزني "حرب النجوم" المتعثر بمسلسل "آسوكا"؟

كان يا مكان... في قديم الزمان (في عام 2012) في مجرة بعيدة جداً (لوس أنجليس)، أبرمت صفقة بحجم نجم الموت. اشترت شركة والت ديزني أستوديوهات لوكاسفيلم للإنتاج – وجوهرتها الثمينة، حقوق الملكية الفكرية لأفلام "حرب النجوم" Star Wars للمخرج جورج لوكاس -في صفقة بلغت قيمتها 4.05 مليار دولار. في ذلك الوقت، كان المبلغ مذهلاً، وبعد ثلاث سنوات فقط، بدا الأمر وكأنه سرقة. حقق فيلم "نهوض القوة" The Force Awakens أكثر من ملياري دولار في شباك التذاكر وحده، ما لم نحسب الأرباح غير المعقولة للسلع المرتبطة به. وبعد مرور عام، أضاف فيلم "روغ ون" Rogue One المستمد منه، الذي لاقى استحساناً كبيراً، مليار دولار آخر إلى الرصيد. على كل حال، منذ تلك النقطة، يواجه المسار الصاعد لـ"حرب النجوم" اضطراباً جوياً. تبع فيلم "الجيداي الأخير" Last Jedi (الصادر عام 2017) الذي شهد استقطاباً عنيفاً فيلم "سولو" Solo الباهت ذو الأداء التمثيلي الضعيف، ثم أخيراً النهاية الفوضوية للثلاثية "صعود سكاي ووكر" The Rise of Skywalker في عام 2019. وصل امتياز الخيال العلمي الشهير، أخيراً، إلى الحضيض، لكن بالطبع، لم ينته الأمر عند هذا الحد. شهد يوم الأربعاء إطلاق مسلسل "آسوكا" Ahsoka، وهو الأحدث في مجموعة من المسلسلات الفخمة التي تعرض على منصة البث التدفقي وتجري أحداثها في مجرة حرب النجوم.

بعد إصدار "صعود سكاي ووكر"، قررت "حرب النجوم" اللجوء إلى الاختباء، مثلما يفعل يودا في مستنقعات داغوبا - أو في الأقل كانت الحال كذلك عندما يتعلق الأمر بالأفلام. حتى يومنا هذا، يكون قد مر على حرمان السينما من أفلام حرب النجوم أربع سنوات، ولا يوجد أي فيلم رسمياً في الأجندة حتى عام 2026. حالياً، هناك أربعة مشاريع "مؤكدة" قيد التنفيذ (من إخراج جيمس مانغولد، وتايكا ويتيتي، وديف فيلوني، وشارمين عبيد تشينوي المساهمة في إخراج سلسلة "الآنسة مارفل" Ms Marvel)، لكن القائمة في حالة من التغير المتواصل والمستمر في اتجاهات متعددة. تم التراجع عن ثلاثية محتملة من تأليف الثنائي ديفيد بينيوف ودي بي فايس مبتكري سلسلة "صراح العروش" Game of Thrones ، تم التخلي عن خطط لجزء تتمة لفيلم "سولو"، بينما صار مشروع "سرب روغ" Rogue Squadron الذي تخرجه باتي جينكينز، مخرجة فيلم "وندر وومان" Wonder Woman، في طي النسيان. في هذه الأثناء، على رغم ذلك، يتم تقديم وجبات الواحدة تلو الأخرى من محتوى البث التدفقي لعشاق حرب النجوم: "المندلوريان" The Mandalorian، "كتاب بوبا فيت" The Book of Boba Fett، "أندور" Andor; "الدفعة السيئة" The Bad Batch، "رؤى" Visions، "حكايات الجيداي" Tales of the Jedi، و"أوبي وان كينوبي" Obi-Wan Kenobi. والآن، سلسلة "آسوكا" المؤنسنة المكونة من ثماني حلقات عن الجيداي. هل قلت تقديم الوجبات؟ في الواقع، يشبه الأمر التغذية القسرية أكثر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم تكن مسلسلات حرب النجوم جميعها سيئة. كان الموسم الأول من "أندور" قوياً ورائعاً تماماً، بينما حظي كل من "المندلوريان" و"رؤى" بإعجاب كبير على نطاق واسع، لكن من الواضح في هذه المرحلة أن الامتياز في ورطة. فشلت جميع عروض منصة ديزني بلس في إحداث تأثير لدى الجمهور السائد، باستثناء الظاهرة قصيرة الأمد التي ظهر فيها بيبي يودا في الميمات على الإنترنت. شوهد "كتاب بوبا فيت" من دون أن يترك أثراً، على غرار ما يفعله الوحش الفضائي "سارلاك" في القصص الأصلية. بالمثل كان "أوبي وان كينوبي" حدثاً غير مثير، على رغم العودة المتفاخرة لنجمي الثلاثية السابقين إيوان ماكغريغور وهايدن كريستنسن. يبدو أن "آسوكا" الذي يشهد تجسيد روزاريو داوسون شخصية الجيداي آسوكا تانو الشبيه بمقاتل ساموراي تائه، سيواجه نفس المصير. من المرجح أن يتمتع "آسوكا" الذي يواصل قصة بدأت في مسلسل الرسوم المتحركة "متمردو حرب النجوم" Star Wars Rebels (عرض في الفترة ما بين عامي 2014 و2018)، بجاذبية محدودة تتجاوز تلك التي تم استقطابها بالفعل.

إذاً، كيف يمكن لشركة ديزني تغيير هذا المسار؟ إرضاء عشاق حرب النجوم ليس غاية تدرك بسهولة. اتهم "نهوض القوة" بافتقاره الشديد لحس المغامرة، بينما كان "الجيداي الأخير" جريئاً للغاية. كانت شخصية بيبي يودا (المعروف أيضاً باسم غروغو) مصطنعة جداً وتحمل بصمة ديزني أكثر من اللازم، بينما كان مسلسل "أندور" بالنسبة إلى البعض جافاً وجاداً جداً. أدى الافتقار إلى القتال بالسيوف الضوئية –وهو أكثر مصدر يعتمد عليه الامتياز للإثارة منذ فترة طويلة- إلى إفساد "سولو" وكثير من إنتاجات ديزني بلس المبكرة. يقوم كل من "أوبي وان كينوبي" و"آسوكا" بسد هذا النقص من خلال وفرة من تسلسلات مشاهد التلويح بالسيوف الليزرية المشعة، لكن لا يتمتع أي منهما بما يكفي من الحس المتناغم لترك بصمة دائمة لدى الجماهير. ومع ذلك، قد يكون الحل بسيطاً للغاية: التوقف عن إنتاج كثير من أعمال حرب النجوم. أدى انتشار هذه المسلسلات التلفزيونية باهظة الكلفة والتي يمكن نسيانها في الغالب إلى إضعاف الامتياز الذي كان يجسد سينما "الحدث". كان إصدار فيلم جديد من سلسلة "حرب النجوم" يؤدي إلى اصطفاف الجماهير في الشوارع في هوس مبهج. الآن، إنه حدث عادي آخر لا أكثر.

الخلل في استراتيجية ديزني أعمق من حرب النجوم فقط. إنها تواجه مشكلة مماثلة مع إنتاجاتها المستندة إلى قصص مارفل، وهي عدد كبير من المسلسلات عالية الميزانية التي تعرض مباشرة على منصة البث التدفقي، والتي تفشل في إثارة الحماس خارج نطاق الجمهور المخلص (حقق مسلسلها التدشيني "واندا فيجن" WandaVision نجاحاً كبيراً، لكن المسلسلات اللاحقة، مثل "هوك آي" Hawkeye أو "غزو سري" Secret Invasion الصادر هذا العام، غرقت مثل حجارة ثقيلة). يشير هذا إلى قضية أكبر أيضاً: الانحراف الأوسع لصناعة الترفيه عن إصدار الأعمال في دور السينما ونحو البث التدفقي المتوفر للمشتركين. أثبتت النجاحات الأخيرة لفيلمي "باربي" Barbie و"أوبنهايمر" Oppenheimer أن شهية الجمهور لدور العرض لا تزال موجودة، كما حدث العام الماضي مع فيلم "أفتار: طريقة المياه" Avatar: The Way of Water الذي واصل تقدمه في سباقات الأفلام حتى صار ثالث أكثر فيلم مربح على الإطلاق. المكان الطبيعي لـحرب النجوم هو الشاشة الكبيرة. إنها قصص آكشن مبالغ فيها تحدث في أجواء فخمة من عالم آخر، ترافقها موسيقى أوركسترالية نحاسية، كلها عناصر تأخذ حقها عندما يتم اختبارها في السينما.

على المستوى التجاري البحت أيضاً، لم يكن نموذج أعمال البث التدفقي مجدياً على المدى الطويل. إنه فقاعة ناجمة عن أسعار الأسهم وارتفاع "قيمة الاستثمار"، مبنية على وهم النمو الدائم غير المستدام. لا توجد طريقة لاسترداد المليارات المستثمرة سنوياً في البرامج الأصلية من خلال تكاليف الاشتراك وحدها. فلماذا يتم القيام بذلك؟ لو أن "أوبي وان كينوبي" أصدر كفيلم، كما كان مخططاً له في البداية قبل تحويله إلى البث التدفقي، لكان من المؤكد أن يحقق أرباحاً مليارية في شباك التذاكر. لقد أهدرت مئات الملايين من الدولارات لصالح... ماذا بالضبط؟ الصيت العليل للقدرة على القول: "شاهدوه حصرياً على ديزني بلس؟"

نأمل أن يؤدي السبات المسرحي الحالي لـحرب النجوم إلى توليد شيء من الغموض حول العودة الحتمية للامتياز إلى دور السينما. إنه في حاجة إليها، والجماهير في حاجة إليها. في الوقت الحالي، يتعين على محبي حرب النجوم المخلصين أن يتصالحوا مع حقيقة أن شيئاً كان ثميناً في السابق أصبح موجوداً في كل مكان. شيء مقدس أصبح الآن عادياً. بسبب غرقنا في بحر مضطرب من المحتوى، أصبح من الصعب أكثر من أي وقت مضى أن تبقى مرساتنا معلقة بما جعلنا نغرم بالسلسلة في المقام الأول، لكن في الوقت الحالي، ليس تحقيق هذا مستحيلاً في الأقل.

تمت إضافة أول حلقتين من مسلسل "آسوكا" إلى منصة ديزني بلس في 23 أغسطس (آب)، وسيتم إصدار الحلقات أسبوعياً لغاية أكتوبر (تشرين الأول).

© The Independent

المزيد من سينما