Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسوم قبطية وزخارف إسلامية تتحاور في بيت التراث

 "رحلة العائلة المقدسة" للراحلة إكرام عمار و"فن الخط العربي" لخضير البورسعيدي

 فن إسلامي للفنان خضير البورسعيدي (خدمة المعرض) 

ملخص

"رحلة العائلة المقدسة" للراحلة إكرام عمار و"فن الخط العربي" لخضير البورسعيدي

أصبح للتراث المصري بيت يتولى مهمة الحفاظ عليه وجمع ما هو معرض منه لخطر الاندثار. هكذا يأمل القائمون على بيت التراث المصري الذي افتتحته أخيراً وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني بحضور المدير الإقليمي لمكتب الـ"يونسكو" في القاهرة نوريا سانز.

وفي بداية أنشطته الفنية يستضيف بيت التراث حتى منتصف سبتمبر(أيلول) المقبل معرضين مهمين لاثنين من الفنانين اللذين تشتبك تجربتهما مع التراث. المعرض الأول للفنانة الراحلة إكرام عمار والآخر للفنان خضير البورسعيدي. يقام معرض إكرام عمار تحت عنوان "رحلة العائلة المقدسة" ويتضمن عدداً من أهم أعمالها، التي توثق فيها للمراحل المتعددة لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر. تعد الفنانة إكرام عمار واحدة من أهم الفنانات المصريات اللاتي يستلهمن أعمالهن من التراث، فقد مثل التراث الإسلامي والقبطي شغلها الشاغل منذ تخرجها في الفنون الجميلة عام 1967. عملت الفنانة الراحلة خلال مسيرتها الفنية على استلهام التراث الإسلامي والقبطي والمزج بينهما والخروج بمحتوى معاصر يتتبع القواعد نفسها التي سار عليها الفنانون السابقون في ابتكار زخارفهم ورسومهم المستلهمة من الطبيعة.

لا يقتصر إبداع الفنانة إكرام عمار على الرسوم فقط، فقد وظفت موهبتها تلك في عديد من الوسائط الأخرى كالخزف والآنية، وغيرها من العناصر التراثية. في هذه الأعمال تستدعي الفنانة روح الحرفة لخلق محتوى فني معاصر، وهو ما أكسب تجربتها تلك الفرادة التي تتمتع بها. يعبر محتوى الأعمال التي قدمتها عمار خلال مسيرتها الفنية عن التداخل والتقاطع بين الحقبتين الإسلامية والقبطية، فعبر المزج بين العناصر الزخرفية والتصويرية الممثلة لكلا الفترتين تتشكل السمات البصرية للأعمال التي تنشئها الفنانة.   

أما الفنان خضير البورسعيدي فهو يعد أحد الوجوه المصرية البارزة في فن الخط العربي. يتميز البورسعيدي بأسلوب في الكتابة يستقي الشكل من مضمون الكلمات المكتوبة. هو يسعى قدر المستطاع إلى ربط المعنى بالشكل والشكل بالمعنى، واستخلاص الشكل المناسب لمضمون العبارة المكتوبة. كل عمل من أعمال خضير البورسعيدي يحمل فكرة ما وطريقة خاصة تبرز المعنى إلى قلب وعقل المتأمل، وهو لم يترك خطاً من الخطوط ولا شكلاً من الأشكال إلا وأبدع فيه. لم يكتف خضير البورسعيدي فقط بتقليد من سبقوه من رموز الخط العربي والسير على نهجهم فقط كما يفعل كثيرون، إذ ابتدع أنواعاً عدة من الخطوط أصبحت معروفة باسمه.

كان لانتقال الفنان خضير البورسعيدي إلى القاهرة أكبر الأثر في حياته حيث بدأ انتشاره الفعلي كأحد أشهر الخطاطين المصريين، بخاصة بعدما التحق بالعمل في التليفزيون المصري وبعد أن انتدبته وزارة التربية والتعليم المصرية ليكون مشرفاً على مدارس الخطوط بالوزارة. وبفضل مجهوداته توسعت هذه المدارس، وزاد عددها من ثلاث مدارس فقط في أنحاء مصر كافة، إلى أن بلغت اليوم نحو 400 مدرسة.

مثّل هذان المعرضان استهلالاً مناسباً لأنشطة بيت التراث، الذي يأتي افتتاحه مواكباً لمرور 20 عاماً على توقيع مصر على اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي مع منظمة الـ"يونسكو". أعدت وزارة الثقافة بهذه المناسبة برنامجاً للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي المسجل على قوائم الاتفاقية، وهي السيرة الهلالية وفن التحطيب والأراجوز والممارسات المرتبطة بالنخيل والنسيج اليدوي والخط العربي، ورحلة العائلة المقدسة.

يذكر أن "بيت التراث" سوف يحتوي على الأرشيف الوطني للتراث ‏الثقافي غير المادي، كما يعنى بتطبيق إجراءات صون التراث ‏بالحفظ والتوثيق والنقل والترويج وإعادة الإحياء، ويعد إطلاقه ‏خطوة مهمة لتعزيز الوعي العام بقيم التراث الثقافي، وتعزيز ‏التواصل والحوار المحلي والدولي حول أهمية الحفاظ على التراث غير المادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد صرحت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني لـ"اندبندنت عربية" أن بيت التراث يعد استكمالاً لحلقة من حلقات صون التراث، الذي تضطلع به الوزارة للحفاظ على الهوية المصرية التي بدأتها مبكراً. تتخذ الوزارة لتحقيق هذه الغاية كما تقول الكيلاني كل السبل والإمكانات المتاحة، لإقامة أرشيف ‏وطني للتراث الثقافي غير المادي، وإتاحة فضاء ‏للترويج لكل ‏عناصر التراث والاحتفاء به.‏

 

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة