Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جرس" العام الدراسي في السعودية ينهي "كابوس" الأمهات العاملات

العودة لمقاعد الدراسة تنظم بيوتاً أرهقها السهر طويلاً

كثيراً من العوائل والأسر أصبحت تبتهج بعودة أبنائهم وبناتهم لمقاعد الدراسة (اندبندنت عربية)

ملخص

العودة لمقاعد الدراسة تنظم بيوتاً أرهقها السهر طويلاً، وتنهي كابوس معاناة الأمهات الموظفات

بعد مضي فترة الإجازة الصيفية التي كانت تعني للأبناء التحرر من الالتزامات المدرسية والسهر حتى ساعات الفجر الأولى، ومضي أيام على عودة الدراسة التعليمية في السعودية، استقرت الطمأنينة في قلوب كثير من الأمهات أخيراً مع قرع جرس العام الدراسي الجديد، لتنتهي صراعاتهن مع تحرر أبنائهن من الأنظمة والقوانين المنزلية.

وتعني "الدراسة" لدى الأمهات العاملات منهن وربات البيوت "الانضباط والهدوء"، على رغم عناء الالتزام بالواجبات الدراسية، خصوصاً لدى الموظفات، إذ تخرج الموظفة إلى عملها وأبناؤها في مدارسهم تحت إشراف المشرفين والمعلمين بخلاف وجودهم في المنزل، مما يشكل قلقاً لديها.

كابوس الإجازة

وأجمعت أمهات التقت بهن "اندبندنت عربية" على أنه بعودة النظام الدراسي عادت الراحة والطمأنينة لحياتهن، بعد الانفلات الذي عاشه أبناؤهن خلال الإجازة الصيفي، وسيناريوهات القلق على أبنائهن في إجازة، كيف سيبقى الأطفال في البيت وحدهم؟ من سيرعاهم؟ وكيف تنام وأبناؤها مستيقظين حتى الساعات الأولى من الفجر بشكل يومي؟

وقالت نداء عبدالواحد، أم لطفلة، التي تعمل في قطاع الصحة أنها اشتاقت إلى نظامها المعتاد، إذ فقدت الراحة خلال فترة عملها لانشغال فكرها بابنتها التي تستمع بإجازتها الصيفية في المنزل مع الخادمة، مؤكدة أنها الآن في راحة بال بعد عودة ابنتها للمدرسة، وعودة الروتين المعتاد لحياتها، مضيفة أن "انشغال ابنتي بالدراسة يجعلها أكثر هدوءاً وانضباطاً مما يبث في قلبي الراحة والاطمئنان".

أما المعلمة هبة محمد "أم لأربعة أولاد" فكانت تعاني من ذهابها إلى عملها بعد مواصلة ساعات السهر بساعات الدوام الرسمي، نظراً إلى سهر أبنائها خلال الإجازة وعدم تمكنها من النوم، خصوصاً أن أولادها تتفاوت أعمارهم من 12 إلى 22 سنة، فالنظام "منقلب" على حد وصفها، وأضافت "معاناتي جداً كبيرة خلال الإجازة كونها من دون أنظمة لدى أبنائي".

وتشكل الإجازة الصيفية لدى المدربة هند القحطاني "أم لأربعة أولاد" كابوساً، قائلة "تعيش الأمهات العاملات في موسم الإجازات المدرسية فترة صعبة من أصعب الفترات التي تمر علي، نظراً إلى وجود الأطفال في البيت أثناء دوام الأمهات في أعمالهن وتفلت الأنظمة."

ووافقت موظفة المبيعات رحاب الجهني آراء الأخريات، وهي أم لثلاثة أولاد، إذ أقرت أنها تعلن حال الطوارئ في البيت، إذ تقوم باحتياطات عدة تضمن سلامة أبنائها في البيت كرفع العلاجات الطبية والأدوات الحادة وغيرها، إضافة إلى تحضير وجبات مناسبة وأجعلها في متناول أيديهم.

 

وترى الموظفة في القطاع الحكومي، أم لطفلين، ميعاد عبدالله أن انشغال الوالدين بالعمل وترك الأبناء في المنزل خلال موسم الإجازة الصيفية يزيد من حدة التوتر والقلق، على خلاف وجودهم في المدرسة تحت إشراف كادر تعليمي وتربوي، وقالت "يتشتت تفكيري عن العمل، وأظل معلقة في دائرة من الهموم والشكوك إلى أن أعود لهم".

وأبدت سلمى خياط، موظفة وأم لثلاث بنات، فرحتها بعودة النظام المدرسي، وتحررها من الضغط النفسي التي كانت تعيشه خلال الإجازة الصيفية، موضحة أن نظام حياتها تغير بالكامل من ناحية النوم والاستيقاظ ومضاعفة الأعمال المنزلية التي تتراكم نتيجة تفلت النظام، إضافة إلى القلق والتفكير في وضع البنات في المنزل خلال فترة وجودها في العمل.

أما ريما محمد، التي تعمل في القطاع التعليمي، فتقول "على رغم أني أتمتع بإجازتي السنوية أيضاً إلا أن ابني المراهق يعشق السهر وهذا يتعبني معه، لذا أدخلته نادي كرة القدم، فأصبح ينام مبكراً بسبب التعب، ونجحت في إبقاء روتين المنزل على رغم الإجازة".

وفي هذا السياق أفاد المتخصص في طب النوم الدكتور أحمد باهمام في حوار سابق أجرته معه "اندبندنت عربية" يؤكد فيه أن معدل نوم السعوديين يعتبر من الأقل، "أجرينا دراسة حديثة على أكثر من 1000 تلميذ ابتدائي، ووجدنا أن أكثر من 71 في المئة من أطفال المدارس السعودية لم يحصلوا على قسط كاف من النوم ليلاً المقدرة بسبع ساعات، ورصدت دراسة أخرى أن أكثر من 1200 شاب لا ينالون كفايتهم من النوم".

تنظيم للوقت

وحول العودة للمدراس يقول التربوي ظافر الشهري لـ"اندبندنت عربية"، "إن كثيراً من العوائل والأسر أصبحت تبتهج بعودة أبنائهم وبناتهم لمقاعد الدراسة ثقة بما تقدم هذه المؤسسات من خبرات وخوفاً من وقت الفراغ الذي يتخوفون من انعكاساته السلبية عليهم، كذلك يرون في العودة للمدارس تنظيماً رائعاً لأوقاتهن الجميلة مع زميلاتهن ومتعة كبيرة في أداء أعمالهن واللقاء بطالباتهن بعد مدة من الانقطاع بسبب الإجازة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار الشهري إلى أن الأم الموظفة قد تخشى أحياناً من تأثير عملها في متابعة أسرتها ومتابعة حاجاتهم ومتطلباتهم، فيسعى كثير من النساء العاملات إلى الجمع بين الأمرين من دون تأثر أعمالهن بالتقصير أو بالتقصير تجاه أسرهن، وأكد في حديثه أن "المرأة السعودية ومنذ إعلان الرؤية لم يعد دورها ثانوياً، بل أصبح دوراً كبيراً وقيادياً".

وحول موضوع عدم انتظام الأبناء في الإجازات وكيفية ضبطها يقول "هذا الجيل من الأبناء والبنات نشأ في ظل عالم رقمي تقني أسهم بالتأثير في نحو إيجابي وسلبي، منها عوامل سلبية في سلوكيات قد تصل إلى مرحلة الخطورة في ظل عالم رقمي وتكنولوجي مفتوح، يصعب ضبطه والسيطرة عليه والتحكم فيه، كمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبح كثير منها للأسف يقضي كثيراً من وقته في متابعتها، بل والتأثر بها، وقد يكون هذا الوقت على حساب أشياء مهمة ومفيدة، ولذلك نجد كثيراً من التربويين يوصون الأسر بضرورة ضبط ومتابعة أبنائهم وتوجيههم نحو ممارسة الرياضة وغيرها، واصطحاب أبنائهم بشكل دائم، وتحديد أوقات محددة في مشاهدة الأجهزة الإلكترونية، إيماناً منهم بأن سلبياتها قد تتجاوز إيجابياتها.

السعوديات بالأرقام

وبحسب التقرير الذي نشرته الهيئة العامة للإحصاء السعودية الأسبوع الماضي، بمسمى "المرأة السعودية 2022"، الذي أفاد بانخفاض معدلات بطالة المرأة في الربع الرابع من عام 2022 ليصل إلى 15.4 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة (2019 و2020 و2021)، وذلك تزامناً مع التوسع في المشاركة الاقتصادية للنساء وزيادة معدلات توظيفهن في مختلف المجالات، إذ ارتفع معدل المشتغلات من النساء إلى السكان في الربع الرابع من عام 2022 ليصل إلى 30.4 في المئة مرتفعاً عما كان عليه في الربع الرابع من عام 2021، إذ كان المعدل 27.6 في المئة، فيما بلغ معدل مشاركة النساء في سوق العمل 36 في المئة مرتفعاً عما كان عليه في الربع الرابع من عام 2021 إذ كان 35.6 في المئة.

وأظهرت نتائج التقرير أيضاً تزايد مشاركة المرأة السعودية في العمل الحر، إذ وصل عدد وثائق العمل الحر الصادرة للنساء في عام 2021 (961,189)، وهـو أعلى عدد وثائق مشاركة في العمل الحر مقارنة بالوثائق التي صدرت خلال عام 2020، إذ كانت (105,518)، بينما في عام 2019 كان عدد وثائق العمل الحر (7,997)، مما يؤكد تزايد مسؤوليات المرأة السعودية خارج المنزل، ومستوى مسؤولية الموازنة بين الاستقرار العائلي وتنامي الطموح الوظيفي والعملي.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات