Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عين فرنسا على تشاد لإجلاء قواتها من النيجر

تحركات برلمانية في إنجامينا لقطع الطريق أمام المساعي الفرنسية المحتملة

الاتفاقيات الدفاعية بين فرنسا وتشاد على المحك (أ ف ب)

ملخص

عند إطلاق فرنسا عملية برخان في عام 2014 التي استهدفت قصقصة أجنحة المتشددين في منطقة الساحل الأفريقي كانت تشاد في صلب استراتيجيتها

في ظل عجز القوى الإقليمية والدولية عن ردع الانقلابيين في النيجر باتت الأحداث التي شهدتها نيامي تهدد بارتدادات قد تشمل تشاد المجاورة، التي باتت ملاذاً للقوات الفرنسية "المنبوذة" في منطقة الساحل الأفريقي، حيث تراجعت باريس بشكل لافت في السنوات الماضية لمصلحة روسيا التي تستخدم ذراعها العسكرية، شركة "فاغنر" الأمنية لتعزيز نفوذها.
وتتصاعد التكهنات داخل الدوائر الرسمية في تشاد في شأن إمكانية طلب فرنسا نقل جنودها في النيجر وعددهم يفوق الـ1500 إلى تشاد في ظل تزايد مشاعر الغضب الشعبية تجاه الحضور الفرنسي في نيامي، وهو ما دفع برلمانيين في العاصمة التشادية إنجامينا إلى التحرك لقطع الطريق أمام المساعي الفرنسية المحتملة.


تشاد الأقرب

وبين تشاد وفرنسا عقود من التعاون، حيث أرسلت باريس قوات إلى إنجامينا في عام 1983 لدعم الحكومة هناك في مواجهة تدخل عسكري قادته القوات الليبية بأوامر مباشرة من معمر القذافي في مغامرة انتهت بانتكاسات للأخير، حيث تم أسر جنود ليبيين وطرد البقية. ومنذ ذلك الحين تنشر فرنسا قوات لها في تشاد، وتكبدت خسائر أيضاً من بينها مقتل 158 جندياً لها هناك. وكانت هناك محطات مختلفة للتدخل الفرنسي في تشاد تراوح بين الحرب الأهلية وعمليات مكافحة الجماعات المتشددة التي نجحت في ترسيخ موطئ قدم لها في منطقة الساحل في السنوات الماضية.
وعند إطلاق فرنسا عملية برخان في عام 2014 التي استهدفت قصقصة أجنحة المتشددين في منطقة الساحل الأفريقي كانت تشاد في صلب استراتيجيتها. فإلى جانب أنها واحدة من دول الساحل، فإن تلك البلاد تواجه تمرداً وتنامي نشاط الجماعات المتطرفة أيضاً، مما جعلها في أمس الحاجة إلى باريس التي فشلت قواتها في المقابل في إحراز تقدم على رغم الإمكانات التي تملكها.
وقال الباحث السياسي التشادي أحمد هارون لاري "في الواقع تم في الأشهر الأخيرة نشر العسكريين الفرنسيين في الشمال الشرقي والشمال والشرق والجنوب من تشاد بعد طردهم من غرب أفريقيا". وأضاف أنه "من المحتمل أن يستمر نقل الجنود الفرنسيين إلى تشاد بالنظر إلى أن القرب الجغرافي يخدم ذلك، حيث المسافة ليست بعيدة بين القواعد العسكرية في تشاد والنيجر".


وأشار المتحدث إلى أن "هناك إجراءات تم البدء بها بالفعل مثل توسيع مطار فايا الحدودي مع النيجر، كما تم إنشاء قواعد للطائرات من دون طيار، وشملت تلك الإجراءات تطوير مهابط الطائرات استعداداً لما هو قادم".
ولا توجد أرقام رسمية حول الجنود الفرنسيين في تشاد، لكنهم يقدرون بالآلاف، ونقل معظمهم مع انتهاء عملية "برخان" من دول مثل مالي وبوركينا فاسو إلى قواعد عسكرية بتشاد.
وكان قائد الحرس الرئاسي في النيجر عبدالرحمن تياني نفذ انقلاب ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم ويواجه الآن تهماً تصل إلى الخيانة العظمى.
ومن القواعد الفرنسية الرئيسة في تشاد، هناك قاعدة في إنجامينا تضم طائرات مقاتلة وطائرات نقل واستعراض جوي، كما تشمل مركز عمليات يتم الانطلاق منه لشن ضربات ضد المتشددين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السابق إن القوات الفرنسية الموجودة في تشاد مقسمة بين فايا ومدينة أبيتشي والعاصمة إنجامينا، لكن الحضور الفرنسي اتسع ليشمل على الأرجح ولايات أخرى عدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


اتفاقيات على المحك

وفي ظل الاستعداد لتحرك القوات الفرنسية من النيجر نحو تشاد بحال اتخاذ المجلس العسكري في نيامي أي قرار ضد تلك القوات التي كانت تشارك في عملية برخان، تجري تحركات برلمانية تشادية من أجل مراجعة الاتفاقيات التي أبرمتها إنجامينا مع باريس. وقال نواب في تصريحات لصحيفة "الوحدة" التشادية إنه ستتم مراجعة الاتفاقيات الدفاعية مع فرنسا في خطوة من شأنها أن تشكل انتكاسة جديدة لباريس التي تعد إنجامينا آخر معاقلها في القارة السمراء، لكن الباحث السياسي التشادي أحمد هارون لاري استبعد أن يتم المساس بهذه الاتفاقيات قائلاً إن "هذه الاتفاقيات لا تزال قائمة وتم تعزيزها حتى الآن، والنخبة في تشاد ليس لها الجرأة لمهاجمة فرنسا".
وشدد لاري على أن "التصريحات الأخيرة للنواب تمثل تهديداً لفرنسا من ممارسة أية ضغوط على الرئيس من أجل عدم الترشح إلى الانتخابات والمطالبة بانتخابات حرة". ومنذ التاسع من أغسطس (آب) 1983 وقعت فرنسا وتشاد عديداً من الاتفاقيات، في مسعى آنذاك للتصدي للاجتياح الذي شنته القوات الليبية قبل أن تتعاظم التحديات أمام الحكومة التشادية التي لم تتردد في طلب المساعدة من فرنسا.

وخارج عملية برخان التي بدأت في عام 2014 وانتهت بفشل فرنسي ذريع في تقليم أظافر الجماعات المتشددة، طلب الرئيس التشادي الراحل محمد إدريس ديبي دعماً فرنسياً في عام 2019 لمواجهة زحف متمردي المعارضة، وهو ما استجابت له باريس التي دفعت بقوات لها لمساعدته.

وفي ظل تنامي مشاعر الغضب الشعبي والرسمي تجاه الحضور الفرنسي في المنطقة من غير الواضح ما إذا سيقود ذلك إلى انهيار هذه الاتفاقيات الدفاعية الفرنسية - التشادية كما جرى في مالي وبوركينا فاسو، حيث باتت القوات الفرنسية منبوذة في المنطقة مقابل دخول قوي لشركة "فاغنر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات