Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغرب يدمر المسعى الأوكراني في الهجوم المضاد على الخطوط الأمامية

 يقول محللون حربيون لصحيفة "اندبندنت" إن الضغط من أجل تحقيق خرق هوليوودي ضد القوات الروسية "غير واقعي"

جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة هاون باتجاه مواقع روسية في خط المواجهة قرب باخموت (أ ف ب)

ملخص

الضغط الغربي يؤخر تسجيل خرق على الخط الأمامي في هجوم أوكرانيا المضاد.

قال الخبراء إن الضغط الذي يمارسه الغرب على هجوم أوكرانيا المضاد لتحقيق خرق هوليوودي ضد القوات الروسية "غير واقعي" ويجب أن يكون حلفاء كييف مستعدين [لاحتمال] أن تستمر الحرب "لفترة أطول بكثير" مما كانوا يتصورون.

وقد اضطرت أوكرانيا إلى توسيع نطاق تركيزها بعيداً من الخطوط الأمامية، وذلك في مواجهة الدفاعات الروسية شديدة التحصين، بما في ذلك حقول الألغام الشاسعة والقصف العنيف خلال هجومها المضاد في الصيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع توقع هطول أمطار ستجعل ميدان المعارك موحلاً في مناطق جنوب وشرق البلاد، بما في ذلك زابوريجيا، مطلع شهر سبتمبر (أيلول)، يصبح حدوث "الخرق الظافر" الذي يأمل كثيرون في الغرب بتحقيقه، "أقل احتمالاً"، كما قال محللون لصحيفة "اندبندنت".

لقد أحرزت كييف بعض التقدم واستعادت عدداً من البلدات والقرى، إلا أن حركة تقدم [جيشها] كانت بطيئة. غير أن القوات الأوكرانية تحقق "نجاحات حقيقية" لجهة إضعاف القدرات العسكرية الروسية وخفض الروح المعنوية لجنودها الذين يجري استنزاف [طاقاتهم] على نحو متزايد.

لا يستبعد مارك غاليوتي، وهو مدير شركة "ماياك انتليجنس" للاستشارات الاستخباراتية حصول خرق مفاجئ من قبل قوات كييف. وقال إن هذه الجهود لضرب خطوط الإمداد وتدمير مستودعات الأسلحة وقطع المدفعية، "ستكون مفصلية على المدى الطويل أكثر بكثير من مجرد الاستيلاء على قرية هنا أو بلدة هناك."

وأضاف، "على رغم أن المرء قد يصاب بخيبة أمل بشأن الهجوم المضاد على المدى القصير، إلا أن [ما يجري] يؤدي على المدى الطويل إلى وضع سيقاتل فيه الأوكرانيون بشكل متزايد، حين يحل الربيع المقبل، بجيش كفء بمعايير القرن الحادي والعشرين، بينما يقاتل الروس بجيش من القرن العشرين ".

من ناحيته، قال كير غايلز، وهو خبير استشاري بارز في مركز بحوث "تشاتام هاوس" (المعهد الملكي البريطاني للشؤون الخارجية)، إن نتيجة الهجوم المضاد لهذا العام "ربما تكون قد حددتها مسبقاً الخيارات الغربية" بعدم الذهاب بعيداً بما فيه الكفاية في تسليح أوكرانيا، ما يعني أن قوات كييف تقاتل "في ظل ظروف لا يفكر في [القتال خلالها] أي جيش غربي".

وزاد غايلز أن التقدم "كان على الدوام بطيئاً ومؤلماً" لأن التردد الغربي "أعطى روسيا وقتاً أطول مما تحتاج إليه" لبناء الدفاعات التي يتعين على كييف الآن "المضي قدماً عبرها بتكلفة هائلة".

وتابع "يجب أن نكون مستعدين لاستمرار هذه الحرب لفترة أطول بكثير مما كان يتصوره الناس"، مشدداً على ضرورة أن يظل الناخبون الغربيون على دراية بـ "النتائج الكارثية لانتصار روسيا".

أما الدكتورة مارينا ميرون، وهي من قسم دراسات الحرب في جامعة كينغز كوليج لندن، فرأت أن "الحقيقة المحزنة" تتمثل في أن روسيا، بدلاً من الغرب، هي التي "تتحكم الآن بتوقيت الأحداث"، مشيرة إلى تشكيك فلاديمير بوتين سابقاً بقدرة "الناتو" على تحمل دعم أوكرانيا في سياق ما يعتبره الرئيس الروسي "صراع الإرادات السياسية".

بيد أن الدكتورة ميرون حذرت من أن رواية الهجوم المضاد الأوكراني الثابتة، في مواجهة الوقت الذي أخذ ينفد مع اقتراب الشتاء، كانت تتسم بالسذاجة. وقالت "في هذا النوع من الحرب المعاصرة، ليس لديك عمليات هجومية / مضادة واضحة (...) لم يعد ذلك مناسباً تماماً لهذا الصنف [من الأعمال العسكرية".

ولفتت الدكتورة ميرون إلى أن أوكرانيا تحاول الصمود ريثما تتلقى مزيداً من المعدات العسكرية كما يبدو، وذلك في الوقت الذي تتبنى فيه تكتيكات غير متكافئة [ضد الروس]، مثل استخدام طائرات من دون طيار رخيصة لضرب أسطول البحر الأسود وأهداف داخل روسيا، مثل موسكو وبيلغورود. وفي حين أن أوكرانياً لا تعلن مسؤوليتها عن هجمات من هذا النوع إلا قليلاً، فإن المسؤولين يشعرون بالسرور حين يضخمون تأثيرها في الكرملين ويقولون سيكون هناك مزيد من هذه الهجمات في المستقبل القريب.

وقالت إن "الأمر لا يتعلق فقط بالاستيلاء على الأراضي، إنه يتصل بالتأثير النفسي، إنه يتعلق بتقويض القدرات اللوجستية لروسيا".

 ومع ذلك، فقد نبهت الدكتورة ميرون إلى أن الهجمات على الأراضي الروسية "قد تصب في مصلحة روسيا على الأغلب" من خلال "تعزيز" رواية بوتين عن الحرب ظاهرياً وإعطائه المبرر للقيام بعمليات تعبئة أخرى للمواطنين، وذلك فيما تؤدي إلى تنفير الحلفاء الغربيين الذين يخشون التصعيد [من جانب موسكو].

وعلى رغم الشكوك [بإمكانية حدوث] خرق أوكراني ضخم قبل حلول فصل الشتاء، أشار غالوتي إلى أن كييف ستتأمل في الأقل بأن [توسع] نطاق القصف والهجمات الصاروخية التي تشنها بحيث يشمل الجسر البري بين شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا وبين شرق دونيتسك، وذلك إن لم يكن من الممكن تعطيل هذا الجسر الروسي نهائياً. وقد أوضحت كييف في مرات عدة أنها تخطط لاستعادة شبه جزيرة القرم وكافة الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ أن شنت غزوها واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

أما في الجنوب، فتفيد تقارير بحصول هجوم أوكراني عبر نهر دنيبرو، بالقرب من مدينة خيرسون التي تمت استعادتها، في حين شنت القوات الروسية هجومها الخاص على كوبيانسك في الشمال.

واعتبرت ياروسلافا باربيري، وهي من جامعة برمنغهام، أن جهود روسيا هناك "قد تؤخر تحقيق الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا، في الوصول إلى ساحل البحر الأسود وقطع الجسر البري لروسيا، لكنها لن تغيره".

وفي الوقت ذاته، يمكن تعزيز مواقع أوكرانيا بالقرب من الجسر البري من خلال [إجبار روسيا على] سحب مزيد من قواتها إلى نهر دنيبرو، حيث "الدور الرمزي لخيرسون كواحدة من أوائل المدن التي وقعت تحت الاحتلال الروسي" يمكن أن يكون له "تأثير محبط قوي في معنويات الجنود الروس"، على حد تعبير باربيري.

وفي سياق تحذيرها من أن الشكاوى الغربية بشأن وتيرة هجوم كييف المضاد هي "مصدر رئيس للإحباط في أوكرانيا"، قالت باربيري إن "كييف على علم بالضغوط الانتخابية في الدول الغربية الرئيسة وتشعر بالضغط لإثبات أن المساعدات العسكرية الغربية تحدث فرقاً".

وأضافت "لكن الأولوية الأكبر تتمثل في حث الجمهور الدولي على عدم النظر إلى الهجوم المضاد وكأنه فيلم هوليوودي، والتحذير من مخاطر قبول السلام بشروط روسية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات