Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توالي التحذيرات الغربية للسفن بعدم الاقتراب من المياه الإيرانية

الأسطول الخامس الأميركي ووكالة الأمن البحري البريطانية نصحا بالابتعاد منها في مضيق هرمز

مدمرة تابعة للبحرية الأميركية خلال توليها مهمة تأمين السفن التجارية بخليج عمان (أ ف ب)

ملخص

تحذير من تحالف بحري تقوده أميركا للسفن من دخول المياه الإقليمية لإيران خشية احتجاز محتمل

حذرت قوات بحرية تابعة لدول غربية في منطقة الخليج السفن التي تبحر في مضيق هرمز الاستراتيجي من الاقتراب من المياه الإيرانية لتجنب خطر التعرض للاحتجاز، وفق بيانات منفصلة صدرت أمس السبت واليوم الأحد.

تأتي هذه التحذيرات في نهاية أسبوع شهد تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، ثم توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق لتبادل سجناء يتضمن تحرير أموال إيرانية كانت مجمدة، مما أحيا الآمال بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين.

وقالت البحرية الأميركية إن تحالفاً بحرياً تقوده الولايات المتحدة في الخليج حذر السفن في المنطقة بالابتعاد من المياه الإيرانية لتجنب التعرض المحتمل للاحتجاز.

ويظهر التحذير أن التوتر لا يزال كبيراً في مضيق هرمز وما حوله، حيث احتجزت إيران ناقلتي نفط في أواخر أبريل (نيسان) وأوائل مايو (أيار) الماضيين.

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقراً، تيم هوكينز، لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم "نُصحت السفن بعبور المنطقة أبعد ما يمكن من المياه الإقليمية الإيرانية" لتقليل أخطار تعرضها للمصادرة.

وأشار إلى أن التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية (IMSC) الذي تقوده واشنطن، "يُخطر بحارة إقليميين بالإجراءات الاحتياطية المناسبة لتقليل أخطار احتجاز السفن بناء على التوترات الإقليمية الحالية التي نسعى إلى تهدئتها".

تحالف دولي

ويضم التحالف الذي أُنشئ عام 2019، 11 دولة هي الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات والبحرين وألبانيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وجزر سيشيل ومهمته "توفير الأمن للشحن البحري في منطقة الشرق الأوسط"، وفق موقعه الإلكتروني.

من جانبها، أكدت وكالة الأمن البحري البريطانية (UKMTO) في وقت متأخر أمس أنها أُبلغت "بوجود تهديد متزايد في محيط مضيق هرمز" الذي يمر عبره ثلث النفط المنقول بحراً في العالم.

وأوصت الوكالة "السفن العابرة كافة بتوخي الحذر وإبلاغها  عن أي نشاط مشبوه".

بدورها، أعلنت شركة "آمبري" للأمن البحري في بيان بعد ظهر أمس أن "السلطات اليونانية، بدعم من البعثة الأوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز (EMASOH) والسلطات الدبلوماسية الأميركية، حذرت من احتمال تعرض سفينة تجارية ترفع علماً مجهولاً لهجوم في مضيق هرمز خلال الساعات الـ12 إلى الـ 72 المقبلة".

وحتى الساعة، لم تعلق السلطات الإيرانية على هذه التحذيرات.

وفي السابع من أغسطس (آب) الجاري، أعلنت واشنطن وصول أكثر من 3 آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، أكدت أنها تهدف الى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.

وبعد يومين، توصلت الإدارة الأميركية للمرة الأولى منذ تولي جو بايدن الرئاسة إلى اتفاق مع إيران نص على تبادل سجناء وتضمن أيضاً الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة على أن تستخدمها طهران لأغراض إنسانية.

جهود دبلوماسية

وجاء هذا التطور في شأن السجناء بعد جهود دبلوماسية هادئة ومضنية بين البلدين الخصمين اللذين انهارت محادثاتهما المنفصلة لإحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الخبير في شؤون الخليج في "كينغز كولدج" أندرياس كريغ "وسط الجهود الحالية لبناء النوايا الحسنة، تريد الولايات المتحدة تجنب أي تصعيد مهما كان الثمن"، موضحاً أن إعطاء إيران ذريعة لاحتجاز سفن "سيستدعي رداً أميركياً ينطوي على احتمال تصعيد كبير" علماً أن طهران أبدت أخيراً "كثيراً من التصميم على الحفاظ على وحدة أراضيها بما في ذلك مياهها بأي ثمن".

وأضاف "لذلك من المرجح أن تقوض أدنى ذريعة تنشرها إيران الاختراق الصغير الذي تحقق" عبر اتفاق تبادل السجناء.

وخلال الأعوام الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.

والشهر الماضي، أعلنت البحرية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية "يحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب" في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريتين قبالة سواحل عمان.

وفي الربيع الماضي، احتجزت طهران ناقلتي نفط خلال أسبوع في مياه الخليج.

أمن المياه

وفي مايو الماضي أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن بلاده قادرة بالتعاون مع جيرانها على "ضمان سلامة الخليج الفارسي، مضيق هرمز وبحر عمان" مضيفاً "لا نحتاج الى الأجانب لضمان أمن المياه الإقليمية".

واحتجزت إيران ناقلتَي نفط يونانيتين في مايو 2022 بعدما كانت احتُجزت في أبريل ناقلة نفط ترفع العلم الروسي ومحملة بالوقود الإيراني قرب أثينا بناء على طلب وزارة الخزانة الأميركية، وأفرجت طهران عن السفينتين بعد ستة أشهر.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتين عسكريتين أميركيتين من دون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أعلن الحرس الثوري الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد لإيران، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة، ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة الى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية.

وفي يوليو (تموز) 2019، احتجز الحرس الثوري ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز، ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين.

رد فعل

ويمر نحو خمس النفط الخام والمنتجات النفطية في العالم عبر مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان.

وفي يوليو الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشرها مدمرة إلى جانب طائرات مقاتلة من طرازي "أف-35" و"أف-16" في الشرق الأوسط لردع إيران عن مصادرة سفن في الخليج.

وواجهت طهران اتهامات بشن هجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة مملوكة لشركة إسرائيلية في نوفمبر 2022.

وتسجل مثل هذه الحوادث منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب من الاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض عقوبات شديدة على طهران، مما أدى إلى تصاعد التوترات، لكن المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق استؤنفت أخيراً بوساطة سلطنة عمان.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار