Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جمال مبارك من شعبية تسعة في المئة إلى موجة تأمل بالرئاسة

كلما ذكر اسمه في العقد الأخير من حكم والده أبدى المصريون قدراً غير قليل من الامتعاض وعدم الرضا

ترشح جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة أقرب ما يكون إلى ملحمة قصصية من حيث الإثارة والتشابك والتداخل (أ ف ب)

ملخص

مسألة ترشح جمال نجل مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة أقرب ما تكون إلى ملحمة قصصية من حيث الإثارة والتشابك والتداخل والتجاذب، لا من حيث البطولة والجسارة

يترشح أو لا يترشح، تلك ليست المسألة! بل هل سيستقبله المصريون باحتفاء، أم بارتياب أم بخليط من الاستغراب والاستنكار وربما الاندهاش والاستحسان؟ تلك هي المسألة!

مسألة ترشح جمال، نجل الرئيس السابق الراحل محمد حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة أقرب ما تكون إلى ملحمة قصصية من حيث الإثارة والتشابك والتداخل والتجاذب، لا من حيث البطولة والجسارة وتمجيد البطل الأسطوري كما كانت تفعل القصائد الملحمية في العصور الوسطى.

وسط أجواء اقتصادية بالغة الصعوبة، ودرجات حرارة شديدة الارتفاع، وملامح أزمة قمح تلوح في الأفق، وموجات شد وجذب كروية زاعقة صاخبة لكن خاوية المضمون والفائدة، تنجح أقاويل متناثرة وحروب افتراضية صغيرة في أن تفرض نفسها بين الحين والآخر على المصريين.

الترشح والدستور

الأقاويل حول ترشح جمال مبارك لمنصب الرئاسة في الانتخابات، المفترض نظرياً الدعوة لها في نهاية العام الحالي، مع إعلان نتيجتها قبل الثاني من أبريل (نيسان) من العام المقبل، وفقاً للدستور، لا تنتهي.

تخفت حيناً بفعل أحداث تشغل بال المصريين مثل قطع الكهرباء أو ارتفاع الأسعار أو تعويم الدولار، ثم تعاود الانتعاش حين يحظى المصريون بقدر من الهدوء يسمح لهم بالتفكير في احتمالات أو محاولات أو حتى أضغاث أحلام عودة ممثل عن عائلة مبارك إلى سدة الحكم.

 

الحديث عن سدة الحكم في مصر، في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحالية أمر صعب، ربما ليس بالدرجة نفسها من الصعوبة إبان التخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013، وإجراء الانتخابات في العالم التالي، لكن الحديث صعب وأسباب الصعوبة مختلفة.

جانب من اختلاف الأسباب يكمن في "هالة الغموض"، وفي أقوال أخرى في "الصمت الرسمي"، الذي يهيمن على حديث الانتخابات الرئاسية، ومن جانب آخر وبالقدر ذاته من الأهمية، يعود إلى انغماس الغالبية في تلال المشكلات المعيشية التي لا يلوح في الأفق حل قريب أو تفكيك لها.

ورغم اهتمام جهات غير مصرية عدة بالسيناريوهات المتوقعة للانتخابات الرئاسية المصرية، وهي الجهات التي تتراوح بين منصات إعلامية بعضها إقليمي ما زال يقف في مواجهة النظام المصري رغم هالة رسمية من تلطيف العلاقات، والبعض الآخر غربي لا يجد معلومات سوى "قيل" الـ "سوشيال ميديا" و"قال" المعارضون المقيمون خارج مصر فإن المصريين لم يهجروا ساحة الاهتمام تماماً، لا سيما حين يقفز اسم جمال مبارك إلى الواجهة.

خليط متنافر

يثير الاسم خليطاً ملتبساً متناقضاً متنافراً من المشاعر لدى المصريين. ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق الراحل مبارك انتهت في سنواتها الأخيرة بحالة عامة من الغضب وعدم الرضا، والمطالبة بمزيد من "العيش"، وقدر أوفر من "الحرية"، وتفعيل حقيقي لـ "العدالة الاجتماعية"، وهي المطالبات التي يترجمها آخرون بأنها كانت خليطاً من الملل لطول مدة بقائه على كرسي الرئاسة والرغبة العارمة في التجديد، ولو كان لمجرد التغيير وتقليل هامش الفساد وليس بالضرورة القضاء عليه كلياً.

وكان كلما ذكر اسم جمال مبارك، لا سيما في العقد الأخير من حكم والده، أبدى المصريون قدراً غير قليل من الامتعاض وعدم الرضا، تعددت الأسباب وأغلبها لم يكن معضداً بالوثائق أو المعلومات. اتهامات بالفساد وسوء استخدام سلطة والده وضلوع تنقصه الشفافية في البورصة وعالم المال والأعمال وقائمة طويلة هي خليط من الشعور بأن فساداً عميقاً يسود وسوء استخدام سلطة يهيمن.

لكن لم يكن أياً مما سبق مصحوباً بدليل أو قرينة، ووصل الأمر في السنوات القليلة السابقة لأحداث يناير (كانون الثاني) 2011 إلى تفوق الابن على الأب في حجم الغضب الشعبي، وتعالت تحذيرات كتاب ومعارضين للأب من أن استمرار ضلوع الابن على الساحتين السياسية والاقتصادية قد ينجم عنه كارثة تعرض استقرار البلاد وسلامها الاجتماعي لخطر شبه مؤكد.

 

المؤكد أن غالبية المصريين كانت تعي أن جمال مبارك في عام 2005 كان أقرب ما يكون إلى رئيس وزراء مصر، لكن من دون قرار رسمي، أو مكتب حكومي أو اعتراف رئاسي أو برلماني.

برلمانياً، صادق مجلس الشعب (مجلس النواب حالياً) على تعديل المادة 76 الشهيرة التي قضت بأن تكون انتخابات الرئاسة بين أكثر من مرشح، مع وضع ضوابط رأى الخبراء في حينها أنها "مطبوخة"، وفي أقوال أخرى "مفصّلة" على مقاس جمال مبارك، هذا التعديل، وما صاحبه من ارتفاع أصوات معارضي جمال ودوره ومؤشرات تجهيزه أو "تلميعه" ليخلف والده، لكن بصيغة تبدو ديمقراطية أسهم إلى حد كبير في تأجيج غضب الشارع على كل من الأب والابن.

أدرينالين اللحظة

الابن جمال الذي هتف المتظاهرون باسمه قائلين "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك"، و"حكم الأب باطل وحكم الابن باطل باطل" هو نفسه الابن جمال الذي دأب مواطنون على الالتفاف حوله، والتقاط الصور معه في غير مناسبة في الفترة الماضية، بل ومطالبة البعض له بالترشح للرئاسة، ولو على سبيل "أدرينالين اللحظة".

"أدرينالين اللحظة" تكرر غير مرة، لكن يصعب اعتباره مؤشراً حقيقياً لشعبيته، في أثناء مشاركة جمال مبارك في تشييع جنازة المحامي فريد الديب، الذي تولى الدفاع عن مبارك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التف المارة وعدد من صحافيي "الموبايل" المتخصصين في تصوير جنازات المشاهير، وركضوا خلفه هاتفين باسمه تارةً، وطالبين التقاط الصور معه تارةً أخرى. وما يؤكد أن مثل هذا الالتفاف ليس مقياساً، فقد هتف أحدهم بعلو الصوت "ربنا يحميك يا علاء".

كل من علاء وجمال ظهرا في المدرجات غير مرة لتشجيع النادي الأهلي بعد رفع ما أسماه علاء في إحدى التغريدات، حظر حضورهما، من قبل الشركة المسؤولة عن بيع التذاكر عبر تقنية "فان آي دي" قبل نحو أربعة أعوام.

وفي كل مرة، يهرع المشجعون لالتقاط الصور معهما، وهو ما يمكن تفسيره في الرغبة البشرية في توثيق التواجد مع المشاهير من دون شرط التأييد أو الحب أو الشغف.

شغف السياسة

الشغف بالسياسة لم يعد على قائمة القاعدة الجماهيرية الغفيرة منذ سنوات، تحديداً بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2014. لكن، الشغف بالإثارة لا يخفت أبداً، وإذا كان حجم الإثارة الناجم عن ظهور جمال مبارك في الأماكن العامة كبيراً، فما بالك بطرح اسمه مقروناً بالانتخابات الرئاسية في أجواء تتسم بالغموض؟

غموض وسوم "الحملة الشعبية لدعم السيد جمال مبارك رئيساً لمصر"، أو "جمال مبارك رئيساً لمصر"، أو "معاً من أجل جمال مبارك رئيساً لمصر" وغيرها، إضافة إلى حسابات لأشخاص "وهبوا" صفحاتهم لدعم ابن الرئيس السابق الراحل، الملقب أحياناً بـ "المخلوع"، يمعن في إضفاء حالة من الإثارة لمسألة الترشح الغريبة أصلاً.

جمال (60 سنة)، الابن الأصغر لمبارك، تحوّل في حياة والده من العمل في مجالات الاستثمارات البنكية بعدما أنهى دراسته لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في القاهرة إلى اقتحام، وفي أقوال أخرى إقحام نفسه، في عالم السياسة، تحديداً في الحزب الوطني الديمقراطي المنحل حالياً، الحاكم سابقاً، بقرار قضائي. آخر منصب سياسي تقلده كان الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب.

شعبياً، لم يحظ جمال يوماً بحب أو تعاطف أو حتى اعتبار لاحتمال أن يكون رئيساً لمصر، بالطبع، لم تجر استطلاعات أو قياسات للرأي العام. ما سمي بـ "التوريث" ولو كان بانتخابات ونصوص دستورية ومواد قانونية كان مرفوضاً من ألفه إلى يائه لدى الأغلبية.

شعبية 9 في المئة

لكن كان هناك استثناء واحد عجيب غريب غير متوقع، استطلاع رأي "يتيم" أجري على عينة من المصريين في ثمان محافظات في عام 2009 أظهر أن شعبية جمال لا تتعدى تسعة في المئة، وفي سبتمبر (أيلول) من عام 2009، نما إلى مسامع المصريين أن جهة بحثية تجري استطلاعاً للرأي بغرض عرض نتائجه على المؤتمر السنوي للحزب الوطني الديمقراطي في ذلك العام.

لم يكن عنوان الاستطلاع "هل تحب جمال مبارك؟"، بل جاءت الأسئلة متدرجة من: ما تقييمك للخدمات التي تقدمها الحكومة؟ أداء نواب البرلمان؟ سياسات التعليم؟ ما توقعاتك المنشودة للحزب؟ وأخيراً ما تقييمك لشعبية أمين عام الحزب المساعد وأمين لجنة السياسات السيد جمال مبارك؟

وكان استطلاع سابق ضم الأسئلة نفسها أظهر شعبية جمال مبارك الكاسحة، لكنه أجري على عينة من أعضاء الحزب الحاكم فقط!

 

الأكثر إثارة هو أن الجهة التي أجرت الاستطلاع في المرتين كانت الحزب الوطني الديمقراطي نفسه، لذلك جاءت التسعة في المئة لشعبية مبارك الابن بمثابة صدمة عنيفة أسكتت القائمين على أمر الحزب والحكومة ومجلس الشعب (البرلمان)، لكن الاستطلاع في حينها فتح أبواب الانتقاد والاعتراض والسخرية في الإعلام المصري غير الرسمي الذي كان يحظى بهامش حرية غير مسبوق حينها.

وجاء في زاوية "رأي المصري اليوم" في الـ 13 من أكتوبر 2009 أن "كثيرين انتظروا طويلاً ليسمعوا رداً شافياً كافياً من أي من المسؤولين في الحزب الحاكم عن التسعة في المئة، لكن صمتاً مقيتاً خيم على الموضوع، إما لأن مهندسي مشروع توريث الحكم أسقط في يدهم، ولا يزالون واقعين تحت تأثير هذه الصدمة الفاجعة بالنسبة إليهم، وإما أنهم لا يجدون ما يقال، فآثروا السكوت، أو أن رأي الناس وتصوراتهم وأشواقهم ليست مهمة، فمن بين 4 آلاف شخص رأى 360 فقط أن جمال مبارك يؤدي عملاً إيجابياً".

وساقت المقالة مؤشرات عدة للدلالة على تدني شعبية جمال مبارك ومن بينها "الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تواجهه، والأوضاع الأمنية المتفاقمة التي تثقل كاهل أي شخص سيأتي إلى سدة الحكم". منتهية إلى القول إنه "رغم المؤشرات الكمية والكيفية التي تدل على تدنى شعبية جمال مبارك، فإن سيناريو التوريث يجرى على قدم وساق، وكأن من يأتي سيحكم شعباً آخر".

هذا الشعب "الآخر" هو نفسه الذي يتابع ما يقال ويثار ويكتب من خلف الستار، ويتم التعليق عليه علناً بحرص بالغ وفي ضوء حسابات شديدة الدقة والحنكة، ورغم تردد أسماء حفنة من الأشخاص في ملف "أقاويل" نوايا الترشح لمنصب رئيس مصر، مثل مؤسس "الحركة المدنية الديمقراطية" الناشط السياسي يحيي حسين عبد الهادي، والبرلماني السابق أحمد طنطاوي، ورئيسة حزب الدستور (الزوجة السابقة للمعارض المقيم في الخارج المتضامن مع جماعة الإخوان المسلمين أيمن نور) جميلة إسماعيل، ورئيس "حزب الوفد" الذي أعلن دعمه الكامل للرئيس عبد الفتاح السيسي، عبد السند يمامة، ورئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي، ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام وآخرين، إلا أن جمال يحظى بالقدر الأكبر من الشهرة والمتابعة والاهتمام بين المصريين.

يعرف المصريون أن الغالبية المطلقة مما يقرأون ويشاهدون على مواقع ومنصات الشبكة العنكبوتية في شأن احتمالات ترشح جمال مبارك هي إما من بنات أفكار كاتبيها وصانعيها، أو ترجمة فعلية لما يتم تكليف الصانعين به من قبل جهات ما داعمة لجمال أو رافضة له، أو حتى من باب مكايدة الحكم المصري الحالي، بل وربما وسيلة انتقام و"تهويش" من أسرة الرئيس السابق لرد الاعتبار شعبياً ومكايدة النظام الحالي، إذ لا تخفى أمارات الاحتقان بينهما، وعلى رغم ذلك، لا تقلل هذه المعرفة المسبقة من حجم الإثارة.

الإثارة في تغريدة

التغريدة المثيرة التي كتبها رجل الأعمال المثير للجدل، المقيم في لندن، أشرف السعد الشهر الماضي فتحت أبواب القيل والقال على مصاريعها. كما أسفرت عن ردود الفعل الأكثر صراحةً ومباشرة من قبل الدائرة المقربة من جمال، وتحديداً شقيقه الأكبر علاء.

نشر السعد على موقع "إكس" "يجب أن تقف كل نخب العالم السياسية والدينية والاجتماعية وقفة تحية واحترام لشخصي الضعيف، فأنا الوحيد في العالم الذي أعلنت قبل عزل مرسي بشهرين أن الفريق السيسي (كان وزيراً للدفاع حينها) هو رئيس مصر المقبل. حتى السيسي نفسه لم يكن يعلم بذلك، وكل قادة الجيش أعلنوا أنه لن يترشح".

وما كان من علاء مبارك الذي دأب في الآونة الأخيرة على النشر على موقع "إكس" والتعليق بعبارات وكلمات لاذعة على أحداث فنية وكروية وسياسية واقتصادية، إلا أن رد قائلاً "تبقى شخصية عبقرية يا حاج أشرف ونقف لك وقفة احترام وتقدير لو أعلنت من هو رئيس مصر المقبل! وبلاش (لا داعي) تندفع وخذ وقتك وفكر قبل الإجابة". فرد السعد فوراً، "هو السيسي قولاً واحداً حتى يلفظ آخر أنفاسه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومعروف أن السعد اشتهر في مطلع الثمانينيات ضمن مجموعة من أسماء "رجال الأعمال الإسلاميين" ممن أقنعوا ملايين المصريين باستثمار أموالهم استثماراً حلالاً عرف بـ "توظيف الأموال" قبل الكشف عن نصب واحتيال وضياع هذه الأموال، وسافر، أو فر السعد إلى لندن في عام 1993، حيث أمضى عقوداً قبل أن يتصالح في القضايا الموجهة له. وعاد إلى مصر للمرة الأولى في زيارة عام 2021، ثم قفل راجعاً إلى لندن، كما اتخذ موقفاً يبدو مؤيداً للرئيس السيسي.

من جهته فاقم علاء مبارك من حدة القيل والقال حول احتمالات ترشح شقيقه، وذلك في أعقاب ما قاله المنسق العام لـ "الحوار الوطني" المصري ضياء رشوان في لقاء تلفزيوني له مع قناة تلفزيونية عربية عن الانتخابات الرئاسية وما يقال عن ترشح جمال مبارك، لا سيما وأن الإعلام المصري "المنضبط بشدة" في تعامله مع الأخبار من هذا النوع تناول تقارير عن احتمالات إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وليس في العام المقبل، وقال رشوان، "لماذا لا يعلن السيد جمال مبارك الترشح للرئاسة إذا كان يريد الترشح ليحسم الشعب أمره؟" وهو ما فتح شهية علاء للتعليق اللاذع عبر النشر على موقع "إكس".

كتب علاء: "أنت مالك؟ عايز ولا مش عايز؟ أما حشري صحيح! حاجة ما تخصكش (لا تخصك). ومالك ومال الشعب؟!". ومضى علاء قدماً في الإمعان في الإبقاء على القيل والقال في أمر ترشح شقيقه، إذ علق على منشور في موقع "إكس" كتب فيه أحدهم شروط الترشح للانتخابات الرئاسية "ومنها "ألا يكون حكم عليه (المرشح) في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره"، بقوله، "ههههه (دلالة على الضحك) جهزوا لها تخريجة (حجة لضمان عدم ترشح جمال) فعايزين (يريدون) يخلصوا بسرعة". وتابع "في فقرة ناقصة علشان تبقى محبوكة كويس (مدروسة بإتقان) وهي: وألا يكون اسمه جمال".

"البرنس جمال" و"البرنس علاء"

"البرنس جمال" و"البرنس علاء" يدفع بهما البعض على مدار الساعة ليضمنا مكانة على قائمة "الترند" في مصر. الاهتمام الشعبي كبير، لكنه يظل اهتماماً وصفه أحدهم بـ "حاجة إلى شيء يرفه عنا في الغلاء الصعب ويطري على قلوبنا (تبريد) في ظل انقطاع الكهرباء وتوقف المرواح والتكييفات"، ووضعه آخر في خانة عبارة "خليهم يتسلوا" التي قالها الرئيس السابق الراحل مبارك في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب (النواب) في عام 2010، حين سأله نواب حزبه الوطني الديمقراطي عن "البرلمان الموازي" الذي شكلته قوى المعارضة في ذلك الوقت من قبل نواب سابقين ومرشحين استُبعدوا في انتخابات عام 2010، فضحك وقال ساخراً "خليهم يتسلوا". وتحولت العبارة في ما بعد إلى ما يشبه "شعار المرحلة" المضحك المبكي.

وبعيداً من القيل والقال، وتسعة في المئة شعبية في عام 2009، وتخيل قفزها إلى 90 في المئة في عام 2023، وهتاف مصريين ضد جمال تحديداً في عام 2011، ومطالبته بالرحيل مع والده وتجمع المصريين أنفسهم حوله في 2023 لالتقاط "السلفي" والدعاء له بالعافية، وصمت الجهات الرسمية وصخب المعارضة في الخارج، بل وإظهار البعض مثل جماعة الإخوان المسلمين تأييداً مبطناً وتشجيعاً مكتوماً لترشح جمال، يبقى مصير ترشيح جمال مبارك مجهولاً حتى الآن.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات