ملخص
تجمع سوزان هول مرشحة حزب المحافظين لعمدة لندن الصفات التالية: فهي من أنصار "بريكست" في مدينة موالية للاتحاد الأوروبي ومعجبة بترمب ومتحمسة لسياسات ليز تراس الاقتصادية
اختار أعضاء حزب المحافظين في لندن سوزان هول، وهي عضو في "الهيئة التشريعية للندن الكبرى"، لتكون مرشحته في انتخابات عمدة المدينة المقرر إجراؤها في مايو (أيار) 2024. وهي هزمت موز حسين - منافسها الوحيد ومحام جنائي برتبة مستشار الملك الرفيعة لا يتمتع بخبرة سياسية - بنسبة 57 إلى 43 في المئة في اقتراع شارك فيه حوالى 20 ألف متحزب. أما منافسها المحتمل الأقوى دانيال كورسكي، فاضطر إلى الانسحاب بسبب مزاعم حول سلوكه الشخصي.
وكانت هناك شائعات مفادها بأن اسمي هول وحسين أدرجا أساساً في قائمة المرشحين من قبل مسؤولي حزب المحافظين لزيادة احتمال فوز كورسكي. وترددت أقاويل بأن بول سكالي، وهو النائب عن دائرة ساتون أند تشيم الانتخابية، استبعد من القائمة المختصرة للسبب نفسه [ضمان فوز كورسكي]. وعلى أية حال، تعتبر هول الآن أفضل مرشح يمكن لحزب المحافظين أن يعلق عليه الآمال في تحقيق معجزة سياسية صغيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهي تدعي أنها المرشح الذي يخافه [عمدة لندن الحالي] صديق خان أكثر من غيره. إضافة إلى تعهدها بإلغاء القرار المثير للجدل بتوسيع "منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية" (المعروفة بشكل مختصر بــ"أوليز") ultra-low-emission zone (Ulez) لتشمل أطراف لندن، وعدت أيضاً بأن "الجزء المركزي من حملتي سيكون حول حفظ الأمن لأن الناس لا يشعرون بالأمان في لندن ولدي كثير من السياسات التي ستطرح لجعل الناس يشعرون بالأمان".
من هي سوزان هول؟
سيكون من غير اللائق وصفها بأنها نسخة أقل إثارة للإعجاب من ليز تراس، لكنها حظيت بشكل مماثل [لرئيسة الوزراء السابقة] بتأييد قطاع جديد من أعضاء حزب المحافظين اليمينيين المتشددين الذين يمكن القول إنهم يتفوقون على قيادة حزبهم لناحية الابتعاد عن [حاجات] الناخبين. قد يكون هذا صحيحاً بشكل خاص في لندن التقدمية والمتنوعة. وهول تستوفي كل مواصفات العضو الشعبوي لحزب المحافظين. فهي من أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (في مدينة موالية جداً للاتحاد الأوروبي) ومعجبة بدونالد ترمب ومتحمسة بشكل عنيد لسياسات ليز تراس الاقتصادية وأيضاً تطل بانتظام من على شاشات التلفزيونات الأكثر هوساً بالأفكار اليمينية مثل "توك تي في" TalkTV وأيضاً "جي بي نيوز" GB News. واحتفلت، بشكل مناسب من كل النواحي، بترشيحها في متحف "ملجأ معركة بريطانيا" في أوكسبريدج، في غرب لندن. وكما كانت الحال مع سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1940، فإن تحدياً كبيراً ينتظر هول أيضاً.
ما هي مؤهلاتها؟
إنها عضو في "الهيئة التشريعية للندن الكبرى". انتخبت في مجلس بلدية هارو عام 2006 وتابعت العمل فيه حتى تسلمت قيادته من 2013 إلى 2014. وهي تملك صالوناً لتصفيف الشعر.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
إنها غير مشجعة. وحصل خان في استطلاع للرأي أجرته أخيراً شركة "ريدفيلد وويلتون" على 41 في المئة، فيما نال مرشح المحافظين على 33 في المئة، وكان نصيب مرشح الديمقراطيين الليبراليين ثمانية في المئة. وسجلت زوي غاربيت من حزب الخضر نسبة سبعة في المئة من الأصوات، بينما حقق هوارد كوكس، المرشح عن حزب "ريفورم يو كي" Reform UK خمسة في المئة.
وعلى رغم أن المراهنات لا تتمتع بدقة علمية، فإن توقعات وكلائها تمنح خان الحظ الأوفر للفوز بولاية ثالثة تاريخية، بمعدل خمسة إلى واحد، بينما تنال هول عندهم نسبة واحد على خمسة ما يجعلها متخلفة عنه.
هل يمكن أن تفوز سوزان هول؟
من الممكن، على رغم صعوبة بناء سيناريو يمكنها فيه أن تفوز. ويتمثل أحد الشروط [لفوزها] في تنظيم انتخابات العمدة في موعدها المقرر في الثالث من مايو وألا تجري بالتزامن مع الانتخابات العامة لأن ذلك من شأنه أن يعزز وضع خان بفضل تفاوت نسبة الإقبال على التصويت من قبل ناخبي حزب العمال.
أما الشرط الثاني، فهو أن يقرر جيريمي كوربين المنافسة كمرشح مستقل عن حزب العمال كما فعل كين ليفينغستون في أول منافسة [على منصب العمدة] انتخابية جرت بشكل مباشر عام 2000. يمكن أن يأخذ كوربين قدراً كافياً من حصة خان من الأصوات، ولنقل 10 نقاط مئوية، ويسمح لهول بأن تنجح بانتزاع الفوز في عام سيئ من كل النواحي ما عدا هذه بالنسبة إلى المحافظين.
تستفيد هول من حقيقة أن التصويت "التقدمي" أكثر انقساماً (بين حزب العمال وحزب العمال المستقل المحتمل والديمقراطيين الليبراليين والخضر) من اليمين الشعبوي (المحافظون و"ريفورم يو كي"). وفي ظل النظام التفضيلي القديم للتصويت، كان يمكن لخان أن يكون واثقاً من نيله معظم الأصوات التفضيلية الثانية لحزب الديمقراطيين الليبراليين والآخرين، مما يجعل انتصاره مؤكداً أكثر. ومع ذلك، غيرت حكومة جونسون قواعد التصويت لرؤساء البلديات المنتخبين بشكل مباشر قبل عامين، بحيث صارت تصب في مصلحة المحافظين.
ماذا عن مخطط "أوليز"؟
إن هذه قضية ساخنة في مناطق أطراف لندن لأنها تعني أن على سائقي السيارات من أنواع أقدم وأكثر تلويثاً دفع 12.50 جنيه إسترليني (نحو 16 دولاراً) في كل مرة يستخدمون فيها الطريق. ومن المفهوم أن هذه السياسة أقل شعبية في الأطراف، وهي معقل هول، وذلك بسبب مسافات السفر الأكبر ووسائل النقل العام الأقل مقارنة بالمناطق الداخلية التي يجري تطبيق هذه الخطة فيها منذ عام 2019. ربما تكون معارضة التوسع هي السلاح الأكثر فاعلية في يد هول، إذا تمكنت من تحفيز الناخبين في أحياء مثل بروملي وهيلينغدون وريدبريدج على التوجه إلى مراكز الاقتراع. ومن المفارقات، أن جاذبية خطاب هول الانتخابي سيصبح أضعف إذا فازت أحياء لندن الخارجية الخمسة الخاضعة لسيطرة حزب المحافظين في الدعوى التي رفعتها أمام المحاكم للطعن في مشروع التوسيع.
هل هناك سوابق؟
ربما يكون جونسون مصدر إلهامها، فهو واجه كين ليفينغستون الذي كان يبدو وكأنه لا يقهر عام 2008، وانتصر عليه. لكن مرة أخرى، هول ليست بوريس جونسون. وفي الواقع، هي الأقل شهرة بين جميع مرشحي حزب المحافظين [لمنصب عمدة] لندن عبر السنين مقارنة بستيف نوريس الملقب بـ"زير النساء" وزاك غولدسميث وجونسون وشون بايلي. واللافت أن بايلي خسر أمام خان بواقع 45 إلى 55 في المئة فقط عام 2021 وبالكاد كان ذلك فوزاً ساحقاً للعمدة.
وماذا عن الانتخابات البلدية الأخيرة؟
شهدت كل أحياء لندن عام 2022 انتخاباً وحصل حزب العمال على 42.5 في المئة من الأصوات مقابل 25.8 في المئة لمرشحي المجالس البلدية من حزب المحافظين مجتمعين. وفي الانتخابات العامة لعام 2019، كانت النتيجة 48.1 في المئة لحزب العمال بزعامة جيريمي كوربين و32 في المئة للمحافظين بقيادة جونسون، في تناقض صارخ مع كثير [من النتائج] في بقية أنحاء البلاد.
تبدو هذه الخلفية سيئة بالنسبة إلى هول، لكنها تظهر أنه بوسع الناخبين في لندن أن يميزوا بين طبقات مختلفة من الحكومة المحلية والوطنية. لا يتقدم العمدة خان [على منافسيه] بشكل كبير كما هي الحال الآن، ونظراً إلى أحوال لندن الراهنة لجهة الموارد المالية والنقل والجريمة والأحياء ذات الازدحام المنخفض ومخطط توسيع "أوليز"، فإن هزيمة خان محتملة من قبل مرشح محافظ صاحب كاريزما وحملة انتخابية فاعلة. أمام هول كثير من العمل.
© The Independent