Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داخل "فاغنر" ودورها الدموي في غزو روسيا لأوكرانيا

مراسل "اندبندنت" يلتقي مقاتلاً ترك حديثاً المجموعة المرتزقة، ويستمع منه عن الروتين اليومي المتمثل في "القتال والأكل والصلاة" على بعض أشرس جبهات القتال

مستقبل "مجموعة فاغنر" بات على المحك بعد مسيرة يفغيني بريغوجين الفاشلة نحو موسكو (رويترز)

ملخص

تحدثت "اندبندنت" إلى مقاتل سابق في مجموعة "فاغنر" الروسية والذي كشف تفاصيل عمل المرتزقة في الحرب الدموية الدائرة في أوكرانيا

سيرغي - وهو أحد المرتزقة المحترفين في "مجموعة فاغنر" الروسية – وجد نفسه وسط ويلات الحرب الدائرة، يصارع العنف الذي لا يستكين، بعدما أصبح بالنسبة إليه أسلوب حياة وموت على خط المواجهة. وقد اجتمعت عوامل الصراع الهمجي والشعور بالخيانة من جانب الكرملين والإشاعات عن وجود مؤامرات، لترسي لديه شعوراً بعدم اليقين والرعب.

لكنه في النهاية قرر ترك "مجموعة فاغنر" وصخب القتال الوحشي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث تراكمت الجثث ودمرت بلدات ومدن.

ومع وضع مستقبل مجموعة المرتزقة هذه على المحك، بعد المسيرة الفاشلة التي قام بها زعيمها يفغيني بريغوجين إلى موسكو، والخوف من الانتقام في المستقبل، لا يمكن لسيرغي أن ينسى الوقائع الرهيبة التي شهدها خلال أشهر من الصراع الدموي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرجل ذو البنية الثقيلة ومتوسط الطول الذي تغطي جسمه الوشوم وله وجه عدائي، يتحدث ببطء بشكل متعمد، وحين يفتح فاه تومض الحشوات الذهبية في أسنانه.

على عكس كثيرين من مقاتلي "فاغنر"، لم يقم بريغوجين بإخراج سيرغي من السجن وتجنيده، فقد كان رقيباً في الجيش الروسي، قبل أن ينضم في وقت لاحق إلى المجموعة، للقتال إلى جانبها في الحرب الأهلية في سوريا.

وقد خاض العسكري السابق أخيراً أعنف المعارك في شرق أوكرانيا: سواء في باخموت أو في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، وهي أماكن تحولت إلى مساحات خالية ومهجورة، تكثر فيها المباني المحروقة والمهدمة، فيما تغص بالجثث المدفونة تحت الأنقاض.

تحدثت مع سيرغي في عاصمة إحدى دول أوروبا الوسطى، خلال مروره فيها لفترة قصيرة قبل انتقاله إلى بلد آخر. كانت عيناه تشخصان بيقظة نحو باب الحانة التي كنا فيها، كلما دخل شخص ما إليها.

ويقول معترفاً "بالطبع، صنعنا أعداء لنا. لا يمكن للناس تخيل ما حدث على الجبهة، كان علينا القتال للبقاء على قيد الحياة. كان الأوكرانيون يهاجموننا في موجات قتال متوالية الواحدة تلو الأخرى. وقد اعتاد بريغوجين على القول إنهم "يتسمون بالشجاعة والصلابة مثلنا"، وكان محقاً في ذلك، فهم أصحاب شكيمة وأقوياء".

ويضيف "عندما كنا نخوض المعارك، كنا نجد صعوبة في النوم. كان الخطر يحدق بنا من كل ناحية وصوب. قد يطلق النار على شخص ما كنت تتحدث معه قبل 10 دقائق. تحاول مساعدته، لكن بعد ذلك تضطر إلى المضي قدماً تاركاً إياه مستلقياً هناك متخبطاً بآلامه، وهو يتوسل أن يعينه أحد".

ويتابع سيرغي وصف تلك اللحظات قائلاً "رأينا بعض الجنود الشباب وهم يلقون بجثث الموتى في شاحنات لنقلها إلى مكان آخر. الحقيقة هي أن البعض لم يكونوا قد لقوا حتفهم بعد، بل كانوا مصابين بجروح بالغة. وقد أوقفنا ذلك عندما لاحظنا ما كان يحدث، لكنني متأكد من أنه كانت هناك أوقات دفن فيها جرحى مع الموتى. هل يمكنك تخيل نهاية كهذه؟".

وسط هذا الجحيم من اللهب والغضب والذعر والارتباك، كان الحفاظ على رباطة الجأش هو الهدف الأساسي. ويقول سيرغي "كان روتيننا اليومي يقتصر على القتال، وتناول الطعام متى أمكن ذلك، والصلاة، وتجنب التعرض للقتل".

ويتابع "أصبت بجروح بعضها كانت خطرة، ومزقت شظايا قذيفة هاون ساقي وفخذي. خضعت لجراحتين استغرقتا ساعات. شعرت بأنها ربما كانت مسألة وقت فقط قبل أن ألفظ أنفاسي الأخيرة. الجميع واجه الواقع نفسه، لكنني اخترت أن آخذ قسطاً من الراحة".

يصر سيرغي - الذي حارب بالنيابة عن الكرملين في كل من سوريا وأوكرانيا - على أنه لم يكن له أي دور في الفظائع التي ارتكبت والتي من شأنها أن تعرضه للمثول أمام محكمة أوكرانية أو دولية كمتهم.

وكما هو معلوم، فقد جمع محققون أدلة على أعمال قتل وتعذيب واغتصاب، قامت بها قوات روسية في المناطق التي احتلتها. فهل هو على استعداد للمثول أمام المحكمة كشاهد؟ يجيب "حدثت أشياء سيئة للغاية هناك. ورأيت أموراً سيئة تحصل. ولم يكن الأمر من جانب واحد - فالأوكرانيون أطلقوا النار على أسرى لنا، لكن حصلت أعمال عدائية ضد مدنيين (أوكرانيين) لم يكن يجب أن تحدث، إنها حرب قذرة...". يلجم كلماته، ويهز برأسه، متردداً في إبداء رغبة بالالتزام بوعد ما [لجهة الإدلاء بشهادته أمام المحكمة].

لا شك في أن بعض التصريحات التي أدلى بها هذا الرجل إنما تخدم مصالحه الخاصة. فسرديته حول مغادرته لـ"مجموعة فاغنر" تشوبها بعض التناقضات. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان متورطاً في إلحاق الأذى بمدنيين أم لا. وهو يبدو قلقاً من الخوض في التفاصيل المتعلقة بحياته الشخصية، ولا يريد الإفصاح عن المكان الذي يعيش فيه ابناه مع زوجته التي انفصلت عنه في روسيا.

ويقول أثناء إلقائه نظرة على الشارع المزدحم "يبدو الجلوس هنا غريباً بعض الشيء، أليس كذلك؟ رؤية جميع هؤلاء الأشخاص والأسر والأطفال، وهم يمضون في حياتهم، ثم تعود إلى ذاكرتنا أشياء رأيناها وقمنا بها. أتذكر أنني ذهبت إلى أوكرانيا قبل أن تبدأ جميع تلك المشكلات - كانت الأجواء طبيعية وممتعة، وكنا جميعاً على وفاق. إن ما حدث هو أمر مؤسف".

يعرف سيرغي أوكرانيا بشكل وثيق. وهو يعرف أن مقاتلين من "فاغنر" مثله، لعبوا دوراً في الأحداث التي أدت إلى "المشكلات" التي يشير إليها.

وكان قبل نحو تسعة أعوام - بعد تسريحه من الجيش الروسي بسبب الإصابات التي لحقت به خلال التدريبات - قد انضم إلى "فاغنر" وشارك في الحرب الانفصالية في الجزء الشرقي من أوكرانيا، التي عقبت الثورة التي أطاحت الرئيس الموالي لموسكو آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، وعملية ضم روسيا لاحقاً شبه جزيرة القرم.

ويقول "تبلغنا أن الأميركيين والبريطانيين وحلف شمال الأطلسي (ناتو) قد نفذوا انقلاباً على يانوكوفيتش، الرئيس المنتخب. كنا هناك لإنقاذ شعبنا في أوكرانيا، وكذلك لحماية حدود روسيا، هذا ما قيل لنا، وهذا ما كنا نؤمن به".

ويضيف "كلنا نعرف ما حدث هذه المرة. كان من المفترض أن يرحب بنا من جانب الأوكرانيين، ولا سيما منهم الذين يتحدثون بالروسية الذين تعرضوا للقمع. كان يفترض أن تكون هذه حرباً خاطفة، وبعدها ننظم مسيرات ثم نعود إلى ديارنا، لكن أدير الوضع بشكل سيئ، والناس يدركون ذلك. إنها الآن مجرد فوضى عارمة".

ومع ارتفاع الخسائر، ازداد شعور سيرغي بخيبة الأمل من الطريقة التي تراجعت من خلالها المعايير ضمن "مجموعة فاغنر"، ونتيجة الزج بمزيد من العناصر التي جرى تجنيدها من السجون، مع تزايد الخسائر البشرية في أوكرانيا.

ويقول في هذا الإطار، "عندما انضممت إلى الشركة لأول مرة، كانت الخبرة العسكرية شرطاً رئيساً. كانت هناك ضوابط صارمة: كانوا يتحققون من خلفيتك، حتى إنه كان يتعين عليك إجراء اختبار كشف الكذب. ربما كان هناك عدد قليل من الذين قضوا عقوبة في السجن، لكن معظمهم كانوا في الجيش قبل التورط في مشكلات مثل خوض شجارات في حالة السكر. كنا مقاتلين ماهرين ومحترفين، وليس مجرد مجندين (جرت تعبئتهم حديثاً) ومجندين أغبياء استقدموا من السجون كما هو الواقع لدينا الآن".

ويتابع "قيل للسجناء الذين جرى تجنيدهم الآن، ’حاربوا لمدة ستة أشهر على خط المواجهة، وستكونون أحراراً ونمنحكم سلفة مقدارها 250 ألف روبل (2135 جنيهاً استرلينياً أو 2733 دولاراً أميركياً)‘. وهذا ما يفعلونه، فقط تجنبوا الموت لمدة ستة أشهر، لكن السؤال هنا: لماذا يريدون أن يكونوا أبطالاً؟ بعضهم مجانين يجب حتى ألا يسلموا أسلحة. ربما هناك كثير من القتلة (المدانين)، لكن قليلين منهم يمكن أن يكونوا جنوداً".

ويشير سيرغي إلى أنه على رغم هذه العراقيل، فقد تمكنت "مجموعة فاغنر" من الاستيلاء على باخموت، لكن بريغوجين دخل في نزاع حاد مع القيادة العسكرية في موسكو، ولا سيما وزير الدفاع سيرغي شويغو، والجنرال فاليري غيراسيموف قائد القوات في أوكرانيا، متهماً إياهما بتخريب عمليات "فاغنر".

ثم تصاعدت التوترات وجرى تبادل الإهانات، مما أدى إلى عاصفة مثالية [حالة تجمعت فيها كل الظروف المأسوية]، فيما تزايدت التكهنات، وساد شعور بأن شيئاً ما "كبيراً" كان سيحدث.

ثم جاء تمرد بريغوجين، وهو تطور مثير للذهول وسط هذا الصراع غير العادي. وشهدت التداعيات تمسك فلاديمير بوتين بالسلطة، لكن قبضته أصبحت أقل إحكاماً على الأمور من أي وقت مضى، وزاد القلق مما يمكن أن يحمله المستقبل.

ويشير سيرغي إلى أنه "كانت هناك إشاعات بالطبع، فجميع الجيوش تهوى الإشاعات، لكن فقط من هم في القمة يعرفون ما خطط له. فبريغوجين وعدد قليل للغاية من الآخرين يعرفون حقيقة ما يدور. وهناك أشخاص على مستوى رفيع داخل الحكومة، لا بد من أنهم يعرفون ما يحصل. وسيخرج ذلك إلى العلن في وقت ما. أما بريغوجين كما نعتقد، فهو لا يزال قوياً للغاية في الوقت الراهن، لكن الآخرين، سيدفع البعض منهم ثمناً باهظاً".

ويصر سيرغي على أنه كان ترك جماعة المرتزقة قبل محاولة الانقلاب التي قامت بها ضد موسكو، مع انتهاء عقده. ويقول إنه لم يكن على علم مسبق بالتمرد، وإنه ليس مطلوباً من الحكومة الروسية أو من "مجموعة فاغنر".

وبموجب الصفقة المبرمة بين بريغوجين والكرملين التي أخمدت الانتفاضة، وتوسط لها رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، تعين على المجموعة أن تغادر أوكرانيا، وتنتقل بقاعدتها إلى بيلاروس. أما العناصر الذين غادروا المجموعة فمنحوا خيار الانضمام إلى الجيش الروسي أو العودة إلى عائلاتهم.

وعلى رغم ما حصل، بدا أن بريغوجين يتنقل بحرية كاملة. وشوهد أخيراً في المنتدى الروسي الأفريقي في مدينة "سانت بطرسبورغ". وتتواصل في المقابل، أنشطة "فاغنر" المربحة للغاية في أفريقيا، ويبدو أنها تحظى كالمعتاد بموافقة الكرملين.

ويقول سيرغي "هناك أسئلة كثيرة حول ما يمكن أن يحدث بعد ذلك مع فاغنر. هل سيلجأ للمجموعة لمهاجمة أوكرانيا؟ سيكون الأوكرانيون مستعدين جيداً هذه المرة. هناك حديث عن مهاجمة بولندا. هل يريد لوكاشينكو حقاً حرباً مباشرة مع إحدى دول الناتو؟ هذه أسئلة أكبر من معرفتي كجندي عادي، لكن على أي حال، لن أشارك".

قرر سيرغي عدم الذهاب إلى بيلاروس، وهو لا يبدي استعداداً للعودة إلى الشرق الأوسط للقتال مع "فاغنر" هناك، أو الانضمام إلى عملياتها في أفريقيا - وهذا جانب يعتقد أن الحكومة الروسية تشجع بعض المقاتلين على القيام به.

ويوضح "بوتين لا يريد أن يبقى آلاف من جنودنا في روسيا وخارج أوكرانيا، غياب ’فاغنر‘ سيكون ملموساً في أوكرانيا"

ويضيف "بالفعل، إن بعض المواقع التي استولينا عليها حول باخموت، قد عادت إلى سيطرة الأوكرانيين. وقد سمعنا أنهم استولوا على كليتشييفكا، ولعل أندرييفكا ستكون التالية. كثير من الأرواح هدرت مقابل الاستيلاء على تلك الأماكن، لكننا أيضاً حاربنا بانضباط، وتحلينا بالمرونة من الناحية التكتيكية، وكان بإمكاننا التحرك من دون دعم جوي. كان أداؤنا في هذه المجالات، أفضل من الجيش الروسي أو الأوكرانيين".

ويرى أن الأفراد في المجموعة الذين يخدمون في بيلاروس أو يسهمون في عمليات "فاغنر" في الخارج، قد ينتهي بهم الأمر بتوقيع عقود مع مجموعة "كونكورد"، وهي شركة إدارية لبريغوجين. ويقول سيرغي "نعلم أنه قد جرى بالفعل تسجيل هذه الشركة في بيلاروس".

ويتابع سيرغي قائلاً إن "الجنود العاديين الذين شاركوا في العملية [التمرد] لم يكونوا على دراية بما كان يحدث. ولم يدرك بعضهم أنهم ذاهبون إلى روسيا إلا بعدما أمرهم ضباطهم بذلك. لم تكن الخطوة جرى التدرب عليها".

ويكمل "يفغيني بريغوجين يشكو من أن الحرب قد سارت بشكل سيئ بالنسبة إلى روسيا، لأن القوات أرسلت إلى أوكرانيا من دون أوامر وتوجيهات واضحة، لكن ربما يكون هذا هو الخطأ الذي ارتكبه في مسيرته إلى موسكو في المقام الأول".

إن الحياة مع "فاغنر" معقدة، فهي مليئة بالخيانات والصراعات الداخلية والكلمات المتمردة ضد بوتين. إنه وجود محفوف بالأخطار وغير متوقع، وهو أشبه بالعيش على حافة الهاوية.

خلال حملة عام 2014 في شرق أوكرانيا، التقى سيرغي إيغور غيركين، المعروف أيضاً باسمه الحركي "ستريلكوف"، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي وفي "جهاز الأمن الفيدرالي" الروسي (أف أس بي)، قاد إحدى فرق التسلل، وعمل لفترة وجيزة وزيراً للدفاع في "جمهورية دونيتسك الشعبية".

وأقيل غيركين من منصبه عام 2014 بعد إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية، ومقتل 298 شخصاً كانوا على متنها. وقد وجه ممثلو الادعاء في هولندا، التي انطلقت منها الرحلة، اتهاماً له ولثلاثة آخرين بارتكاب جريمة قتل عمداً. وفي أواخر العام الماضي، صدرت في حقهم أحكام غيابية بالسجن مدى الحياة لتورطهم في الحادثة.

وقد دعم غيركين الغزو الراهن لأوكرانيا، لكن شأنه شأن بريغوجين - وأمير الحرب الشيشاني رمضان قديروف - أصبح من أشد منتقدي الكرملين في شأن الطريقة التي تدار بها المعركة.

لم يكتف غيركين بذلك، بل بدأ أيضاً بالتهجم الشخصي على بوتين. وفي الأسبوع الماضي، دعا إلى تنحية الرئيس عن منصبه، قائلاً إن روسيا "لا يمكنها البقاء على قيد الحياة لمدة ست سنوات أخرى" تحت حكمه. وبعد فترة وجيزة من تصريحاته، ألقى "جهاز الأمن الفيدرالي" القبض عليه، ووجهت إليه تهمة "التطرف"، ومثل أمام محكمة في موسكو.

يعتبر سيرغي أن غيركين يشكل مثالاً لعمليات التطهير التي تحدث بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. ويقول "لم أكن أعرفه جيداً، لكننا جميعاً نتذكره. لقد تولى منصباً مهماً في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن ما حدث له الآن يظهر كيف يمكن أن يتغير وضع شخص ما بشكل كبير خلال الحروب - لا يمكن لأحد أن يكون واثقاً من أي شيء في الوقت الراهن".

© The Independent

المزيد من تقارير