Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة اعتقالات تطال وزراء وقياديين في حزب بازوم واستبعاد أميركي للعودة عن الانقلاب

المجلس العسكري الحاكم في النيجر يدعو إلى استئناف العمل الرسمي وفرنسا تؤكد اعترافها بشرعية الرئيس المحتجز

ملخص

لم تنف الخارجية الفرنسية أو تؤكد حصولها على تفويض بشن ضربات في النيجر

رأى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية اليوم الاثنين أن هناك فرصة ضئيلة للرجوع عن الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر الأسبوع الماضي وإن الموقف الدبلوماسي والعسكري الأميركي هناك يتوقف على ما إذا كانت الحكومة المنتخبة ديمقراطياً ستعود إلى السلطة في الأيام المقبلة.
وقال المسؤول الذي تحدث مشترطاً عدم نشر اسمه، إن واشنطن تستهدف دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في جهودها الرامية للرجوع عن مسار الاستيلاء على السلطة.
وأضاف "نعتقد أن هناك فرصة محدودة للرجوع عنه"، لافتاً إلى أن "وضع الولايات المتحدة سيعتمد على ما سيحدث خلال الأيام والأسبوع المقبلين في ما يتعلق بمدى قدرتنا على مساعدة المنطقة والنيجريين على الرجوع عن هذا المسار".
ويحظر القانون الأميركي الخاص بالمساعدات الخارجية معظم المساعدة لأي دولة تتم فيها الإحاطة برئيس حكومة منتخب في انقلاب أو بمرسوم، ما لم يقرر وزير الخارجية أن تقديم المساعدة يخدم مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية اليوم الاثنين إنه إذا خلصت واشنطن إلى أنه حدث انقلاب، فانها ستلتزم بالقانون الأميركي، لكنه أضاف أن الوضع شديد الهشاشة والحركة.
وأكد أن أي تغيير في الحكومة سيؤثر على قدرة واشنطن على الانخراط في النيجر، رغم وجود بعض الاستثناءات في قانون مكافحة الإرهاب، مضيفاً "لكننا نفضل أن يكون لدينا شريك جيد وحكومة منتخبة. وهذه أفضل طريقة للتصدي للإرهاب".

حملة اعتقالات

من جهة أخرى، أعلن "الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية"، حزب محمد بازوم، الرئيس المنتخب الذي أطاح به انقلاب الأربعاء الماضي، في بيان اليوم الإثنين بأنه ألقي القبض على رئيس "اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب"، إضافة إلى أربعة وزراء ووزير سابق.
وذكر الحزب في بيان أنه "بعد اختطاف رئيس الجمهورية" محمد بازوم "يكثف الانقلابيون الاعتقالات التعسفية".
واعتقل صباح اليوم الإثنين وزير النفط، مهامان ساني محمدو، نجل الرئيس السابق محمدو يوسفو، ووزيرة المناجم أوسيني حديزاتو. وأضاف البيان أن "الانقلابيين اعتقلوا رئيس اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب" فورماكوي غادو.
وأشار الحزب إلى أن "ذلك جاء بعد اعتقال" وزير الداخلية واللامركزية "هما أمادو سولي"، ووزير النقل عمارو مالام ألما، ونائب وزير الدفاع السابق كالا موتاري.
وطالب الحزب بـ"الإفراج الفوري" عن الوزراء الموقوفين و"المحتجزين ظلماً"، مشيراً إلى أنه يخشى أن تصبح النيجر "نظاماً ديكتاتورياً وشمولياً".
كذلك، أعلنت مصادر مقربة من الرئاسة اعتقال وزير التعليم المهني قسوم مختار.

دعوة إلى استئناف العمل

وتأتي هذه الاعتقالات في وقت دعا المجلس العسكري الحاكم حالياً في بيان "جميع الوزراء ومديري المؤسسات السابقين إلى استئناف العمل في مختلف القطاعات الوزارية والمديريات المتاحة"، في موعد أقصاه الإثنين الساعة 12:00 ظهراً (11:00 بتوقيت غرينتش).
وندد رئيس وزراء النيجر أومودو محمدو أمس الأحد عبر قناة "فرانس 24"، بـ "انقلاب غير مبرر"، مكرراً أن النيجر تعتمد "كثيراً على شراكتها الدولية".
ولا يزال بازوم محتجزاً في مقر إقامته، من قبل أفراد حرسه المقربين منذ صباح الأربعاء. وكان قد تحدث عبر الهاتف مع عديد من رؤساء الدول وشخصيات أخرى في دول شريكة للنيجر، مثل فرنسا والولايات المتحدة.

الظهور الأول

والتقى بازوم الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو بعد وصوله في وقت سابق أمس الأحد إلى عاصمة النيجر، نيامي في إطار وساطة لحل الأزمة، وذلك في أول ظهور للرئيس المعزول منذ الانقلاب في 26 يوليو (تموز) الحالي.

وقال الرئيس التشادي على "تويتر" إنه أجرى مناقشات معمقة مع عبدالرحمن تياني الذي أعلن نفسه رئيساً للمجلس الوطني لحماية الوطن ومع الرئيس المعزول محمد بازوم، وكذلك الرئيس السابق محمد يوسفو "في نهج أخوي يهدف إلى استكشاف كل السبل لإيجاد حل سلمي للأزمة".

وكان رئيس وزراء النيجر حمود محمد قد قال أمس الأحد إن "وساطة" الرئيس التشادي "يمكن أن تؤدي إلى حل للمشكلة التي نواجهها"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل. 

وأكد محمد أن "العقوبات" على بلده ستسبب "ضرراً شديداً"، داعياً إلى إيجاد حل بعد الانقلاب في البلد الفقير الذي يعتمد على المساعدات الخارجية.


الموقف الفرنسي

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الإثنين، إن السلطة الوحيدة التي تعترف باريس بشرعيتها في النيجر هو الرئيس محمد بازوم، وذلك رداً على سؤال في شأن ما إذا كانت فرنسا قد حصلت على تفويض من النيجر لشن ضربات لتحرير الزعيم المخلوع.
وقال المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في النيجر الأسبوع الماضي، اليوم الإثنين، إن الحكومة المطاح بها أعطت لفرنسا تفويضاً بشن ضربات على مقر الرئاسة في محاولة لتحرير بازوم.
وأضافت الخارجية الفرنسية في بيان، "أولويتنا هي أمن مواطنينا ومنشآتنا التي لا يمكن استهدافها بالعنف وفقاً للقانون الدولي". ولم تنف الوزارة أو تؤكد حصولها على تفويض بشن ضربات في النيجر.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توعد أمس الأحد، الانقلابيين بالرد "فوراً وبشدة" على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في نيامي.

روسيا تدعو لـ "ضبط النفس"

من ناحية ثانية، دعا الكرملين الإثنين "جميع الأطراف إلى ضبط النفس" والعودة إلى "الشرعية" في النيجر.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال لقائه الصحافي الأسبوعي عبر الهاتف "ما يجري هناك يثير قلقاً جدياً". وأضاف "ندعو إلى عودة الشرعية بأسرع ما أمكن في البلاد، وجميع الأطراف إلى ضبط النفس، حتى لا يتسبب ذلك بخسائر بشرية".
وأمهلت دول غرب أفريقيا أمس الأحد المجموعة العسكرية في النيجر أسبوعاً لإعادة الانتظام الدستوري، فارضة حصاراً اقتصادياً ومؤكدةً أنها لا تستبعد "استخدام القوة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ألمانيا تقيم خياراتها

 في موازاة ذلك، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم الإثنين، إن بلاده تعمل على تقييم الخيارات في ما يتعلق بقواتها الموجودة حالياً في النيجر وانسحابها العسكري من الجارة مالي.
وقال الوزير للصحافيين خلال زيارة لمنشأة للأمن الإلكتروني تابعة للجيش الألماني "نجري محادثات ونستعد للسيناريوهات المختلفة بخيارات متنوعة". وأضاف أن المسؤولين عن الانقلاب في النيجر تعهدوا بالالتزام بالاتفاقيات الدولية، لكنه أضاف أن هذا لم يتأكد بعد.

تعليق المساعدات

وأعلنت برلين الإثنين تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالي للنيجر بعد الانقلاب.
وبعدما أعلنت فرنسا خطوة مماثلة السبت، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر خلال مؤتمر صحافي روتيني في برلين "علقنا كل المدفوعات المباشرة دعماً لحكومة النيجر".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة التنمية، كاتارينا كوفن، "اتخذ قرار هذا الصباح (الإثنين) بتعليق أي تعاون ثنائي في مجال التنمية".
من جانب آخر، قال المتحدث باسم الخارجية إن برلين "بصدد مراجعة مجمل الالتزامات الثنائية في النيجر" وقد تتخذ "تدابير أخرى" على ضوء تطورات الأيام المقبلة.
وجددت الحكومة الألمانية إدانتها الانقلاب، مشيرةً إلى أن الوضع على الأرض "متبدل" وأن جهود الأسرة الدولية تتواصل من أجل "عودة الانتظام الديمقراطي".
ولم تقرر ألمانيا حتى الآن إجلاء رعاياها من النيجر، ويقدر عددهم بأقل من 100.
وقال فيشر "إننا مستعدون بالطبع لتدهور في الوضع، لكن هذا لم يحصل بعد على ما يبدو".
وينتشر حوالى 100 جندي ألماني في النيجر وتؤوي العاصمة نيامي قاعدة جوية مهمة للجيش الألماني تستخدم خصوصاً لانسحاب القوات الألمانية من مالي المجاورة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أرنه كولاتز، "في الوقت الحاضر، لم يواجه العاملون في القاعدة الجوية تهديداً منذ الانقلاب"، مضيفاً أن "نشاطهم توقف على صعيد العمليات".

المزيد من الأخبار