Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظهور منافس جديد لترمب وخطابه المناهض لتيار "ووك" يلقى صدى

أصبح فيفيك راماسوامي الآن لاعباً جدياً في سباق الجمهوريين لاختيار مرشحهم الرئاسي، مع أن صعوده لم يكن ليخطر في بال أحد في عالم ما قبل ترمب

فيفيك راماسواي يتحدث في فعالية في وقت سابق من هذا الشهر (أ ب)

لم يقض يوماً واحداً في وظيفة عامة، ولم يسبق له وأن ترشح لأي منصب عمومي من قبل، وهو هندوسي ملتزم يبلغ من العمر 37 سنة ينافس على الأصوات التمهيدية للرئاسة من ناخبين جمهوريين غالبيتهم الساحقة من كبار السن والبيض والمسيحيين.

فلماذا إذاً تبدو حملة فيفيك راماسوامي الرئاسية غير المتوقعة تكتسب زخماً؟

على مدار الأسبوع الماضي، أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي أن رائد الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الحيوية تحول إلى مؤلف مناهض لتيار "ووك" [ثقافة التنبه إلى التحيز والتمييز العنصريين] ومدير إدارة الأصول المالية تحول إلى مبتدئ سياسي يحصل على دعم ما يصل إلى 10 في المئة من الأصوات التمهيدية في الحزب الجمهوري.

من ناحية، لا يعتبر هذا كثيراً، لا سيما في ضوء أن الرئيس السابق دونالد ترمب الذي تعرض للعزل مرتين ودين مرتين، لا يزال يتقدم بحدود 24 إلى 43 في المئة على أقرب منافسيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن معظم هذه الاستطلاعات نفسها تظهر أن نسبة الدعم لراماسوامي تتفوق على أسماء سياسية أكثر شهرة وخبرة، بما في ذلك نائب الرئيس السابق (مايك بنس)، وثلاثة حكام سابقين (نيكي هالي، وكريس كريستي، وآسا هاتشينسون) وعضو مجلس الشيوخ الأميركي، تيم سكوت.

ويكشف استطلاع للرأي للجمهوريين في أوهايو، أصدرته جامعة أوهايو الشمالية الجمعة الماضي، عن أن هذا الوافد الجديد الكامل إلى السياسة الانتخابية تجاوز أحد هؤلاء الحكام - ديسانتيس - وهو الآن الخيار الثاني للناخبين الجمهوريين في ولاية أوهايو بعد الرئيس السابق.

في فعالية انتخابية لجميع المرشحين الـ13 للترشيح الجمهوري في ولاية أيوا الجمعة الماضي، حصل راماسوامي على واحدة من أكبر وقفات التصفيق في تلك الليلة بقطعه وعداً "بالثورة" بدلاً من الإصلاح.

قبل بضع سنوات، كان من غير المتخيل لشخص لم يسبق له الترشح لمنصب أن يحظى بمثل هذا التأثير في الانتخابات الرئاسية.

ثم قرر مطور عقاري نعرفه في نيويورك وأيقونة تلفزيون الواقع الترشح للرئاسة - وفاز.

فهل يعني زخم راماسوامي في مضمار الحزب الجمهوري في عهد ترمب أن الناخبين لم يعودوا يهتمون بخبرة المرشح؟ هل يجب أن يشعر المحافظون وأعضاء مجلس الشيوخ بالقلق من أن احتمالات فوزهم بأعلى منصب في البلاد ستكون دائماً أكثر مشقة من احتمالات قدرة بعض الشباب الذين يملكون المال على التمويل الذاتي لحملاتهم الانتخابية بأنفسهم؟

ليس تماماً.

يبدو أن ما يعزز فرص راماسوامي هو مزيج من الظروف والاستراتيجية والمواهب السياسية للمرشح.

الظروف معروفة وواضحة لأي شخص أولى اهتماماً كبيراً لسياسة الولاية الأميركية الغريبة منذ أن نجح ترمب في إلحاق الهزيمة الصادمة بهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

في حين أن كثيراً من الناخبين الجمهوريين أعربوا عن تفضيلهم لأحد من منافسي ترمب الكثر الذي تفوق عليهم الأخير في طريقه إلى الرئاسة، إلا أن هؤلاء المرشحين الفاشلين اصطفوا واحداً تلو الآخر ليحول الحزب إلى محرك يعمل بالتظلم، أصبح - ولا يزال - متوافقاً تماماً مع نزواته ومزاجه وتفضيلاته.

يمكن العثور على هذا التعبير الأبرز للظاهرة عند تقييم وجهة نظر الحزب الجمهوري تجاه وكالات إنفاذ القانون ومؤسسات الاستخبارات والدفاع الأميركية. لقد قضى الجمهوريون عقوداً في تعزيز صورة حزب "القانون والنظام" وضامن الأمن القومي الأميركي، سواء خلال الحرب الباردة أو في السنوات المضطربة التي أعقبت هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول).

ولكن تحت قيادة ترمب، تلاشى تبجيل أعضاء الحزب الجمهوري لوزارة العدل والقوات المسلحة الأميركية مع غضب الرئيس السابق من انتقادات كبار المسؤولين العسكريين والاستخباريين الذين خدموا تحت قيادته والتهم الجنائية - مع توقع مزيد منها - من الحكومة التي قادها ذات مرة.

استفاد راماسوامي من هذه الديناميكية من خلال تبني موقف ترمب إلى أقصى حد تجاه جهاز الأمن القومي الأميركي.

ودافع عن الرئيس السابق المشين في كل منعطف، حتى وهو يقوم بحملات افتراضية لإلحاق الهزيمة به. ووعد بالعفو عن ترمب إذا دانته هيئات محلفين من أقرانه في أي من القضايا الجنائية المعلقة ضد الرئيس السابق، واستعار خطاب ترمب في شأن ما يسمى "الدولة العميقة" ووعد "بتفكيكها" من خلال تبني رؤية ترمب المتطرفة للسلطة الرئاسية.

وإذا ما انتخب، يقول إنه سيقضي تماماً على مكتب التحقيقات الفيدرالي، الوكالة المسؤولة عن اثنين من أبرز التحقيقات الجنائية في سلوك ترمب، مع تخليص وزارة الدفاع من أي ضابط من ضباط ما يسمى "الووك" وغيرهم من الأفراد، مع التركيز على إعادة تشكيل الوزارة على صورة جيش مخلص للرؤية التي يبدو أنه والرئيس السابق يتشاركها لأميركا.

باختصار، أصبحت مظالم ترمب مظالمه، لأنه يعرف أن هذه المظالم أصبحت أيضاً مظالم الناخب الجمهوري العادي.

كانت استراتيجية راماسوامي في كل منعطف هي تكرار ادعاء ترمب الكاذب بأنه ضحية لوزارة العدل التي تقع تحت عبودية الديمقراطيين واضطهاده لمنعه من استعادة مكانته في رأس السلطة التنفيذية في أميركا.

في بعض الأحيان اتخذ هذا الأمر طابعاً مثيراً، مثلما هو الحال عندما ظهر راماسوامي لمخاطبة المراسلين الذين تجمعوا في محكمة ميامي في اليوم الذي كان من المقرر فيه استدعاء ترمب وشريكه المدعى عليه، والت ناوتا، بعد توجيه الاتهام إليه في أوائل يونيو (حزيران).

أعلن راماسوامي، وهو محام تلقى تعليمه في جامعة يال، أنه كان يقدم طلباً بموجب قانون حرية المعلومات يسعى فيه إلى الحصول على اتصالات بين البيت الأبيض (المعفى من مثل هذه الطلبات) ووزارة العدل (التي لا يطلب منها تقديم مستندات حول القضايا الجنائية المعلقة) واتهم الإدارة بسوء السلوك من خلال ترديد ادعاءات ترمب التي لا أساس لها من الناحية القانونية حول قانون السجلات الرئاسية، وهو قانون صدر في أعقاب فضيحة "ووترغيت" ينص على أن السجلات الرئاسية ملك للحكومة.

استفادت حملته أيضاً من استراتيجية إعلامية عدوانية جعلته حاضراً في كل مكان، إذ ظهر ليس فقط على شبكات التلفزيون ولكن على المدونات الصوتية المحافظة الغامضة نسبياً وفي صفحات وسائل الإعلام اليمينية المتخصصة للغاية.

عندما أمضى مراسلنا يوماً على الطريق مع راماسوامي في بداية الصيف أثناء حملته الانتخابية في نيو هامبشير، لم يلاحظ أحد أن المرشح يسافر مع فريق إعلامي كامل يساعده في إنتاج بودكاست مرتبط بالحملة ويحافظ على إعداد استوديو بسيط للغاية على أهبة الاستعداد لتمكينه من الظهور في أي برنامج سيحصل عليه في أي وقت.

ونتيجة لذلك، لاحظت مجموعة واسعة من الأميركيين الصفة المميزة التي سمحت لراماسوامي بالتميز عن المرشحين الآخرين.

على رغم أن مواقفه السياسية تتجه نحو طرف الاستبدادية الترمبية في الطيف السياسي، إلا أنه يتحدث عنها من دون الغضب والاستياء اللذين يجسدان أسلوب ترمب في التحدث ويفعل ذلك بطريقة واضحة تميزه عن غيره من المرشحين في حزب يبدو في كثير من الأحيان أنه يفضل المرشحين الذين يتحدثون كما لو كانوا غير متعلمين لجذب الناخبين الذين يفتقرون إلى الشهادات الجامعية بشكل أفضل.

وبصراحة، راماسوامي رياضي سياسي موهوب للغاية. يمكنه التواصل مع قاعة صغيرة من ناخبي نيو هامبشير على الإفطار ويمكنه أيضاً جذب انتباه الحشود الكبيرة التي تتقاطر على التجمعات الجماهيرية للحزب الجمهوري مثل "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" Conservative Political Action Conference، وقمة "الطريق نحو الأغلبية" Road to the Majority الذي ينظمه "تحالف الإيمان والحرية" Faith and Freedom Coalition، والفعاليات التي تعد ولا تحصى التي تنظمها المجموعات التي تركز على الشباب مثل "حركة نقطة التحول" Turning Point Action.

رسالته للناخبين رسالة متطرفة: فهو يعد بالحكم بالمراسيم والقضاء على أجزاء ضخمة من الحكومة الفيدرالية التي أصبحت عدوة للمحافظين بإصرارها على سيادة القانون، حتى عندما أحبطت ما أراده ترمب وحلفاؤه خلال رئاسته أو تؤدي وظائف إنفاذ القانون المشروعة من خلال محاكمة الرئيس السابق.

لكنه يوصل هذه الرسالة بمهارة التواصل التي غالباً ما تظهر في الدوائر الديمقراطية - فكروا في باراك أوباما أو بيت بوتيجيج.

ربما لن يهزم ترمب، لكن راماسوامي يبذل قصارى جهده لترك بصمته من خلال جعل نفسه متاحاً وإخبار الناخبين بما يريدون سماعه. ويبدو أنهم إلى الآن يحبون ما يرونه.

© The Independent

المزيد من دوليات