Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أبو شاكوش" و"الفتى صالح"... جرائم أرعبت المجتمع الأردني لسنوات

إمام يتاجر بالمخدرات داخل مسجد وفتاة تحتال على ثلاث شركات تأمين

قوات من الدرك التابع للأمن العام الأردني (مديرية الأمن العام)

 

ملخص

الجهات الأمنية الأردنية أعادت فتح ملفات خمس جرائم وكشفت مرتكبيها

يعد الأردن دولة آمنة نسبياً، ولكنه كأية دولة أخرى، يحدث فيه بعض الجرائم الغريبة والمثيرة للجدل، التي ترسخ في أذهان المواطنين وسجلات القضاء والمحاكم لسنوات طويلة.

أحد الأمثلة على هذه الجرائم الغريبة هي القضية المعروفة بقضية "الفتى صالح" الذي تعرض لبتر يديه وفقأت عيناه من أصحاب سوابق، في مشهد أثار الرعب والصدمة في الأردن وكثيراً من النقاش عن التحولات الاجتماعية والصحة النفسية والعقوبات القانونية في البلاد.

ووفقاً لمديرية العام الأردنية، تشهد المملكة جريمة كل 22 دقيقة و57 ثانية، وزاد مجمل عدد الجرائم على 22 ألف جريمة، من بينها 364 جريمة قتل ونحو 1700 جريمة احتيال في العام الحالي.

نصب واحتيال

وفي سابقة غير مألوفة أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية قبل نحو أسبوع قراراً بحبس إمام مسجد في العاصمة عمان لثلاث سنوات ودفع غرامة مالية قدرها 5 آلاف دولار، بعد إدانته بترويج مادة مخدرة داخل المسجد.

وضبط إمام المسجد من فريق مكافحة المخدرات، وهو يبيع مادة الكريستال وحبوب الكبتاغون المخدرة، لقاء مبلغ 1000 دولار، بداخل سكن المسجد الذي يعمل فيه.

وفي العام الماضي تعرض آلاف الأردنيين لأغرب قضية نصب واحتيال تمت عبر منصة إلكترونية، إذ أوهمت الضحايا بالاستثمار وحلم الثراء السريع واستولت على نحو 70 مليون دولار من أموالهم.

الأرباح الطائلة كانت الوسيلة التي استدرج فيها الضحايا، إذ اقتنع كثير منهم بادخار أموالهم بلا أي ضمانات، في مقابل عوائد مالية تصل إلى 50 في المئة وتدفع بشكل يومي.

تزوير وفاة

وفي واحدة من أغرب قضايا الاحتيال التي شهدها الأردن، تمكنت فتاة بمساعدة والدها من الاحتيال على ثلاث شركات تأمين وتزوير وفاتها، بعد إقامة مراسم دفن وعزاء وهمية ودفن دمية في قبرها، واستخراج شهادة وفاة مزورة، للحصول على مبلغ تأمين على الحياة يقدر بملايين الدولارات.

الأب الذي يعمل موظفاً في إحدى المستشفيات الخاصة، أعلن وفاة ابنته العشرينية، واستقبل المعزين في منزله لاستكمال خطة الاحتيال، كما دفن دمية في قبرها، لكن بعد أيام ساور الشك إحدى شركات التأمين التي تعرضت للاحتيال فكشفت عن القضية من خلال فتح القبر والتحقق من الجثة.

جرائم "أبو شاكوش"

يرصد الكاتب موفق كمال المتخصص في صحافة الجرائم منذ 26 سنة جرائم تاريخية حصلت في الأردن في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، ونسبت إلى شخصية غامضة عرفت باسم "أبو شاكوش"، الذي اعتبر مسؤولاً عن عشرات الجرائم المروعة استهدفت في أغلبها صيادلة باستخدام "الشاكوش" كسلاح جريمة، لكن حتى يومنا هذا ظل "أبو شاكوش" مجهول الهوية.

وبحسب موفق كمال، "لم تسبب هذه الجرائم رعباً في المجتمع الأردني فقط، بل أدت إلى استقالة مدير الأمن العام حينها، وفي 2017 أعيد فتح ملف هذه الجرائم على أمل الكشف عن هوية القاتل لكن من دون جدوى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جرائم لم تسقط بالتقادم

الجرائم في الأردن لا تسقط بالتقادم، وهذا ما حدث قبل أيام حينما كشف عن جريمة دهس وفرار نتج منها مقتل شخص قبل 23 عاماً.

وفي التفاصيل يقول المتحدث باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، إن العاملين في الأمن الوقائي في محافظة إربد شمال البلاد، تمكنوا من متابعة خيوط ومعلومات جديدة بحادثة دهس وقعت عام 2000 وإلقاء القبض على مرتكب الحادثة وإحالته للقضاء بعد اعترافه.

الأمر نفسه ينطبق على خمس جرائم أخرى ظلت مجهولة لسنوات قبل أن يكشف عنها، وفقاً لإدارة البحث الجنائي في مديرية الأمن العام التي ترفع شعار "لا إغلاق لأي ملف جريمة قتل قبل تحويل مرتكبيها إلى المحاكم المختصة".

إذ أعيد التحقيق في جريمة قتل وقعت قبل 35 عاماً وتحديداً عام 1987، مما أدى إلى الكشف عن قاتل أطلق الرصاص على حارس عمارة في العاصمة عمان.

وفي عام 1996 تمكنت إحدى فرق التحقيق في إدارة البحث الجنائي والمكلفة بإعادة فتح ملفات القضايا المجهولة، من تفكيك لغز قضية مقتل ثلاثيني في منطقة خالية من السكان على يد شقيقه.

كذلك قادت التحقيقات الجديدة بجريمة حصلت عام 2003 التي راحت ضحيتها سيدة وجدت جثتها داخل برميل حديدي مقيدة بالجنازير داخل عبارة مياه شمال العاصمة، إلى الاشتباه بأشقائها واعترافهم بالجريمة، إذ قاموا بإجبارها على تناول كمية كبيرة من الحبوب المخدرة لحين مفارقتها الحياة.

كذلك تمكن العاملون في إدارة البحث الجنائي من الكشف عن ملابسات جريمة قتل سيدة وقعت قبل 14 عاماً وتحديداً عام 2009، وأظهرت التحقيقات التي أعيد فتحها أخيراً، خيوطاً أثبتت أن أشقاءها الذين لم يبلغوا عن اختفائها وأوهموا من حولها بأنها غادرت البلاد، قاموا بخنقها داخل منزلهم شرق العاصمة، ومن ثم دفنها في منطقة نائية.

بواعث ومسببات

ويفسر هاني جهشان استشاري الطب الشرعي والخبير في مواجهة العنف غرابة بعض جرائم القتل أو الاحتيال بوجود بواعث ومسببات محددة وراءها، منها بيئية وظرفية واندفاعية وإدراكية وقهرية.

ويضيف "تحدث حالات القتل الظرفية بسبب وجود مجموعة من الظروف التي تظهر في وقت معين التي تخلق مشاعر قوية من التوتر، وبخاصة لدى الأفراد الذين يعانون مشاعر اليأس والعجز والاكتئاب والخوف والغضب".

أما البواعث القهرية وفق جهشان فتخلق رغبة في القتل بدافع المتعة، إذ ثمة مجرمون يخططون لجرائمهم بالتفصيل وبطقوس غريبة الهدف منها ترك بصمتهم الخاصة في مسرح الجريمة، ويتعمدون أن تكون جرائمهم خارج المألوف، كترك الجثة في وضعية محددة أو تشويهها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير