Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يرفض مبادرة كينية لإرسال قوات حفظ سلام إلى الخرطوم

الاشتباكات تتواصل لليوم الـ100 وتقارير ترصد 2500 انتهاك ضد الصغار

ملخص

الاشتباكات تتواصل لليوم الـ100 في السودان مع مقتل 3900 شخص في الأقل والأطفال يدفعون الثمن وتقارير ترصد 2500 انتهاك ضدهم

رفض مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا، للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر بالسودان منذ أكثر من 100 يوم.
وأشار العطا في مقطع فيديو نشر اليوم الإثنين إلى أن أياً من هذه القوات لن يعود لبلده على قيد الحياة، وتلقى الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية التي يقاتلها عديداً من عروض الوساطة الدولية، لكن لم ينجح أي منها في وضع حد للقتال الذي اندلع في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي أو حتى وقفه بشكل كبير.
في وقت سابق من الشهر اقترحت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل إقليمي لشرق أفريقيا يضم كينيا في عضويته، مبادرة تشمل نشر قوات حفظ سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.
ورفض الجيش السوداني مراراً المبادرة التي تقودها كينيا، متهماً إياها بدعم قوات "الدعم السريع".
وقال إنه سيعتبر أية قوات حفظ سلام أجنبية قوات معادية، وقال الفريق أول ركن ياسر العطا في تصريحات للجنود "قوات شرق أفريقيا خلوها في محلها، (تريد) تجيب الجيش الكيني تعالى"، وأقسم على عدم عودة أي من هذه القوات، كما اتهم كينيا بأن دولة ثالثة اشترتها من دون أن يذكر الدولة التي قصدها بالاسم.
في المقابل قال كورير سينج أوي وزير الشؤون الخارجية الكيني لوكالة "رويترز" إن "هذا التصريح لا يستحق تعليقاً مناً"، مضيفاً أن "الاتهامات لا أساس لها من الصحة" وأن بلاده محايدة.
وتابع "بالإصرار على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال إشراك الأطراف المدنية في أية عملية وساطة والدعوة إلى المساءلة عن الأعمال الوحشية، إذ يجد بعضهم في السودان صعوبة في قبول هذه المبادئ".

اشتباكات اليوم الـ 100

ودارت اشتباكات جديدة في السودان اليوم الإثنين، اليوم الـ100 للنزاع بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، الذي حصد آلاف الضحايا من بينهم أطفال يتعرض أحدهم للقتل أو الإصابة بجروح في كل ساعة، وفق تقرير لمنظمة "يونيسف".

دخل السودان في دوامة جديدة من العنف اعتباراً من الـ15 من أبريل (نيسان)، مع اندلاع قتال بلا هوادة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو.

أسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل عن مقتل 3900 شخص في الأقل حتى الآن، بحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية، علماً أن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية هي أعلى بكثير.

يشكل الأطفال إحدى الحلقات الأكثر ضعفاً في هذه الحرب، التي تتركز خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب).

2500 انتهاك صارخ

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليوم الإثنين بأنها تلقت "تقارير عن 2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل، بمتوسط واحد في الأقل في الساعة".

ورجحت في بيان "أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وهي تذكير قاتم بالأثر اليومي للأزمة في أكثر الفئات هشاشة، في بلد يحتاج فيه نحو 14 مليون طفل إلى دعم إنساني".

وأشارت إلى أن الأرقام المتوافرة في حوزتها تؤشر إلى أنه "قتل ما لا يقل عن 435 طفلاً في النزاع، وأصيب ما لا يقل عن 2025 طفلاً".

وأعربت المنظمة الأممية عن أسفها لأنه "في كل يوم يقتل الأطفال ويصابون ويختطفون ويشهدون المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة التي يعتمدون عليها، وقد تضررت أو دمرت أو نهبت".

وأبدى نائب المديرة التنفيذية للعمل الإنساني وعمليات الإمداد في المنظمة تيد شيبان أسفه، لأنه "في كل يوم يقتل الأطفال ويصابون ويختطفون ويشهدون المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة التي يعتمدون عليها، وقد تضررت أو دمرت أو نهبت".

وأضاف أن "الآباء والأجداد الذين عاشوا دورات سابقة من العنف يشاهدون الآن أطفالهم وأحفادهم في مواجهة تجارب مروعة مماثلة".

3.5 مليون نازح

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان السودان يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع أكثر من 3.5 مليون شخص للنزوح، غادر أكثر من 700 ألف منهم إلى خارج البلاد خصوصاً دول الجوار.

ويحتاج أكثر من نصف عدد سكان البلاد، الذي كان يقدر بنحو 48 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، في وقت تتزايد التحذيرات من المجاعة في ظل نقص المواد الأساسية، وفي وقت بات أكثر من ثلثي المستشفيات بمناطق القتال خارج الخدمة.

منع وصول المساعدات

إلى ذلك يستمر العاملون بالمجال الإنساني في المطالبة سدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تصدر تأشيرات دخول لعمال الإغاثة.

وقال المجلس النرويجي للاجئين في تقرير اليوم الإثنين "تسببت الأيام الـ100 الأولى من الحرب في السودان بخسائر فادحة في أرواح المدنيين والبنية التحتية، لكن الأسوأ لم يأت بعد".

وأضاف "أصبح البلد على حافة الانهيار، يصارع سلسلة من الأزمات التي لم يسبق لها مثيل مجتمعة".

وكانت لجان مقاومة في أحياء العاصمة وضواحيها فتحت خلال الأيام الماضية باب التبرع من أجل تلبية الحاجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء المعارك.

وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد، كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة.

الجيش يحذر

وحذر الجيش السوداني في بيان اليوم الإثنين من أنه "سيتعامل مع كل أنواع المتحركات على طريق الصادرات بارا الخرطوم كأهداف عسكرية"، بعد قرار السلطات بإغلاقه نتيجة لاستخدامه في "نقل منهوبات المواطنين وإدخال المرتزقة للبلاد".

وأشار الجيش إلى استخدام طريق الأبيض كوستي - الخرطوم بدلاً من الطريق المغلق، الذي يربط بين العاصمة ومدينة بارا بولاية شمال كردفان.

وسجلت خلال الأيام الماضية في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان اشتباكات بين طرفي الصراع، نظراً إلى موقع المدينة الاستراتيجي على الطريق الذي يربط دارفور بالعاصمة، فضلاً عن وجود ثالث أكبر مطار بالبلاد فيها.

كذلك أفاد سكان في ولاية جنوب كردفان اليوم الإثنين لوكالة الصحافة الفرنسية بقيام "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بمحاصرة مدينة كادقلي عاصمة الولاية".

المزيد من متابعات