Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدراعة" سفير موريتانيا "المزركش" يغزو مانهاتن

زي تاريخي لأبناء أفريقيا جنوب الصحراء يثير فضول الأميركيين في وقت قياسي

ظل الموريتاني مرتبطاً بزيه التقليدي في حله وترحاله (مواقع التواصل)

ملخص

شاب موريتاني يخطف أنظار المارة في نيويورك بزي الدراعة المزركش ليصبح حديث مواقع التواصل.

بإعجاب ممزوج باندهاش تابع الموريتانيون صوراً انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لشاب من بني جلدتهم مهاجر في مدينة نيويورك الأميركية، بدا مزهواً بزي وطنه التقليدي الرجالي المعروف بـ"الدراعة" في ساحة "تايم سكوير".

استقطب الزي جموعاً من المارة، وطلب بعضهم التصوير مع الشاب، بحسب متابعين موريتانيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

و"الدراعة" قطعة من القماش المزركش من الصدر وبها فتحة للرقبة ومفتوحة من الجانبين، وهذا الزي يكون أبيض في الغالب، ويصبغ بلون أزرق سماوي فاتح، ويعد الزي التقليدي للرجل في موريتانيا وعدد من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

ترحال بالدراعة

ظل الموريتاني مرتبطاً بزيه التقليدي في حله وترحاله، فمنذ أن عرف أبناء هذا البلد، السفر في رحلات الحج خلال القرن التاسع عشر كانت أزياؤهم التقليدية حاضرة كهوية مميزة لهم، وبطاقة تعريف لسكان هذا الحيز من العالم العربي.

مع سنوات الاستقلال كان زي الدراعة سفيراً فوق العادة ويسجل حضوره القوي في أنشطة البعثات التعليمية للموريتانيين في الخارج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام موجة هجرة الشباب الموريتاني إلى أميركا التي تنامت في السنة الجارية كانت ألوان "الدراعة" تشاهد بكثرة في شوارع المدن التي استقر بها هؤلاء الشباب القادمين لتوهم من الضفة الأخرى من الأطلسي.

عن هذه الجزئية يقول الصحافي الموريتاني المقيم في الولايات المتحدة، الداه يعقوب، لـ"اندبندنت عربية"، "أخيراً سجلت المصالح الأميركية هجرة أكثر من 20 ألف موريتاني عبر حائط المكسيك، وتفرق الشباب في مختلف الولايات الأميركية، وكان هذا الالتقاء مع الجاليات المختلفة مساهماً في تسويق زي الدراعة والتصوير به في أماكن سياحية ومتاحف وحدائق يخرج إليها الشباب في أوقات الإجازة لإعداد الشاي والاستمتاع بالطبيعة".

وعن علاقة الموريتاني بزيه التقليدي، يقول رئيس الجالية الموريتانية السابق في واشنطن محمد ولد الزين "حافظنا على الدراعة وحضور الزي الموريتاني معنا دائماً في المناسبات وكل الأعياد، نلبس الدراعة دائماً".

فضول الأميركيين

يصعب التخلي عن جزء أساسي من التكوين النفسي والثقافي للفرد، وهذا ما يجذب موريتانيي أميركا إلى التشبث بزيهم التقليدي، إذ يرى الداه يعقوب أن "طبيعة الموريتاني هي ارتداء الزي التقليدي في المهجر بعد العمل، إذ يجد فيه الراحة والارتباط بالوطن".

ونبه إلى ثنائية الشاي والزي التقليدي التي تبقى ثابتة في حياة الموريتاني في بلد اغترابه، لذلك دوماً يجلب معه "الدراعة" ويرتديه في كل المناسبات الوطنية والأعياد وفي الزيارات.

 

 

ولا يقتصر حضور الأزياء التقليدية للموريتانيين على تجمعاتهم الاجتماعية الخاصة، إذ إن الأمر يتعدى إلى ارتدائها في "حفلات التخرج في الجامعات الأميركية، لأن الجميع يأتون بزيهم ويحضرون وجبات تشتهر بها بلدانهم"، وفق ما ذكره محمد ولد الزين.

وأسهم طغيان حضور الأزياء التقليدية الموريتانية في الشارع الأميركي في إثارة فضول المارة والسياح وهو ما حدث في تايم سكوير قبل أيام.

ويسرد ولد الزين قصة الصورة الشهيرة بقوله "في مانهاتن وفي ساحتها أو شوارعها التي تشهد حركية مستمرة لا تعرف النوم، حيث يوجد مصورون محترفون يتجولون دائماً ولا شك أنك شاهدتهم في تيك توك يلتقطون صوراً احترافية، لذلك انتشرت هذه الصور مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفيسبوك".

وعن أهمية ورمزية الخطوة بالنسبة إلى التعريف بالثقافة الموريتانية يقول الداه يعقوب "مانهاتن كمعلم عالمي يرتاده السواح والزوار يومياً، أراد بعض الشباب الموريتاني تسجيل حضور الدراعة عبر التصوير وتسويقها ولاقت الفكرة رواجاً كبيراً واستحساناً من الأميركيين هناك، وسأل البعض عن كيفية الحصول على الزي الموريتاني مما يعني نجاح فكرة التسويق".

دراعة في الغربة

أظهرت سنوات الغربة لآلاف الموريتانيين المهاجرين في الولايات المتحدة الحاجة الماسة إلى ما يجعلهم متمسكين بثقافة بلادهم التي قدموا منها.

يتذكر الرئيس السابق للجالية الموريتانية في واشنطن سنوات وصوله إلى أميركا قبل أزيد من 20 عاماً "أذكر منذ وصولي إلى الولايات المتحدة عام 2000 حين كانت الدراعة والملحفة حاضرتين، وكان أيضاً الزي الخاص بإخوتنا من القوميات الأفريقية حاضراً، وكذلك شعوب الدول المغاربية والمشارقة، الكل يحرصون خلال العيد وفي المناسبات الاجتماعية في حفلات السفارات على التمسك برؤية الزي التقليدي وحضوره".

ولتأمين تحركات الموضة التي تطرأ على هذه الأزياء اهتدت نسوة من الجالية الموريتانية في أميركا إلى فتح محلات متخصصة في بيع هذه الملابس الرائجة بين أبناء الجالية.

ويشرح الداه يعقوب السياق الذي أحاط بهذه التجارة "هناك محال موريتانية تديرها نساء وأحياناً رجال يستوردون الزي والأكلات التقليدية والشاي، ويقبل عليها أبناء الجالية بكثرة وبالتالي أصبح الأمر يسيراً جداً لربط الموريتاني بوطنه الأم في المهجر".

سوق أخرى موازية للمحال في الولايات المتحدة يقف خلفها موريتانيون يمارسون تجارة الدراعة بالقطعة، فيرسل أحدهم في "طلبية" للحصول على مجموعة من هذه الأزياء ويتصل بأناس مقربين منه ويبيعهم إياها، بحسب محمد ولد الزين.

وللنساء حظهن من الحصول على أزيائهن التقليدية، فيضيف ولد الزين أن "هناك محلاً آخر افتتحته سيدة من الجالية الموريتانية لا يبيع إلا مستلزمات النساء والشاي والملاحف"، إلا أنه يقدم في حالات استثنائية طلبيات للحصول على الدراعة بحسب الطلب على شكل قطعة مكتملة مكونة من دراعة وقميص وبنطلون.

المزيد من منوعات