Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا لم تبهرني تجربة تطبيق "ثريدز" المنافس لـ"تويتر"؟

يقطع التطبيق الجديد شوطاً طويلاً في استبعاد بعض العناصر الأكثر تنفيراً في منصة ماسك، ولكن ما زال عليه القيام بالكثير إذا ما أراد النجاح

مارك زوكربيرغ موجود لإنقاذنا (أ ب)

ملخص

خلال النصف ساعة التي أمضيتها في استكشاف الموقع الجديد هذا الصباح، بدا أنه يؤدي كثيراً من وظائف "تويتر" نفسها، إنما مع ميزة إضافية تتمثل في عدم تعرضنا للروبوتات الذكية والمواد الإباحية غير المرغوب فيها، حتى الآن.

لم تكن لدي أدنى فكرة عن عدد العازبات الفاتنات اللاتي يسكن في منطقتي حتى تولى إيلون ماسك إدارة "تويتر". إنهن كثيرات! تصلني منهن نحو ثلاث رسائل يومياً، وأراهنّ يكتبن تعليقات تحت كل تغريدة واسعة الانتشار أراها على التطبيق. مدهش!

كذلك، هل سمعت بأمر الـ"بيتكوين"؟ يبدو أن مجموعة من الأشخاص المختلفين الذين اختاروا ضفادع كرتونية صوراً لملفاتهم الشخصية يعرفون طريقة تسمح لهم بالحصول على الكثير منها، وكل ما علي فعله إرسال صورة عن جواز سفري إليهم! شكراً لك إيلون، سأكون ثرياً!

كدت أنسى: هل سمعتم يا رفاق أن العرق الأبيض يتهدده الخطر المحدق المتمثل بالهجرة؟ ولا أنا أيضاً سمعت بالأمر، ولكن مجموعة من المستخدمين على "تويتر" حريصة، أكثر كثيراً مما تعتقد، على إخباري بذلك! تظهر تعليقاتهم في هذا الشأن على تغريدات لا علاقة لها بتاتاً بهذه المسألة، وكثير منها يستهدف الأطفال!

عندما استحوذ إيلون ماسك على "تويتر"، قال كثر منا إن الموقع سيصبح غير صالح للاستخدام بمرور الوقت، إذ حولته الفلسفة الليبرتارية غير الناضجة، [التي تسعى إلى تعظيم الاستقلال الذاتي والحرية السياسية وتقليل تدخل الدولة في الحريات الفردية] التي يعتقنها الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" وتعاطفه مع اليمين المتطرف، إلى أرض خصبة للمخادعين والمتطرفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن مع ذلك، ما لم يتوقعه أي منا في ظني، هو السرعة الكبيرة التي سيترسخ بها هذا التغيير. فلقد شهدت المنصة تنفيذ سياسات غير منطقية غيرت من الموقع ليجري بعدها التراجع عنها بسرعة وبطريقة يستحيل معها تتبع هذه التعديلات، الأمر الذي جعل من "تويتر" موقعاً أشبه بصفحة رئيسة تحوي صورة عملاقة ليد ترفع الإصبع الأوسط. هل تتذكرون أيضاً "تجاوز الحد الأقصى" من التغريدات المسموح بها؟ كان ذلك قبل أيام.

لحسن الحظ، فإن مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ موجود هنا لإنقاذنا مع إطلاق خدمة جديدة للتواصل الاجتماعي تدعى "ثريدز" Threads، والتي حازت على أكثر من 10 ملايين مستخدم في الساعات الأولى من إطلاقها. خلال النصف ساعة التي أمضيتها في استكشافه هذا الصباح، بدا أنه يؤدي كثيراً من وظائف "تويتر" نفسها، إنما مع ميزة إضافية تتمثل في عدم تعرضنا للروبوتات الذكية والمواد الإباحية غير المرغوب فيها (حتى الآن).

ما زال الموقع في أيامه الأولى، ولكن إذا استمر "تويتر" في السير على النحو الذي كان عليه في الأشهر القليلة الماضية، أنا على يقين من أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح المنصة نافذتك متعددة الخدمات للأفلام السيئة والتعليقات السياسية المضللة.

ولكن إليك جزء من المشكلة التي ينطوي عليها الموقع الجديد. تراه يشبه "تويتر" جداً إلى حد أن محاولة تأسيس وجود له على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي تبدو مرهقة. عندما غادرت المنصة الاجتماعية الأميركية "ماي سبيس"Myspace  إلى "فيسبوك" في أوائل عام 2010، كان سحر وجاذبية موقع زوكربيرغ في أنه يسمح لك بالقيام بأمور لا تقدمها أي منصة أخرى (على رغم أنه يتعذر عليك وضع أغنية لفرقة "بلينك 182" على صفحتك الرئيسة، ولهذا السبب لن أسامح زوكربيرغ أبداً).

في "ثريدز"، يشبه الأمر عندما بدأت حسابي الأول على "تويتر" في 2012، بيد أنني الآن مثقل بالرؤية المأسوية لما ستؤول إليه الحال في نهاية المطاف. عليّ أن أعثر بنفسي على الحسابات التي أرغب في متابعتها، ولا طريقة تضمن أن المستخدمين الذين تابعوني على "تويتر" سيتتبعونني أيضاً على "ثريدز". لم يكن لدي عدد كبير من المتابعين على "تويتر"، ولكن متابعيني كانوا جزءاً لا يتجزأ من عملي المستقل. سيكون من الصعب إعادة تجميع هذه الشبكة من المتابعين معاً في موقع جديد تماماً، ستساور الناس شكوك بشأنه أصلاً (اكتب "ثريدز" في نافذة البحث في متجر تطبيقات "أيفون"، ولن تجد هذا الموقع حتى ضمن النتائج الخمس الأولى).

يتمثل العيب الرئيس الآخر في حقيقة أنه يتعذر عليك إنشاء حساب على "ثريدز" إلا إذا كنت تملك أصلاً حساباً على "إنستغرام". نظراً إلى الاختلاف الكبير بين جمهور "تويتر" وجمهور "إنستغرام"، ذلك أن الأول عبارة عن منصة تدوين صغيرة قائمة على النص، فيما يعتمد الأخير على الصور بشكل تام تقريباً، يبدو أننا إزاء هفوة كبيرة، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار سوء أداء "إنستغرام" في السنوات القليلة الماضية. سبق أن رأيت حسابات عدة يقول أصحابها إنهم يرفضون تجربة "ثريدز" إذا كان إنشاء حساب على هذا التطبيق يستلزم التسجيل في "إنستغرام" أيضاً، وأنا لا ألومهم حقاً، لا سيما أنك بمجرد التسجيل لن تستطيع حذف حسابك على "ثريدز" من دون حذف صفحتك على "إنستغرام" أيضاً.

عند إنشاء حساب على "ثريدز"، يتيح لك تلقائياً متابعة جميع المستخدمين على "إنستغرام"، ما يساعدك كثيراً في انطلاقتك على الموقع. ولكني مع ذلك، ولا أعرف إن كنت مثلي، أتابع مستخدمين مختلفين جداً اعتماداً على المنصة الأساسية التي أستخدمها. لا أعرف كيف يبدو نصف المستخدمين الذين أتابعهم على "تويتر"، ولست مهتماً بسماع الفنانين وعارضي وعارضات الأزياء والمصورين الذين أتابعهم على "إنستغرام" يناجون أنفسهم. أريد أن أبقي هذين العالمين منفصلين.

سيكون رائعاً إذا أمكنك أن تضم [إلى لائحة المستخدمين الذين تتابعهم ويتابعونك على "ثريدز"] جهات اتصالك على "تويتر". لدي ثقة في أن شخصاً ما سينشئ على عجل تطبيقاً ينجز هذه المهمة تلقائياً في الأسابيع القليلة المقبلة. ولكنني أفترض أن ذلك سيكون خطوة بعيدة جداً بالنسبة إلى موقع إلكتروني يبدو فعلاً نسخة مقلدة في المقام الأول.

إذا ما تمادى زوكربيرغ جداً، ربما يتحداه ماسك في نزال حلبة مرة أخرى [سبق أن تبادلا عبر حساباتهما الاجتماعية دعوة إلى مبارزة جسدية في حلبة بأسلوب معارك فنون الدفاع عن النفس، وذلك بعدما أعلنت "ميتا" عزمها إطلاق منصة اجتماعية من شأنها أن تنافس "تويتر"] (وربما لن تتدخل والدة ماسك [ماي] كي تلغي القتال هذه المرة).

في الحقيقة، إذا كان النجاح سيُكتب لتطبيق "ثريدز"، فسيكون للضرورة البحتة، ذلك أن "تويتر" سفينة مصيرها الغرق. المنصة ليست معطوبة فحسب، بل إن إحجامها عن الاعتدال الذاتي يعني أنها معادية فعلاً بالنسبة إلى مستخدميها، بل تشكل خطراً عليهم. لقد كان ماسك حريصاً على تجريدها من الخاصيات كافة التي تجعل منها نافذة ممتعة ومفيدة، وترانا نقترب بسرعة إلى مرحلة حيث يكون التواجد على هذا التطبيق مجرد واجب روتيني أكثر من كونه متنفّساً.

يقطع "ثريدز" شوطاً طويلاً للتخلص من تلك العناصر الأكثر عدائية، ولكن ما زال عليه القيام بالكثير إذا أراد أن يستأثر بالميزات التي قادت إلى نجاح "تويتر" في الأساس. ربما يكون التوصل إلى نظام توثيق أكثر تطوراً بداية جيدة. حالياً، النظام مربوط بحالة التوثيق على حسابك على "إنستغرام"، والتي لا تبدو موثوقة بقدر نظام التوثيق في "تويتر" ما قبل عهد ماسك، كذلك فصل حسابك عن "إنستغرام" خطوة لا بد منها. ما عدا ذلك، ستكون المنصة إزاء تزايد لقاعدة المستخدمين بشكل طبيعي بمرور الوقت.

إلى أن يضيف "ثريدز" تلك الخاصيات، أعتقد أن معظم المستخدمين لن يغادروا "تويتر"، حتى لو أنه تطبيق محطم. والآن اعذروني، فلقد أرسل لي الحساب @Paul_McCartney_8008135  تواً رسالة يسألني فيها إرسال بعض بطاقات هدايا "آيتونز" إليه. لك كل ما تريده يا "ماكا".

© The Independent

المزيد من آراء