Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات الفرصة الأخيرة لهدنة غزة

يقود السداسي العربي مساراً يتضمن خطوات عدة تبدأ بوقف عملية رفح وعودة النازحين وإقامة دولة فلسطينية

شاب فلسطيني يحمل لافتة تعبر عن آمال بنجاح مفاوضات الهدنة في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) 

ملخص

تقوم الورقة السياسية للسداسي العربي على أساس المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها السعودية عام 2002 وهدفها إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً.

يحبس سكان غزة أنفاسهم انتظاراً لنتائج محادثات "الفرصة الأخيرة" ويأملون في أن ينجح السداسي العربي في الضغط على طرفي الحرب من أجل التوصل إلى مسار هدنة يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعلى أحر من الجمر يراقب النازحون أخبار عودتهم إلى بيوتهم ليتنفسوا الصعداء.

قبل نحو شهر، وبالتحديد في الجولة السادسة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، سلم السداسي العربي للولايات المتحدة ورقة سياسية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، من أجل دراستها مع إسرائيل وتقديم رد عليها بصورة عاجلة.

شملت الورقة السياسية العربية التي صاغتها السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر وممثل منظمة التحرير الفلسطينية، أساساً لحل لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، وتضمنت أيضاً مساراً واضحاً لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من طريق إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وتقوم الورقة السياسية العربية على أساس المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها السعودية عام 2002، وهدفها إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً، ووجدت تلك المبادرة في ذلك الوقت قبولاً دولياً، فهي أفضل الحلول المطروحة لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

توكيل مصر بالمهمة

وجدت الورقة السياسية العربية اهتماماً كبيراً من الفلسطينيين، فحركة "حماس" أعلنت أخيراً أنها وافقت على إلقاء سلاحها وحل جناحها العسكري، مقابل إقامة دولة فلسطينية، أما منظمة "التحرير" فإن رئيسها محمود عباس علق آماله على السداسي العربي في شأن مستقبل الدولة التي يحلم بها.

بعد دراسة الورقة السياسية العربية من جميع الأطراف، أوكلت السعودية والدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة، لمصر مهمة السعي في تنفيذ ذلك الاقتراح، على أن يبدأ من هدنة وصفقة تبادل وينتقل تدريجاً إلى إقامة دولة فلسطينية.

بدأت مصر مساعيها في بلورة مسودة اتفاق أطلق عليه إعلامياً "الفرصة الأخيرة"، وصاغت مقترحها بناءً على جميع جولات المحادثات السابقة التي قادها الوسطاء ووضعت بنوده بحسب شروط "حماس" وإسرائيل، على حد سواء، وعرضته على السداسي العربي، الذي وافق عليه ومنح القاهرة الضوء الأخضر للعمل مع الأطراف لإنجاحه.

مبادئ الاتفاق

تقوم "الفرصة الأخيرة" التي وجدت تأييداً لا محدوداً من السعودية والولايات المتحدة، وقبولاً من إسرائيل فيما لا يزال الرد الحمساوي غير واضح، على ثلاث مراحل، الأولى وقف الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية في رفح، والثانية صفقة تبادل أسرى وعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، أما الثالثة فتتضمن وقف إطلاق النار لمدة عام، ويكون ذلك أساساً لبدء محادثات سياسية لإقامة دولة فلسطينية.

 

 

بصورة خفية يمكن قراءتها بين السطور، فإن "الفرصة الأخيرة" تتضمن إنهاء الحرب، فهي تؤسس في نهايتها إلى محادثات سياسية لإقامة دولة فلسطينية، وهذا ما شدد عليه السداسي العربي، ووضعته السعودية شرطاً لأي محادثات سلام في الشرق الأوسط.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" فإن المستوى الأمني والسياسي في تل أبيب باتوا منفتحين لأول مرة على إنهاء الحرب، والذهاب إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وتمت الموافقة على امتثال إسرائيل لحكم الأمر الواقع وانسحاب الجيش من الممرات الإنسانية والسماح بعودة النازحين وغيرها من الشروط.

السداسي العربي يكثف جهوده

بعد أن تسلمت جميع الأطراف مسودة "الفرصة الأخيرة" اجتمع السداسي العربي في العاصمة السعودية الرياض، وخلص إلى ضرورة إنهاء الحرب على غزة، ورفع القيود على دخول المساعدات الإنسانية، ودعم جهود الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، ورفضوا محاولات تهجير الغزيين خارج أرضهم.

وفي مؤتمر صحافي، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تعقيباً على مساعي التوصل إلى اتفاق الفرصة الأخيرة "دبلوماسيتنا تعمل على تحقيق نتائج رائعة في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وأضاف "لقد كان لنا الأسبقية بالتمسك بخيار وقف الحرب على قطاع غزة قبل أي اتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، نحن نسعى إلى تنفيذ مبادرة السلام العربية وأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين، ونشدد على انسحاب كل أفراد القوات الإسرائيلية من قطاع غزة".

جولة بلينكن تبدأ من السعودية

وفي إطار إبراز دور السداسي العربي، خصص وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أول زيارة له في جولته السابعة للشرق الأوسط للسعودية، وحول ذلك يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "في الرياض نناقش الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وبحث خطط إعمار القطاع بعد الحرب".

وبعد السعودية من المقرر أن يزور بلينكن الأردن وإسرائيل ثم مصر، وجميع أهداف جولته تعزيز فرص التوصل إلى هدنة بما يحقق نجاحاً للورقة السياسية العربية.

تأييد إسرائيلي وفلسطيني

وجدت الورقة السياسية العربية بشقها الأول القائم على هدنة وصفقة تبادل تأييداً واسعاً في إسرائيل، ومن حكومة بنيامين نتنياهو، إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس "حال التوصل إلى اتفاق فإن تل أبيب ستوقف العملية العسكرية المخطط لها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسوف نبحث سبل تعزيز الهدوء والسلام".

ومن المعارضة الإسرائيلية، أكد زعيمها يائير لبيد، أنه "إذا كان الخيار بين استمرار الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل، فعلينا أن نختار إبرام صفقة تبادل".

إلا أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمعروف بمواقفه المتشددة هدد بالانسحاب من الحكومة من أجل تفكيكها، لكن رأيه لم يلق صدى واسعاً في إسرائيل.

 

 

أما الفلسطينيون فإن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" الفلسطينية حسين الشيخ وهو أحد أعضاء السداسي العربي، ذكر بدوره أن "هناك تحركاً عربياً قوياً، تقوده السعودية حالياً لوقف الحرب حتى لو موقتاً، وهذا السعي قائم على وجود خطة سياسية لإقامة دولة فلسطينية بناءً على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".

ومن "حماس" قال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم "نؤيد أي جهد عربي هدفه وقف سفك الدماء في غزة، ونتعامل بإيجابية مع هذه الجهود".

أفضل الحلول

في الواقع، إذا نجح جهد السداسي العربي فإنه يعني أن هذا التكتل استطاع إنقاذ غزة من الحرب المدمرة، وحول ذلك يقول المتخصص في مجال العلوم السياسية ماجد تربان "منذ أشهر يقود الوسطاء وحتى والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة (حماس) بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين، لكن هذه الجهود لم تنجح".

وتابع، "ثقل السداسي العربي استطاع بلورة اتفاق لن ترفضه إسرائيل ولا (حماس)، من المؤكد بلا شك فيه أن الجهد العربي يستطيع حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ويمكن أن يؤسس مساراً لإنهاء الحرب وإيجاد أفق لدولة فلسطينية".

وأوضح تربان أن مسودة اتفاق الفرصة الأخيرة هي بمثابة أفضل الحلول المطروحة لإنهاء الحرب، وتحقق مصالح الفلسطينيين، كما أنها تنظر لهموم سكان غزة من ناحية إنسانية وتحاول إيجاد حلول لهم بخاصة في ما يتعلق بقضية عودة النازحين إلى شمال القطاع.

المزيد من متابعات