زيادة "كبيرة" في النوع الأول من السكري بين الأطفال خلال الجائحة

وجد باحثون أن عدد الأطفال والمراهقين المصابين بمرض السكري من النوع الأول زاد بشكل كبير خلال جائحة "كوفيد". وأجريت 17 دراسة على 38149 طفلاً ومراهقاً شخصوا حديثاً بمرض السكري من النوع الأول، وتوصلت الأبحاث إلى أن معدل الإصابة كان 1.14 مرة في العام الأول بعد الجائحة و1.27 مرة في العام الثاني.

ويحدث مرض السكري من النوع الأول، المعروف أيضاً باسم السكري الصغير أو السكري المعتمد على الإنسولين، عندما لا يتمكن الجسم من إنتاج هرمون يسمى الإنسولين الذي يسيطر على نسبة الغلوكوز في الدم. إنه مرض مناعي ذاتي لا علاقة له بالنظام الغذائي أو نمط الحياة.

يجب على المصابين بهذه الحالة حقن أنفسهم بالإنسولين إما يدوياً، باستخدام قلم الإنسولين، أو باستعمال المضخة التي توفر جرعات مستمرة من الإنسولين. ولا يوجد علاج حالياً لهذا المرض.

قبل الجائحة، كانت هناك زيادة سنوية تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة في المئة بين الشباب في الدول الأوروبية. وارتفعت هذه النسبة بشكل كبير خلال عام 2020 إلى معدل تشخيص بلغ 32.39 لكل 100 ألف طفل، بينما كان المعدل في الفترة نفسها من عام 2019 19.73 لكل 100 ألف طفل.

لم يتضح بعد السبب وراء الزيادة، إذ خلصت الدراسة التي نشرت في [الدورية الطبية] "شبكة جاما المفتوحة" JAMA Network Open، إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث لفهم الفروق الدقيقة وراء هذا الارتفاع.

ومع ذلك، قد يعزى الارتفاع إلى تأخير في التشخيص نتيجة تراكم الحالات في المستشفيات، وليس بسبب وجود "معدل أعلى بشكل عام".

وتوضح الدراسة أن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه يعد أمراً أساسياً في تخطيط الرعاية الصحية، ولفتت إلى أن هذا ينطوي على "آثار مهمة على تخطيط الموارد الصحية لرعاية مرضى السكري لدى الأطفال، وتدابير الصحة العامة المتعلقة بـكوفيد-19 والمستقبلية المتعلقة باحتمالات الأوبئة واستراتيجيات التحصين".

تشمل الأعراض الأربعة الأكثر شيوعاً للنوع الأول من مرض السكري والمعروفة باسم "4 تي" 4Ts [في إشارة إلى الحرف الأول باللغة الإنكليزية من كل عارض] وهي زيادة في التبول، بخاصة في الليل والعطش والتعب والنحافة.

وفقاً لمؤسسة "أبحاث السكري للأحداث" في المملكة المتحدة Juvenile Diabetes Research Foundation UK التي تعنى بمرضى النوع الأول من السكري، يعيش حوالى 400 ألف شخص حالياً مع مرض السكري من النوع الأول في البلاد، بما في ذلك حوالى 29 ألف طفل.