هل تغير القنابل العنقودية معادلة الحرب في أوكرانيا؟

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب كتاب أسلوب "اندبندنت عربية"

القنابل العنقودية هي أسلحة تستخدم في الحروب والنزاعات المسلحة. تتكون هذه القنابل من جسم رئيس يحتوي على قنابل فرعية صغيرة عدة تعرف بالعناصر العنقودية، وعندما تنفجر القنبلة في الهواء تنشر هذه العناصر العنقودية في منطقة واسعة وتستقر على الأرض أو في البيئة المستهدفة.

تستخدم القنابل العنقودية عادة لاستهداف وتدمير التجمعات الكبيرة من قوات العدو مثل المدرعات والمعدات العسكرية الأخرى، لكنها تشكل تهديداً كبيراً للمدنيين أيضاً لأنها قد لا تنفجر على الفور وتترك العناصر الفرعية المشتعلة قابلة للانفجار في المنطقة المستهدفة، وعندما يقترب الأشخاص من هذه العناصر العنقودية أو يلمسونها، يمكن أن تنفجر وتتسبب في الإصابة أو حتى الموت.

بسبب تأثيرها المدمر وخطورتها المستمرة على المدنيين، جُرم استعمال القنابل العنقودية عالمياً، وعام 2008 حظر اتفاق أوسلو استخدام القنابل العنقودية وإنتاجها وتخزينها ونقلها وتحويلها، ومن المفترض أن تلتزم دول عدة بذلك الاتفاق وتعمل على تدمير مخزوناتها من القنابل العنقودية وتعزيز الوعي بالخطر الذي تشكله هذه الأسلحة.

وقعت 110 دول على المعاهدة وصادقت عليها 97 دولة، لكن الولايات المتحدة ليست طرفاً في اتفاق الذخائر العنقودية. ومع ذلك، في 2023 أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن واشنطن ستتوقف عن استخدام الذخائر العنقودية التي ثبت أن لديها معدل فشل مرتفعاً.

عندما يكون الحديث عن أخطار القنابل العنقودية فهي يمكن أن تتسبب في خسائر مدنية عشوائية، كما يمكن أن تترك وراءها ذخائر غير منفجرة تشكل خطراً على المدنيين لأعوام عدة، كما أنه من الصعب والمكلف إزالتها ويمكنها أن تلحق الضرر بالبنية التحتية والبيئة.

يبقى أن القنابل العنقودية سلاح مثير للجدل وهناك حجج قوية ضد استخدامها. مع ذلك، لا تزال بعض البلدان تستعملها، ويمكن أن يكون لها تأثير مدمر في المدنيين.

من الصعب القول بشكل قاطع ما إذا كانت القنابل العنقودية ستغير معادلة الحرب في أوكرانيا. مع ذلك، هناك بعض العوامل التي تشير إلى أنه يمكن أن يكون لها تأثير كبير.

أولاً، القنابل العنقودية فاعلة للغاية في قمع نيران العدو، إذ يمكن استخدامها لاستهداف المشاة الروسية التي تشغل الخنادق الدفاعية، مما قد يمنح القوات الأوكرانية الفرصة للتقدم.

ثانياً، يمكن استعمال القنابل العنقودية لتطهير حقول الألغام وربما تكون هذه ميزة كبيرة للقوات الأوكرانية، إذ كانت تكافح من أجل تطهير حقول الألغام الروسية خلال الأشهر الأخيرة.

ثالثا، القنابل العنقودية أسلحة عشوائية، مما يعني أنها يمكن أن تتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وقد يؤدي هذا إلى رد فعل عنيف ضد أوكرانيا على الصعيدين المحلي والدولي.

بشكل عام، من السابق لأوانه القول ما إذا كانت القنابل العنقودية ستغير معادلة الحرب في أوكرانيا. مع ذلك، لديها القدرة على أن تكون عاملاً مهماً في الصراع.

وقد يؤدي استخدام القنابل العنقودية من قبل أوكرانيا إلى استعمالها من جانب روسيا على نطاق أوسع، وهذا من شأنه أن يزيد أخطار وقوع إصابات بين المدنيين من الجانبين.

كما قد يؤدي استخدام القنابل العنقودية أيضاً إلى الإضرار بسمعة أوكرانيا على المستوى الدولي، مما قد يصعب على كييف تأمين المساعدة العسكرية المستقبلية من البلدان الأخرى.

في النهاية، سيعتمد تأثير القنابل العنقودية في الحرب في أوكرانيا على كيفية استخدامها. فإذا استعملت بشكل مقتصد وفقط ضد أهداف عسكرية، فقد تكون أداة مفيدة لأوكرانيا. مع ذلك، إذا تم استخدامها بشكل عشوائي، فقد يكون لها تأثير مدمر في كل من المدنيين والجهود الحربية.