Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيرادات السينما المصرية بين "فسحة العيد" والتضخم

المصريون أنفقوا أكثر من 5.1 مليون دولار خلال 10 أيام لمشاهدة 4 أفلام

فيلم "مستر إكس" هو الأفضل خلال الموسم لكنه الرابع في ترتيب الإيرادات (وسائل التواصل)

ملخص

هل تتماشى إيرادات السينما المصرية الضخمة في عيد الأضحى مع الوضع الاقتصادي المتعثر؟

بينما تشير الأرقام والإحصاءات الاقتصادية المصرية إلى نسب غير مسبوقة في أرقام التضخم وانهيار سعر صرف العملة المحلية وارتفاعات جنونية في كلف المعيشة فجرت أرقام الإيرادات الضخمة المعلنة لأفلام السينما المصرية التي طرحت خلال أيام عيد الأضحى أسئلة لدى البعض حول صحتها ونسبتها التي لا تتماشى والأوضاع الراهنة لكثير من المصريين.

ووفق إحصاءات أصدرتها جهات رسمية قدرت إيرادات أفلام العيد خلال أسبوع الأضحى بنحو 153 مليون جنيه مصري (ما يقرب من 5.1 مليون دولار أميركي)، مما دفع كثيرين إلى التشكيك في صحتها، فضلاً عن البحث في شأن احتمالات تلاعب بالأرقام لمجاملة بعض النجوم على حساب آخرين.

حالة انتعاش

شارك بالموسم السينمائي في ماراثون عيد الأضحى أربعة أفلام جديدة يلعب بطولتها أبرز نجوم الصف الأول، وتفاوتت الإيرادات بين ضخمة ومتوسطة، لكنها تمثل انتعاشة وعلامة استفهام في الوقت نفسه.

والأفلام هي "بيت الروبي" بطولة كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز واللبنانية نور وتارا عماد مع شريف دسوقي وحاتم صلاح ومحمود السيسي ومحمد عبدالرحمن (توتا) ومصطفى أبو سريع ومحمد السويسي، وهو قصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي.

وفيلم "تاج" بطولة تامر حسني ودينا الشربيني وعمرو عبدالجليل وهالة فاخر والتونسية ساندي، والفيلم من تأليف تامر حسني، وإخراج سارة وفيق.

وينافس أمير كرارة بعد غياب في الماراثون الصعب بفيلم "البعبع"، ويشارك في البطولة ياسمين صبري وباسم سمرة ومحمد عبدالرحمن ومحمد أنور والفنانة إنعام سالوسة ورحاب الجمل وعباس أبو الحسن، والعمل من تأليف إيهاب بليبل، وإخراج حسين المنباوي.

وأخيراً، عاد أحمد فهمي للسينما بعد خمس سنوات منذ آخر أفلامه "الكويسين" بفيلم "مستر إكس" وشاركه في البطولة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم أوس أوس وبيومي فؤاد ومحمد أنور ومحمود حافظ ورحاب الجمل وأمير شاهين، إضافة لعدد كبير من ضيوف الشرف مثل عمرو يوسف وريم مصطفى وأكرم حسني ومي عمر وصبري فواز وعمر متولي وإلهام شاهين والإعلامي إبراهيم عيسى، والرياضيين بيج رامي وإبراهيم فايق وجمال حمزة ومجدي عبدالغني، والعمل قصة أماني التونسي، وإخراج أحمد عبدالوهاب.

رقم قياسي

وكشف الموزع السينمائي محمود الدفراوي لـ"اندبندنت عربية" أنه بالفعل هناك طفرة ملحوظة، حيث حققت الأفلام مفاجأة كبيرة، ووصل بعضها لتحطيم أرقام قياسية، حيث حصد "بيت الروبي" لكريم عبدالعزيز إيرادات يومية لم تحدث في تاريخ السينما المصرية، وجمع في أحد أيام العيد مبلغاً تجاوز 10 ملايين جنيه (326 ألف دولار)، وهو رقم مفاجئ في السينما، كما تراوحت أرقام إيراداته بين 5 و9 ملايين (163 ألفاً و294 ألف دولار) في باقي الأيام.

وتصدر "بيت الروبي" قمة أفلام عيد الأضحى 2023، ووصلت إيراداته حتى هذه اللحظات لنحو 80 مليون جنيه مصري (مليونين و700 ألف دولار تقريباً)، واستقر بالمركز الثاني فيلم "البعبع" بإيرادات 28 مليون جنيه (940 ألف دولار)، وتخطى فيلم "تاج" لتامر حسني كثيراً من العقبات حتى جمع 27 مليون جنيه (900 ألف دولار). وحل فيلم "مستر إكس" بطولة الفنان أحمد فهمي في المركز الرابع بشباك التذاكر المصري بموسم عيد الأضحى، وجمع حتى الآن نحو 18 مليون جنيه (600 ألف دولار).

واقع متعثر

وعلى رغم منافسة أربعة أفلام فقط، فإن السينما المصرية حققت انتعاشاً كبيراً وتصل قيمة الإيرادات الكلية إلى نحو 153 مليوناً خلال 10 أيام، وهو أسبوع العيد والإجازات، وهنا يطرح سؤال نفسه: هل تتناسب هذه الإيرادات مع الوضع الاقتصادي المتعثر الذي يمر به المصريون؟ وهل الإيرادات حقيقية أم تتم ترضية بعض النجوم بوضع أرقام كبيرة بحسب ما يردده البعض؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجاب الدفراوي "لا ننكر أن الإيرادات كانت مفاجأة بكل المقاييس وتحطيم فيلم (بيت الروبي) الرقم القياسي خلال أسبوعين هو شيء غير مسبوق بالمرة، والفيلم مرشح بقوة ليدخل ضمن قائمة أفلام الـ100 مليون جنيه (3.26 مليون دولار) التي نافس فيها عدد قليل جداً من الأفلام مثل (كيرة والجن) و(الفيل الأزرق2) و(ولاد رزق 2)".

وأشار الدفراوي إلى أن الإيرادات الأخرى مثل فيلم "تاج" و"البعبع" و"مستر إكس" على رغم تفاوت أرقامها، لكنها جيدة جداً ومفاجئة، بخاصة أنها ستستمر في العرض حتى آخر الصيف بما أن موسم عيد الأضحى السينمائي أصبح أيضاً ضمن موسم الصيف، ولهذا فما زالت الفرصة كبيرة لديها في تحقيق إيرادات ضخمة.

وفسر الموزع السينمائي ضخامة الإيرادات بعدة أسباب أهمها أن عيد الأضحى شهد وجود نجوم شباك من الدرجة الأولى، وأسماؤهم كفيلة بأن تحقق ملايين، موضحاً أن هناك فرقاً كبيراً بين عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث عرضت أفلام بالفطر لنجوم ليسوا في قوة وجماهيرية نجوم الأضحى، ولهذا من الطبيعي أن ترتفع الإيرادات بشكل مفاجئ.

ولفت الدفراوي إلى أن الوضع الاقتصادي في مصر فعلاً صعب، وهناك تضخم وغلاء يعانيهما الجميع، لكن ما زالت السينما هي "الخروجة" الأفضل والأرخص للأسرة المصرية في العيد مقارنة بأي مكان آخر يقصده الناس بهدف التنزه والترفيه، مؤكداً أنه من الطبيعي أيضاً أن تحدث طفرة بالإيرادات بسبب ارتفاع سعر التذاكر عن العام الماضي بنسبة من 10 إلى 30 في المئة، لكن هذا لا يعني أن نرجع كل أسباب النجاح والإيرادات الكبيرة لهذا التفسير، بخاصة أن رفع سعر التذاكر لا يوازي التضخم الذي نعانيه اقتصادياً، فلم تتضاعف أسعار التذاكر، بل زادت بنسبة محدودة جداً.

لا يوجد تلاعب

ونفى الدفراوي ما يتردد حول التلاعب بالإيرادات ووضع أرقام كبيرة لترضية النجوم، وقال "هذا كلام غير صحيح بالمرة، فهناك أدلة ومستندات، وكل سينما ترسل كشفاً تفصيلياً بإيرادات كل فيلم يومياً، وعدد القاعات، ومرات العرض، وكذلك عدد التذاكر المبيعة، وبناءً عليه يتم حساب الإيرادات".

وتابع الموزع السينمائي القول "ذات مرة تم تداول اتهام مثل ذلك، وطلبنا من المشككين الحضور للاطلاع على الكشوف الدقيقة الخاصة بالإيرادات اليومية لكل سينما، وتأكدوا منها بالرجوع لكل سينما منفردة والاطلاع على إيراداتها التفصيلية من مديريها"، مشيراً إلى أن أفلام عيد الأضحى 2023 حققت انتعاشة مالية كبيرة.

واختتم الدفراوي بأن هناك أفلاماً ستطرح على مدار الفترة المقبلة، حيث يتم ضخ أعمال على فترات متقاربة، وسيعرض في شهر يوليو فيلم "البطة الصفراء" لغادة عادل ومحمد عبدالرحمن، وفي أغسطس سينافس محمد هنيدي بفيلم "البريمو"، وآسر ياسين بفيلم "شماريخ"، وكذلك عمرو يوسف بـ"شقو"، ومحمد ممدوح بـ"وش في وش".

موسم الكبار

وعلق المنتج ونائب رئيس غرفة صناعة السينما هشام عبدالخالق على إيرادات موسم عيد الأضحى وعدم تناسبها مع الظروف الاقتصادية بقوله "التضخم ورفع سعر التذكرة السبب الأساس في تحقيق إيرادات قياسية غير مسبوقة، ولو حللنا الأمر بلغة الأرقام سنجد أن عدد التذاكر لم يزد على المواسم الأخرى، بل ارتفع سعر التذكرة ذاتها فحصدت إيرادات أكبر".

وأضاف هشام "السينما تنتعش بشكل حتمي عند وجود نجوم شباك كبار مثل كريم عبدالعزيز وتامر حسني وأحمد فهمي وأمير كرارة، ومن الطبيعي عند مشاركة نجم سينمائي كبير أن تحدث طفرة في الإيرادات بعكس المواسم التي ينافس فيها نجوم صف ثانٍ وليسوا على نفس جماهيرية نجوم الشباك المعروفين".

ليست دلالة

بدورها، أكدت الناقدة الصحافية منى الموجي أن الإيرادات الضخمة ليست بالضرورة مؤشراً إلى انتعاش السينما وجودتها، وكلنا يعلم أن الأسعار مرتفعة بشكل كبير، وهذا أول مبرر منطقي لحصول بعض الأفلام على إيرادات غير مسبوقة.

وتابعت الموجي "لن ننكر أن نجومية بعض أصحاب الأفلام المعروضة وجماهيريتهم سبب كبير في احتلال المراكز الأولى، لكن إيرادات أفلام العيد قد لا تعكس جودة العمل، فمثلاً فيلم (بيت الروبي) ليس من أفضل أفلام كريم عبدالعزيز، بل متواضع فنياً، وكذلك فيلم (تاج) لتامر حسني، ومع ذلك هما في مقدمة الإيرادات المليونية، بينما فيلم (مستر إكس) لأحمد فهمي هو أفضل فيلم في الموسم، ولكنه الرابع في ترتيب الإيرادات، وأتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً إذا حصل على فرصته كاملة بعدد نسخ مساوٍ للأفلام الأخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون