Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدانة سباق فرنسا للدراجات بسبب طوفان من 15 مليون قطعة بلاستيك

منظمّات تتحدث عن حالة طوارئ بيئية تستلزم تحركا

استغلت شركات كثيرة سباق فرنسا للدراجات في الترويج لمنتجاتها رغم المخلفات البلاستيكية الضخمة التي تخلفها الفعالية (رويترز)

فضلاً عن مشاركة نحو 200 من راكبي الدراجات الهوائية المحترفين، يتضمّن "سباق فرنسا الدولي للدراجات الهوائية" ("تور دو فرانس") أيضاً قافلةً ضخمة من الحافلات التابعة للشركات الراعية تقطعُ سباق الـ 3000 كيلومتر برمّته.

خلال السباق الذي يستغرق ثلاثة أسابيع، يتولّى سيل من شاحنات مفتوحة تسير على طول كيلومترات عدة تسلية الحشود يومياً، ويغدق بملايين وملايين الهدايا المجانية على الجماهير، قبل وصول المتسابقين أنفسهم. في المقابل، أدانت المنظمات البيئية الكميات الهائلة من البلاستيك الذي تخلّفه تلك التظاهرة الرياضية السنوية.

في الواقع، ثمة مجموعة واسعة المنتجات الاستهلاكية غير الأساسية التي يفيض بها السباق، إذ ترمي الشركات للجمهور عبوات المياه، وحمالات المفاتيح، وقبعات الدراجات، ومعاطف المطر البلاستيكية، وحقائب الخصر، وأساور المعصم، والشارات، ولُعب الأطفال، فضلاً عن البسكويت، والحلويات، وحتى عينات من مسحوق الغسيل... ومعظمها مصنوع من البلاستيك أو موضوع في أغلفة بلاستيكية.

ومثلاً، تقدِّم إحدى الشركات وتدعى "كوشونو"، حوالي سبعة أطنان من النقانق الصغيرة المغلفة بالبلاستيك وأكثر من 100 ألف قبعة شمسية خلال السباق.

وفيما يحضر معلنون كثر كأعضاء دائمين في قافلة السباق الذي يُعتبر فرصة تسويقية مهمة للشركات، ثمة معلنون آخرون من بينهم شركات "بيك" لأقلام الحبر الجافة، و"سان ميشال" للبسكويت، و"كونتيننتال" لتصنيع الإطارات.

من ناحية اخرى، يرى منظمو السباق إن 15 مليون لعبة مجانية ستكون حصيلة الهدايا توزّع على الجمهور مع انتهاء ذلك السباق، مع وصول الدراجات المتسابقة إلى جادة الشانزليزيه الباريسية في 28 يوليو 2019.

وكذلك يوضح المنظمون أن ذلك العدد انخفض من 18 مليون لعبة قبل بضع سنوات، فيما يصرّ دعاة حماية البيئة على ضرورة أن يبذل "طواف فرنسا للدراجات الهوائية" جهوداً أكبر في سبيل الحدّ من تلك النفايات البلاستيكية.

في ذلك السياق، ذكر فرانسوا ميشال لامبرت السياسي الفرنسي في تصريح إلى وكالة "رويترز" للأنباء، أنه "لا بدّ من إعادة التفكير في منح تلك الهدايا، وحالة الطوارئ التي تعانيها البيئة تتطلّب اتّخاذ إجراءات إضافية في ذلك المجال".

تذكيراً، يندرج لامبرت ضمن 30 مشرِّعاً تآزروا مع ست منظمات خيرية من بينها "زيرو وايست فرانس" ومؤسّسة "سورفرايدر" الأوروبية، فيس كتابة رسالة مفتوحة إلى منظمي السباق طالبوا فيها باتخاذ إجراءات للحدّ من المواد البلاستيكية التي يخلّفها".

رداً على ذلك، كتب كريستيان برودوم مدير السباق في رسالة نشرتها صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية، أنه كان على الرعاة التعهّد بالحدّ من البلاستيك في السباق الحالي، موضحاً أن منتجات مثل القبعات والقمصان توزّع من دون غلاف بلاستيكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، أخبر جوليان كيربي، أحد النشطاء ضدّ استخدام البلاستيك في منظمة "فرندز أوف إيرث" (= "أصدقاء الأرض")، صحيفة "الاندبندنت" أن "الرياضة لها تأثير إيجابي مهم، لكن من العار أن تترافق أكوام من نفايات البلاستيك مع مناسبات رياضية كبرى مثل سباق فرنسا للدراجات الهوائية... يتوجّب على المنظمين اتخاذ إجراءات صارمة بشأن بصمة التلوث التي تنتج من الهدايا البلاستيكية المجانية".

وفي معرض الحديث نفسه، ذكر كيربي أن شركة "إنيوس" للبتروكيماويات انضمت أخيراً إلى الشركات الراعية لفريق ركوب الدراجات في السباق، موضحاً أنها تنتج كمية ضخمة من البلاستيك.

كذلك أشار كيربي إلى أن "الوقت قد حان لوضع حدّ لاحتكار مصنِّعي البلاستيك رعاية السباق. ولا يمكن أن نتجاهل حقيقة تلميع صورة "إنيوس" في سباق العام الحالي كشركة راعية لأحد أكبر الفرق، علماً أنها تنتج كميات هائلة من البلاستيك سنوياً في الوقت نفسه، وتتطلع إلى زيادة إنتاجها"، بحسب تعبيره.

في السياق نفسه، زارت أميليا وماك، نائبة زعيم "حزب الخضر" في بريطانيا، ملعب "لوردز كريكيت" للاطلاع على التدابير البيئية التي يتّخذها. ونقلت وماك إلى  صحيفة "الاندبندنت" قناعتها بأنه يتوجّب على "منظمي مسابقات الألعاب الرياضية مثل "طواف فرنسا للدراجات الهوائية"، رفع مستوى جهودهم لضمان عدم إضافة مزيد من البلاستيك غير الضروري إلى عالمنا المختنق بنفايات البلاستيك أصلاً". وأضافت، "ثمة تعطّش واسع للعمل من أجل سلامة البيئة، وأن الجمهور يضغط على الشركات المصنعة للبلاستيك كي تتحرك... ولكن يجب أن ينصبّ تركيزنا، على الشركات الراعية التي تسهم في التلوث، وليس على الهيئات الرياضية التي من بينها منظمو سباق طواف فرنسا... وتستفيد الشركات من توزيع المنتجات البلاستيكية مجاناً، لكننا جميعاً ندفع الثمن عبر الاضطرار إلى تنظيف النفايات ومكابدة الأضرار الذي يلحقه البلاستيك بالطبيعة في عالمنا".

وأضافت، "يدعو "حزب الخضر" إلى فرض حظر على جميع المنتجات البلاستيكية غير الضرورية ذات الاستخدام الأحادي المنتشرة في المتاجر التي يحتضنها الشارع الرئيس (وعلى طرق الدراجات)... نحن ننتظر غالباً أن يتّخذ المستهلكون الأفراد إجراءات من أجل خير البيئة، لكنهم ليسوا المشكلة، بل الشركات التي تستفيد من منتجاتها"

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة