ملخص
يروج في وسائط التواصل الاجتماعي شريط عن ثلاثة أسود منفلتة في شوارع باريس ليلاً. ولا يتعدى الأمر كونه شريطاً مزيفاً يدور في الفضاء السيبراني منذ عام 2020.
كأنما لم يكف فرنسا معاناة كل ذلك الاضطراب الهائل في شوارعها ومجتمعاتها، فجاء ذلك التناقل المفاجئ لشريط عفا عليه الزمن عن ثلاثة أسود هائمة في شوارع باريس كي يزيد القلق بين ناسها. ومنذ عام 2020، يعرف جمهور الفضاء الافتراضي جيداً أن لا أسود منفلتة تتجول في شوارع عاصمة النور، والشريط الذي جرى تداوله آنذاك، في عز أزمة قيود كورونا، لم يكن سوى فبركة محضة.
واليوم، نبه موقع "يورو. إيزورو. كوم" euro.eseuro.com إلى شريط يجري تداوله على منصات التواصل الاجتماعي مع عبارة "لعلهم أفلتوا 3 أسود من حديقة حيوانات باريس، خلال أعمال الشغب هذه الليلة في باريس"، في إشارة إلى الحوادث التي اجتاحت شوارع باريس ومدناً فرنسية أخرى عقب مقتل الشاب نائل (17 سنة) على يد ضابط شرطة عند نقطة تفتيش في ضاحية نانتير القريبة من العاصمة الفرنسية.
وشدد الموقع نفسه أيضاً على أن الشريط متداول منذ 2020. وآنذاك، أكدت إدارة حديقة الحيوانات في باريس أن لا أسود أفلتت من أقفاصها في تلك الحديقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التفاصيل، يظهر الشريط ما يدعي بأنه مواطن يعمد إلى تصوير الشوارع الفارغة ليلاً في باريس، ثم تلتقط عدسته ما يفترض أنه ثلاثة أسود هائمة على وجهها في شوارع مدينة الأنوار. ويكفي استخدام البحث العكسي على محرك "غوغل"، كي يتضح أن الشريط مصور في ضاحية "سان ديني لي بون" القديمة التي باتت الآن جزءاً من "سان ديني لانيراي". في المقابل، لم يتمكن الموقع من الحصول على تأكيد فعلي مستقل عن تصوير الشريط في تلك الضاحية الباريسية بالذات.
وفي عام 2020، حينما وصلت إجراءات العزل الاجتماعي الصارم للوقاية من كورونا إلى ذروتها في مدن عالمية كثيرة، صورت كاميرات وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك الرقمي، مشهديات عن خلو الشوارع غير المألوف من البشر ومظاهر الحياة اليومية.
في السياق نفسه، تواصل الموقع مع حديقة حيوانات باريس التي نفت بحسم هرب أي أسود إلى خارج أسوارها، بل إن أياً منها لم يتعد الأقفاص المقفلة عليها.
وبالنتيجة، أكد موقع "يورو. إيزورو. كوم" أن الشريط عن ثلاثة أسود منفلتة في ليل شوارع باريس، ليس سوى تزييف كبير.