Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 تحولات الاقتصاد العالمي تتصدر منتدى "دافوس الصيفي" في الصين

المشاركون يؤكدون أهمية تأمين سلاسل الإمداد لتعزيز الانتعاش الاقتصادي

حجم التجارة الثنائية بين السعودية والصين بلغ 116 مليار دولار في عام 2022 (أ ب)

ملخص

430 مليار دولار إجمالي حركة التجارة بين العالم العربي والصين العام الماضي

في أول تجمع حضوري لمنتدى الاقتصاد العالمي في الصين منذ 2019، انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات الاجتماع السنوي الـ14 لـ"الأبطال الجدد"، المعروف أيضاً باسم منتدى دافوس الصيفي في مدينة تيانجين الصينية بحضور أكثر من 1500 من قادة العالم من قطاع الأعمال والحكومات والمجتمع المدني في وقت يمر فيه انتعاش الاقتصاد العالمي بظروف حرجة.

يستمر المنتدى على مدى ثلاثة أيام حتى 29 يونيو (حزيران) الجاري ويعقد تحت عنوان "ريادة الأعمال... القوة الدافعة للاقتصاد العالمي"، ومن المتوقع أن يعزز التعددية والتعاون في عالم يسوده التشرذم.

يتضمن المنتدى السنوي، الذي افتتحه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ ستة محاور أساسية: إعادة النمو الاقتصادي، والصين في السياق العالمي، وانتقال الطاقة، وحماية الطبيعة والمناخ، والمستهلكون في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، ونشر الابتكار.

وسيتناول المشاركون كيفية التعامل مع التحديات العالمية وتسريع التقدم في الأهداف المشتركة المهمة، وتشمل موضوعات المنتدى التحول إلى الطاقة المستدامة وحماية الطبيعة والمناخ.

وكتب المنتدى الاقتصادي العالمي على موقعه على الإنترنت أن الاقتصاد العالمي يمر بلحظة تحول محورية. علاوة على ذلك سيتم إطلاق أو دفع أكثر من 25 مبادرة وتحالفاً في الاجتماع، بحسب ما أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي.

الحواجز الاقتصادية ستقود إلى صدام

من جهته حذر رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، خلال كلمته في المنتدى من أن محاولات الحكومات تسييس اقتصاداتها لن تسفر سوى عن حالة "تشظ" عالمية، في الوقت الذي تقلص فيه الولايات المتحدة وأوروبا الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية.

وقال تشيانغ "الحواجز الخفية التي وضعها بعض الأشخاص في الأعوام الأخيرة منتشرة وتدفع العالم إلى التشرذم، وقد تصل حتى إلى الصدام".

وأضاف تشيانغ وهو ثاني أكبر مسؤول بالحكومة الصينية "يجب أن نقاوم تسييس القضايا الاقتصادية، وأن نعمل معاً للحفاظ على سلاسل التوريد والسلاسل الصناعية العالمية مستقرة وتعمل بسلاسة وآمنة".

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الصيني في وقت تواصل فيه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، العمل على أمر تنفيذي سينظم وربما سيقطع بعض الاستثمارات الأميركية عن الصين، بحسب أشخاص على دراية بالخطط.

وعلى رغم أن الحرب الروسية في أوكرانيا أشعلت محاولة انتفاضة عسكرية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنها ألقت بمزيد من الشكوك إزاء الاستقرار المستقبلي لأسواق الطاقة العالمية.

تعزيز التعددية والتعاون بين الحكومات

بدوره قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ بريندي إنه من المتوقع أن يعزز المنتدى التعددية والتعاون بين الحكومات في عالم يسوده التشرذم.

وأضاف بريندي في مقابلة أجريت معه أخيراً "سعيد بالعودة إلى الصين وتيانجين مع (دافوس الصيفي)... لقد قوبل ذلك بترحيب شديد من قبل شركائنا والحكومات".

وتابع "سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف يمكننا استعادة النمو وبناء الثقة في عالم منقسم. الشغف التجاري الذي رأيناه بالقمة يظهر أن هناك اهتماماً كبيراً بالفرص في الصين في سياق ما بعد كوفيد". 

وقال بريندي "بما أننا نعيش في عالم ممزق ومشرذم فإن المنتدى الاقتصادي العالمي يعتقد أن القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون".

وأضاف "سنحاول بناء اجتماعنا بروح خطاب الرئيس الصيني شي في دافوس عام 2017 عندما أكد بقوة أهمية التعددية والعمل معاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد بريندي على أن "الاقتصاد الصيني مهم للغاية بالنسبة إلى بكين والعالم أيضاً"، مضيفاً أن "الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ونحو 30 في المئة من النمو العالمي يعتمد على نجاح الاقتصاد الصيني".

وأشار بريندي إلى أن "بكين تتخذ عديداً من الخطوات الصحيحة لدعم النمو. على المدى المتوسط أنا متفائل في شأن النمو الصيني، ومتفائل للغاية على المدى الطويل".

وأضاف رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي "على مدى العقد الماضي برزت ريادة الصين في عديد من مجالات التكنولوجيا، مثل القطارات فائقة السرعة ومصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية".

وتابع "لقد شهدنا أيضاً كثيراً من الشركات الناشئة في الصين". وأشار إلى أنه "سيكون من الرائع أن نسمع من هذه المجتمعات الناشئة حول كيفية تكوين شراكات بين الشركات الصينية والعالمية".

وقال بريندي "نركز كثيراً على تغير المناخ والتخفيف من آثاره والتقنيات الجديدة"، موضحاً أن "المنتدى الاقتصادي العالمي شكل أيضاً تحالفاً من الشركات والحكومات يبحث في كيفية التأكد من أن هذه التقنيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي تعمل لصالح البشرية". 

مشاركة السعودية

وتشارك السعودية بوفد كبير في فاعليات "منتدى دافوس الصيفي" هذا الأسبوع في الصين، إذ تعمق بكين تعاونها مع الشرق الأوسط لإعادة تنشيط ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد ثلاث سنوات من الإغلاق بسبب وباء "كوفيد-19".

وسيحضر الوفد السعودي المؤلف من 24 شخصاً، والذي يضم ستة وزراء ونواب وزراء برئاسة كل من وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبدالله السواحة.

وتعتبر السعودية هي أكبر مورد للنفط إلى الصين، وبكين هي الشريك التجاري الأول للرياض، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية 116 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعاً من 87 مليار دولار في العام السابق.

وتحرص السعودية على تعزيز العلاقات الثنائية مع بكين لتنويع اقتصادها وجذب استثمارات بعيداً من قطاعات النفط والتكرير والاتصالات، وذلك في قطاعات مثل الصلب ومنصات الإنترنت وألعاب الفيديو والسياحة، كما تعمل على تنويع الاقتصاد المحلي، وتعزيز مجالات مثل الصحة والبنية التحتية والاقتصاد الرقمي والسياحة في إطار "رؤية 2030".

وتوجد في السعودية بعض كبرى الشركات الصينية مثل "بترو تشاينا" ومجموعة "هواوي"، وتعززت العلاقات مع الصين من خلال زيارة قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ للعاصمة السعودية الرياض في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022، فيما توافد رجال أعمال صينيين إلى منتدى الأعمال العربي الصيني هذا الشهر الرياض.

ويتزامن الحدث مع تنام مشهود في حركة التجارة بين العالم العربي والصين، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 430 مليار دولار أميركي في العام الماضي، منها أكثر من 106 مليارات دولار بين الصين والسعودية، بمعدل نمو بلغ 30 في المئة بالمقارنة بعام 2021، وشهد مؤتمر الأعمال العربي الصيني توقيع اتفاقيات بقيمة إجمالية تزيد على 10 مليارات دولار.

وتوصل الجانبان العربي والصيني في ختام الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني إلى "إعلان الرياض" والذي تضمن تسعة بنود رئيسة، شملت تعزيز الشراكات الاقتصادية، واستكشاف فرص جديدة للتعاون، ودعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتبادل البحوث والابتكارات العلمية، وتنظيم برامج التأهيل والتدريب لتعزيز رأس المال البشري، وتفعيل التعاون لتحقيق استقرار السوق، والتصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وتعظيم مصادر الطاقة المتجددة.

اقرأ المزيد