Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يشيد بأركان حربه ويخير مقاتلي "فاغنر" بين العودة إلى عائلاتهم أو الذهاب إلى بيلاروس

بريغوجين يخرج عن "صمت التمرد" بتسجيل صوتي مدته 11 دقيقة

ملخص

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أول بيان منذ التمرد المسلح لكنه تجاهل الحديث عن مصير قائد "فاغنر"

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين أنه أعطى أوامر بـ"تجنب إراقة الدماء" بخلاف ما كان يرغب به الغرب وأوكرانيا لدى تمرد مجموعة فاغنر، على حد قوله، بينما أثنى على "وطنية" الروس.
وقال بوتين في خطاب متلفز "منذ بدء الأحداث، اتُّخذت إجراءات بناء على توجيهاتي المباشرة لتجنب إراقة كبيرة للدماء"، مشيراً إلى أن الغرب وأوكرانيا أرادا حدوث "اقتتال بين الأشقاء".
وشكر الروس على "صمودهم ووحدتهم ووطنيتهم" التي أظهرت أن "أي ابتزاز وأي محاولة لإثارة اضطرابات داخلية محكوم عليها بالفشل".
أما بالنسبة لمقاتلي فاغنر، فعرض عليهم توقيع عقد مع الجيش النظامي أو "العودة إلى عائلاتهم" أو "الذهاب إلى بيلاروس"، وهي دولة حليفة يفترض أن يتوجه إليها رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين وفق الكرملين.
واتهم بوتين مجدداً رئيس فاغنر، من دون أن يسميه، بأنه "خان بلده وشعبه" و"كذب" على مقاتليه.
وشدد الرئيس الروسي على "الشجاعة ونكران الذات اللتان أظهرهما الطيارون الأبطال الذين سقطوا في المعركة"، بينما لم يصدر الكرملين إعلاناً رسمياً بشأن الطائرات التي قالت فاغنر إنها أسقطتها خلال مسيرتها نحو موسكو.
وتابع "الغالبية العظمى من مقاتلي وقادة مجموعة فاغنر هم أيضاً روس وطنيون مخلصون لشعبهم وللدولة. لقد أثبتوا ذلك من خلال شجاعتهم في ساحة المعركة".
كما شكر الرئيس الروسي كبار المسؤولين الأمنيين على جهودهم خلال التمرد المسلح في مستهل اجتماع معهم بثّ التلفزيون الرسمي جزءاً منه.
وقال بوتين خلال الاجتماع "جمعتكم لأشكركم على العمل المنجز خلال هذه الأيام القليلة ولمناقشة الوضع". ومن بين المشاركين في الاجتماع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس أركان الجيش فاليري غيراسيموف، أبرز خصمين لبريغوجين.

تسجيل صوتي

وكان رئيس مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية يفغيني بريغوجين أعلن في وقت سابق اليوم الإثنين في أول تسجيل صوتي له منذ انتهاء التمرد مساء السبت، أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي كان وسيطاً بين الكرملين والمجموعة "اقترح حلولاً لإفساح المجال أمام ’فاغنر‘ لمواصلة نشاطها".
وقال بريغوجين إن "لوكاشنكو مد اليد وعرض إيجاد حلول من أجل مواصلة أعمال مجموعة ’فاغنر‘ بطريقة شرعية"، معتبراً أن الهدف الفعلي للتمرد المسلح كان إنقاذ "فاغنر" التي كانت مهددة بنظره بالتفكيك من قبل السلطات.

احتجاج وكشف الخلل

ولفت بريغوجين في التسجيل الذي بلغت مدته 11 دقيقة ولم يكشف فيه عن مكان وجوده، إلى أن تمرده كان يهدف إلى إنقاذ مجموعته وليس الإطاحة بالنظام الروسي، وقال "ذهبنا للاحتجاج وليس للإطاحة بالسلطة في البلد".
وأكد بريغوجين أن رجاله لقوا تأييداً من سكان البلدات التي عبروها خلال فترة التمرد في روسيا، وقال إن "المدنيين كانوا يستقبلوننا بأعلام روسية وشعارات ’فاغنر‘ وكانوا سعداء حين وصلنا ومررنا إلى جانبهم"، معتبراً أن تقدم مجموعته نحو موسكو قبل يومين كشف "مشكلات خطيرة في الأمن" داخل روسيا، مؤكداً أن رجاله قطعوا مسافة 780 كيلومتراً من دون أن يواجهوا أي مقاومة تذكر، وقال إن "المسيرة كشفت عن مشكلات خطرة في الأمن داخل هذا البلد".

توضيح أميركي

وفي المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الإثنين إن السفيرة الأميركية لدى موسكو لين ترايسي "أعطت إشارات" على أن الولايات المتحدة ليست متورطة في تمرد مجموعة "فاغنر"، وأنها تأمل في سلامة الترسانة النووية الروسية، بحسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
كما نقل لافروف عن السفيرة الأميركية قولها إن تمرد "فاغنر" شأن روسي داخلي.
وأكد لافروف أن "فاغنر" ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، مشدداً على أن تمرد قائدها الذي أنهي بنهاية الأسبوع لن يؤثر في علاقات موسكو مع حلفائها.
وقال لافروف خلال مقابلة أجرتها معه قناة "آر تي" الروسية إن "عناصر ’فاغنر‘ يعملون هناك بصفة مدربين، و بالطبع سيتواصل هذا العمل"، مضيفاً "يتلقى الرئيس بوتين اتصالات من شركاء أجانب عدة للتعبير عن تأييدهم" له.
وأضاف "مع الشركاء والأصدقاء كلا (لا يغير ذلك شيئاً)، أما مع بلدان أخرى فبصراحة لا أكترث لذلك، فالعلاقات مع الغرب بمجمله مدمرة".
واعتبر لافروف أن أوروبا وفرنسا "بتخليهما عن جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي" دفعتا بهذين البلدين إلى الانفتاح على روسيا ومجموعة ’فاغنر‘ للحصول منها على مدربين عسكريين و"ضمان أمن قادتهما".

إعادة ترتيب

وبدت تصريحات لرئيس الوزراء الروسي هنا وتحركات لوزير الدفاع على الجبهة هناك جميعاً، محاولة لإعادة ترتيب البيت من الداخل غلفها الرئيس فلاديمير بوتين برسالة طمأنة إلى شعبه عبر موقع الكرملين.

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين تحدث خلال اجتماع حكومي متلفز، اليوم الإثنين، عن أن بلاده واجهت "تحدياً لاستقرارها"، مضيفاً أنه يجب على البلاد أن تظل متحدة وراء الرئيس بوتين، وفقاً لـ"رويترز".

وسبقت تصريحات ميشوستين تحركات على الأرض لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، متفقداً القوات الروسية في أوكرانيا في أول ظهور علني له بعد تمرد مجموعة "فاغنر" المسلحة على القيادة العسكرية في موسكو.

وما بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بياناً عبر موقع الكرملين على الإنترنت، هو أول بيان له منذ التمرد المسلح، وهنأ فيه المشاركين في منتدى صناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أنه لم يتضح على الفور توقيت أو مكان تسجيل بيان بوتين، فإنه بدا رسالة طمأنة للروس بعد انتهاء أزمة التمرد المسلح. وسبق أن ألقى بوتين خطاباً وطنياً للشعب الروسي، أول من أمس السبت، ندد فيه بتمرد "فاغنر" ووصفه بأنه "طعنة في الظهر" وتعهد بسحقه.

ولم يعلق بوتين علناً على الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه في وقت متأخر قبل يومين، والذي يبدو أنه نزع فتيل الأزمة وجنب البلاد إراقة دماء محتملة من خلال السماح لعناصر "فاغنر" بالعودة إلى قواعدهم وانتقال زعيمهم يفغيني بريغوجين إلى بيلاروس.

مصير بريغوجين

وكالات الأنباء الروسية بدورها قالت إن قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين لا يزال خاضعاً لتحقيق جنائي بسبب تمرده خلال عطلة نهاية الأسبوع، على رغم إعلان الكرملين اتفاقاً ينص على إسقاط الملاحقات في حقه.

وقال مصدر في النيابة العامة الروسية، أوردت كلامه وكالات الأنباء الروسية الرئيسة الثلاث (تاس ووكالة الإعلام الروسية وإنترفاكس) "القضية لم تطوَ والتحقيق متواصل".

وكان الكرملين أفاد مساء أول من أمس السبت أن بريغوجين الذي يطاوله تحقيق بشبهة "الدعوة إلى تمرد مسلح" قد ينتقل إلى بيلاروس من دون أن يلاحق قضائياً بعد انتهاء التمرد الذي استمر 24 ساعة.

وبموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو نزع فتيل الأزمة، فيما قال الكرملين إنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين ونقله إلى بيلاروس، موضحاً أن عناصر "فاغنر" سيعودون إلى المعسكرات ولن يواجهوا أي إجراء قانوني.

ومع ذلك قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن القضية الجنائية لا تزال مفتوحة، وإن جهاز الأمن الاتحادي يواصل التحقيق فيها. ونقلت عن مصدر لم تكشف عنه قوله إن الوقت لم يكن كافياً لإغلاق القضية.

ونقلت "تاس" عن مصدر مقرب من مكتب المدعي العام القول "القضية الجنائية ضد بريغوجين لم تتوقف... التحقيق مستمر".

وتتراوح عقوبة السجن بموجب القانون الروسي في حالة الإدانة بمثل هذه التهمة بين 12 و20 سنة، لكن بريغوجين، الذي لم يظهر علناً منذ مغادرة روستوف قبل يومين، لم يعلق على الاتفاق، نافياً أنه قاد تمرداً.

وشن بريغوجين، الذي كان ذات يوم حليفاً مقرباً لبوتين وقادت مجموعته "فاغنر" معظم القتال في أوكرانيا، التمرد الجمعة بعد أن قال إن الجيش الروسي قتل بعض عناصر مجموعته في ضربة جوية، ونفت وزارة الدفاع هذا الاتهام.

سيناريوهات سوناك

وفي السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن لندن مستعدة لمجموعة من السيناريوهات في روسيا، مشيراً إلى التأثير المزعزع للاستقرار المحتمل للتوترات بين مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال سوناك للصحافيين "من السابق لأوانه أن نجزم بما قد ينتج من ذلك من عواقب، لكننا بالطبع مستعدون كما كنا دائماً لمجموعة من السيناريوهات".

كانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، قالت اليوم الإثنين، إن أوكرانيا استعادت نحو 130 كيلومتراً مربعاً من القوات الروسية على طول خط الجبهة الجنوبي منذ بدء الهجوم المضاد. أضافت ماليار للإذاعة الرسمية "لم تطرأ تغييرات كبيرة على الوضع في الجنوب خلال الأسبوع الماضي". وتابعت أن الجزء الشرقي من الجبهة، الذي يشمل اتجاهات ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا، شهد 250 اشتباكاً قتالياً خلال الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تكشف عنه أن السفارة الأميركية في روسيا تواصلت مع وزارة الخارجية الروسية لمناقشة الوضع الأمني بعد تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة بقيادة رئيسها يفغيني بريغوجين.

في الأثناء، قال رئيس بلدية العاصمة الروسية موسكو سيرغي سوبيانين إنه رفع قيود مكافحة الإرهاب التي فرضت في المدينة خلال أحداث السبت التي وصفتها السلطات بأنها تمرد مسلح قامت به "فاغنر"، وجاء ذلك في بيان نشره سوبيانين على تطبيق "تيليغرام".

وعلى نحو منفصل قالت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية إن الوضع في البلاد "مستقر".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن تمرد مجموعة "فاغنر" العكسرية الروسية الخاصة يظهر أن موسكو ارتكبت خطأً استراتيجياً بشنها حرباً على أوكرانيا، وقال للصحافيين خلال زيارة إلى عاصمة ليتوانيا "الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع هي شأن روسي داخلي، وهي دليل آخر على الخطأ الاستراتيجي الكبير الذي اقترفه الرئيس (فلاديمير) بوتين بضمه غير القانوني لشبه جزيرة القرم والحرب ضد أوكرانيا"، وأضاف "بينما تواصل روسيا هجومها، من المهم أن نواصل دعمنا لأوكرانيا".

إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التمرد الفاشل الذي قامت به "فاغنر" كشف تصدعات في قوة موسكو العسكرية بسبب حربها على أوكرانيا، وأضاف في تصريحات للصحافيين في لوكسمبورغ قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن "النظام السياسي يعاني من نقاط ضعف والقوة العسكرية تتصدع"، وقال بوريل "ليس من الجيد أن نرى أن قوة نووية مثل روسيا يمكن أن تدخل مرحلة من عدم الاستقرار السياسي"، وتابع أن هذه هي اللحظة المناسبة للاتحاد الأوروبي لمواصلة دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى و"الوحش الذي خلقه بوتين مع فاغنر، الوحش يقضمه الآن، الوحش يتصرف ضد صانعه".

وتضرر نحو 19 منزلاً وأكثر من 10 آلاف متر مربع من الطرق خلال التمرد المسلح الذي نفذته "فاغنر" في روسيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في أول تقييم جزئي لهذه الأحداث التي هزت السلطة الروسية.

وفي منطقة فورونيج المتاخمة لأوكرانيا حيث مرت قوات "فاغنر" خلال تقدمها نحو العاصمة الروسية، قال رئيس مقاطعة بافلوفسكي على "تيليغرام" إن "19 منزلاً تضرر في القرية"، وأوضح أن هذه الأضرار وقعت "في أعقاب اشتباك دار بالقرب من إليزافيتوفكا، في مقاطعة بافلوفسكي، في 24 يونيو (حزيران)، عندما عبر رتل من مجموعة فاغنر منطقتنا".

وبذلك يكون المسؤول المحلي قد أكد حدوث مواجهة بين هذه القوات في المنطقة والجيش الروسي، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول الاشتباكات.

وفي روستوف، حيث سيطرت مجموعة "فاغنر" على مقر قيادة عسكري في وسط المدينة، السبت، تضرر "أكثر من 10 آلاف متر مربع من الطرق"، بحسب رئيس البلدية أليكسي لوغفينينكو.

وسط هذه الأجواء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف إنهما أجريا سلسلة من الاتصالات مع حلفاء كييف، أمس الأحد، لمناقشة "ضعف" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والخطوات الهجومية المضادة المقبلة لأوكرانيا.

وذكر زيلينسكي بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن "ناقشنا مسار الأعمال القتالية والأحداث الجارية في روسيا. يتعين على العالم الضغط على روسيا لحين استعادة النظام الدولي".

أضاف زيلينسكي أنه ناقش مع بايدن توسيع التعاون الدفاعي مع التركيز على الأسلحة البعيدة المدى والتنسيق قبل قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس (ليتوانيا)، الشهر المقبل، والاستعدادات "لقمة السلام العالمي" التي روج لها، ونقل البيان عن زيلينسكي قوله "أحداث الأمس كشفت عن ضعف نظام بوتين".

وقال زيلينسكي أيضاً إنه أبلغ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في اتصال هاتفي عن "الوضع الخطر" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الأوكراني إنه ناقش مع نظيره الأميركي لويد أوستن الهجوم المضاد لأوكرانيا والخطوات التالية لتعزيز القوات، وكتب ريزنيكوف على "تويتر"، "الأمور تسير في الاتجاه الصحيح".

المزيد من دوليات