Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستوطنون يحرقون عشرات المنازل والمركبات شمال رام الله

أكثر من 300 اعتداء خلال أقل من 24 ساعة ومقتل شاب ومحاولة لإشعال مسجد

ملخص

في معظم الحالات فإن المستوطنين المتورطين في الاعتداءات على الفلسطينيين يفلتون من العقاب على رغم كثرة الشكاوى المقدمة من الفلسطينيين ضده".

لم يهدأ المستوطنون الإسرائيليون منذ مقتل أربعة أشخاص منهم أمس الثلاثاء في هجوم مسلح شمال رام الله ووصلوا الليل بالنهار في هجومهم على القرى الفلسطينية المجاورة لمكان الحادثة التي تعتبر الأعنف منذ أشهر.

ومنذ عصر أمس سارع المستوطنون إلى الهجوم على منازل وممتلكات الفلسطينيين في قرى شمال رام الله وجنوب نابلس في ما أصبح نهجاً عقب كل هجوم فلسطيني.

وخلال أقل من 24 ساعة أحصى الفلسطينيون أكثر من 300 اعتداء من عمليات حرق منازل ومركبات وأراضٍ زراعية وتخريب ممتلكات، لكن أبرز تلك الهجمات كان في قرية ترمسعيا الهادئة شمال رام الله، حيث أحرق المستوطنون 30 منزلاً وأكثر من 60 مركبة.

مقتل شاب فلسطيني

وتسبب هجوم المستوطنين في مقتل شاب فلسطيني يدعى عمر قطين وإصابة 12 آخرين بعضهم بجروح خطرة برصاص المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

وفي مجموعات تتكون الواحدة من نحو 40 شخصاً، هاجم 300 مستوطن بأسلحتهم القرية من جهتها الشمالية القريبة من مستوطنة شيلو الإسرائيلية.

ومع أن اعتداء مئات المستوطنين على القرية كان في غياب الجيش الإسرائيلي، إلا أن الأخير حضر بعد وقت قصير ومنع وصول مركبات الإسعاف والإطفاء بحسب شهود عيان تحدثت إليهم "اندبندنت عربية".

"تحولت إلى محرقة"

"تحولت القرية إلى محرقة" روى محمد سليمان في تصريح خاص ما حصل بالقرية، مشيراً إلى أن المستوطنين أحرقوا منزل شقيقه المقيم في أميركا وكسروا زجاج منزل والدته العجوز.

وأضاف أن عشرات المستوطنين هاجموا القرية من جهتها الشمالية على غير العادة، إذ إنهم كانوا على الدوام يحرقون المحاصيل الزراعية في شرق القرية الواقعة على الطريق بين رام الله ونابلس.

وأوضح أن أربعة منازل مجاورة لمنزل شقيقه أحرقها المستوطنون، لكنه قال إن ذلك "لا يذكر مقارنة باستشهاد الشاب عمر".

محاولة إحراق مسجد

"لولا وجود الشبان من ترمسعيا والقرى المجاورة لها لكانت حصلت مجزرة"، يروي شاهد عيان لـ"اندبندنت عربية" تفاصيل هجوم المستوطنين، مشيراً إلى أن الشبان أحبطوا محاولة المستوطنين الوصول إلى مسجد القرية لإحراقه.

وأوضح أن قوات الجيش الإسرائيلي "قتلت برصاصها الشاب عمر بينما كانت توفر الحماية للمستوطنين خلال هجومهم على القرية".

واتهم رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب الجيش الإسرائيلي "بالشراكة والتواطؤ مع المستوطنين في هجومهم على القرية"، مشيراً إلى صعوبة تقدير الخسائر التي لحقت بالأهالي الذين يعيش جزء كبير منهم في الولايات المتحدة الأميركية.

إدانة إسرائيلية

وفي رده على ذلك، دان الجيش الإسرائيلي "حوادث العنف الخطرة في ترمسعيا" وقال إنها "تمنعه من القيام بمهماته الأساسية وهي حماية أمن مواطني إسرائيل ومنع الإرهاب".

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل "دولة قانون" وأنه "لن يقبل بأعمال الشغب في الضفة الغربية"، في إشارة إلى هجوم المستوطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد نتنياهو أنه يقدم "الدعم الكامل للشرطة الإسرائيلية وقوات الأمن في عملها لاستعادة القانون والنظام".

لكن المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عليما أشار إلى أن الجيش "يعمل على توفير الحماية للمستوطنين الإسرائيليين فقط، على رغم أنه ملزم وفق القانون الدولي توفير الحماية لجميع المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يرى أنه "ملزم توفير الحماية للمستوطنين"، لافتاً إلى أن المعطيات والحقائق تؤكد ذلك، وأردف أن الفلسطينيين "يكونون في العادة بين مطرقة الجيش الإسرائيلي وسندان المستوطنين".

الإفلات من العقاب

وأضاف عليما أنه في "معظم الحالات فإن المستوطنين المتورطين في الاعتداءات على الفلسطينيين يفلتون من العقاب على رغم كثرة الشكاوى المقدمة من الفلسطينيين ضدهم".

وشكل أهالي قرية ترمسعيا والقرى المجاورة لجان حراسة لحماية قراهم من هجمات المستوطنين المتوقعة.

ولم يكد اعتداء المستوطنين ينتهي في قرية ترمسعيا، حتى  هاجمت مجموعات قرية سنجل المجاورة بعد ليلة اقتحموا خلالها قرى اللبن الشرقية وبرقة جنوب نابلس.

عقلية الحرق والقتل

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن هجوم المستوطنين على ترمسعيا "يعكس عقلية الحرق والقتل التي تحكم إسرائيل،" محملاً حكومتها بكل مكوناتها "مسؤولية إرهاب المستوطنين والجيش" ومعتبراً أن ذلك "وصفة للدمار سيدفع الجميع ثمنها".

من جانبه، رأى المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن هجمات المستوطنين أصبحت "نهجاً في التعامل مع الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن ذلك يحصل بتحريض من تل أبيب.

"كف من حرير"

"بكف من حرير" وصف منصور تعامل دولة إسرائيل مع اعتداءات المستوطنين في ظل غياب المساءلة عن تلك الهجمات، لكنه أشار إلى أن نتنياهو "يشعر بالحرج أمام المجتمع الدولي من اعتداءات المستوطنين لأنها تظهره عاجزاً عن وضع حد لها".

وكان المستوطنون هاجموا في شهر مارس (آذار) الماضي قرية حوارة جنوب نابلس وأحرقوا مئات المركبات وعدداً من المنازل فيها انتقاماً لمقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين.

وأحصت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية نحو 1200 اعتداء للمستوطنين على الفلسطينيين خلال عام 2022، قتل خلالها تسعة فلسطينيين برصاص المستوطنين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات