Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غياب معدات الإنقاذ يجعل بحر غزة أكثر شراسة

215 حالة غرق في يوم واحد والمنقذون يعملون بالجهود الذاتية من دون قوارب أو إسعافات

في كل يوم تعلن مستشفيات غزة عن تعاملها مع حالات غرق تصل إليها عبر المنقذين (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

في مهمة الإنقاذ يعمل نحو 700 منقذ بلا إمكانات تقريباً على 135 برج مراقبة موزعين على طول شاطئ غزة الممتد بطول 42 كيلومتراً

داخل بحر غزة كان عادل يلوح للمنقذين البحريين من أجل مساعدته وانتشاله من الغرق، وبصعوبة انتبهت فرق الإنقاذ إلى استغاثاته لأنهم لا يستخدمون منظاراً بل يعتمدون على مراقبة الشاطئ بعيونهم المجردة، وبسرعة نزل المنقذ من برج المراقبة لكنه لم يستقل قارباً لإنقاذ الغريق، بل أخذ في السباحة إلى أن وصل إليه.

استغرقت عملية وصول المنقذ إلى الغريق نحو أربع دقائق، وحينها كان عادل قد بلع كميات كبيرة من المياه وتوقفت نبضات قلبه وفقد القدرة على التنفس، فحمله المنقذ على ظهره وعاد به للشاطئ وهناك أجرى له بعض الإسعافات الأولية، لكن حاله كانت تستدعي نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية.

1200 حادثة غرق

وبحسب الطواقم الطبية فإن الوضع الصحي لعادل لا يزال حرجاً للغاية إذ أدخل إلى غرفة العناية المكثفة والطوارئ القصوى، وبعد إخضاعه لمتابعة طبية دقيقة استعاد نبضه لكنه لا يزال غير قادر على التنفس كالمعتاد.

ولم تكن هذه أصعب الحالات التي تعاملت معها فرق الإنقاذ البحري إذ سبق أن توفيت فتاة بعد غرقها وكانت من فئة ذوي الإعاقة وهي مبتورة القدمين، وفي كل يوم تعلن مستشفيات غزة تعاملها مع حالات غرق تصل إليها عبر المنقذين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ بداية شهر يونيو (حزيران) الجاري، وهو الموعد الرسمي الذي حددته بلديات غزة لانطلاق موسم الاصطياف والسباحة في البحر، تعرض أكثر من 1200 مصطاف إلى الغرق، وفي يوم الجمعة، 16 يونيو الجاري، سجلت الإدارة العامة للإنقاذ البحري 215 حالة غرق.

وتقع مسؤولية تأمين حياة مرتادي شاطئ غزة على عاتق فرق الإنقاذ البحري بالدرجة الأولى، تشاركهم في ذلك فرق من طواقم الدفاع المدني وعدد من عناصر الشرطة البحرية، لكن غزة تسجل يومياً عدداً ضخماً في حالات الغرق.

وتعاني جميع هذه الطواقم قلة الإمكانات اللازمة للعمل مما يصعب مهماتها، لا سيما أن هناك نحو مليون مصطاف في الأسبوع.

ويؤكد منسق اتحاد لجان الصيادين في قطاع غزة زكريا بكر أن فرق الإنقاذ تعاني نقصاً حاداً في المعدات وعددها غير كاف للتعامل مع المصطافين والأشخاص الذين يستجمون في المياه، ونتيجة لذلك يذهب المنقذ وحده سباحة من دون معدات لإنقاذ الغريق.

من دون معدات

يقول بكر إن "مهمة الإنقاذ في غزة تختلف عن جميع دول العالم التي تطل على البحر، إذ يسحب المنقذ الغريق إلى الشط ولا توجد بحوزته حقيبة إسعافات أولية أو جهاز تنفس بدائي، وكالعادة تعتمد عملية الإنقاذ البحري على جهد شخصي تبذله فرق الإنقاذ من دون أية معدات".

وبحسب بكر فإن المنقذين في غزة يفتقرون إلى بذلة للسباحة ويلبسون زياً رسمياً عبارة عن سترة توحي بأن هذا الشخص يعمل منقذاً، كما لا يتوافر لديهم منظار لرصد حالات الغرق ويعتمدون على عيونهم في المراقبة، وإضافة إلى ذلك لا تتوفر لديهم دراجة مائية.

 

 

ويشير إلى أن حالات الغرق ليست بسبب نقص معدات فرق الإنقاذ بل نتيجة عدم اتباع التعليمات، إذ إن معظم الحوادث تسجل في وقت يكون فيه المنقذون غير موجودين على أبراج المراقبة أو في مناطق خارج تغطية هذه الفرق، ومن بين المعوقات وجود حوادث يتم فيها تسجيل حالات غرق لمجموعة من المواطنين مما يصعب مهمة المنقذين.

وفي مهمة الإنقاذ يعمل نحو 700 منقذ على 135 برج مراقبة، موزعين على طول شاطئ غزة الممتد لـ 42 كيلومتراً، ويبدأون مهماتهم عند الساعة الثامنة صباحاً ولمدة 12 ساعة.

وبحسب المدير العام لخدمات التشغيل في وزارة العمل بغزة محمد طبيل فإن معظم المنقذين البحريين يعملون بنظام العقود الموقتة، وخلال هذا الموسم استقبلت دائرته نحو 1480 طلباً من الحاصلين على شهادة إنقاذ بحري، لكن بسبب تردي الأوضاع المالية للحكومة جرى استقبال 400 فقط، فيما وظفت مؤسسات أخرى باقي العدد.

وبعد تزايد حالات الغرق حذرت طواقم الإنقاذ البحري المستجمين في غزة من السباحة، وبخاصة الأشخاص الذين لا يجيدونها، وبينت أن بحر غزة يشهد هذا الموسم ارتفاعاً ملحوظاً للأمواج ونشاطاً كبيراً للتيارات المائية مما يتسبب في زيادة حالات الغرق، وطلبت من المصطافين الابتعاد من الشاطئ مسافة 10 أمتار للحفاظ على أطفالهم.

استهتار أم تقصير؟

يقول المشرف العام على الإنقاذ البحري في بلدية غزة أحمد فرحات إن سبعة من بين كل 10 حالات غرق تسجل في أوقات الصباح الباكر، أي خارج ساعات دوام المنقذين، ويعود ذلك لحال الاستهتار من قبل المصطافين على رغم وجود قرار يمنع السباحة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

 

 

وينفي فرحات وجود تقصير في عمل المنقذين، مبيناً أن هناك أربع جهات تعمل على مراقبتهم ومساءلتهم، ومن يثبت تجاوزه لتعليمات البلدية يحال إلى الجهات المتخصصة للتحقيق معه وإصدار القرار المناسب بحقه.

ويضيف فرحات، "نعمل بإمكانات محدودة إذ يحصل المنقذ على صفارة، ولكل برج مراقبة هناك مكبر صوت بقوة 80 واط، لكن ذلك يقتصر على مدينة غزة أما باقي المدن فلا يتوفر فيها ذلك، كما نفتقر إلى منظار ولا توجد معنا حقيبة إسعافات أولية أو وسائل نقل بحرية".

ويشير فرحات إلى أنه على رغم أن دوامهم يمتد 12 ساعة فإن هناك لجنة طوارئ ووحدة للإنقاذ البحري تعمل خارج أوقات عمل المنقذين، لكنها في العادة لا تستطيع تغطية جميع مناطق البحر.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي