Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطيار الأفغاني:عسكريون بريطانيون أرسلوني إلى القتال فكيف تخذلوني؟

حصري: بطل الحرب الأفغاني الذي هرب من "طالبان" وجاء إلى المملكة المتحدة، يرد على المسؤولين الذين يقولون إن خدمته العسكرية لا تكفي لوقف ترحيله

يعيش الطيار تحت التهديد بترحيله إلى رواندا (اندبندنت)

ملخص

حصري: بطل الحرب الأفغاني الذي هرب من "طالبان" وجاء إلى المملكة المتحدة، يرد على المسؤولين الذين يقولون إن خدمته العسكرية لا تكفي لوقف ترحيله:  قادة عسكريون بريطانيون أرسلوني إلى القتال... كيف يمكنكم التخلي عني؟

أعرب الطيار الأفغاني المهدد بالترحيل إلى رواندا على رغم أنه عمل مع القوات البريطانية ضد حركة "طالبان"، عن شعوره بأنه "قد تُخلي عنه"، وذلك بعد رفض طلب تقدم به بإعادة توطينه في المملكة المتحدة.

الملازم في سلاح الجو الأفغاني - الذي قام بمهمات قتالية عدة خططت لها قوات التحالف - انتقل إلى بريطانيا على متن قارب صغير بعد فراره من أفغانستان خوفاً على حياته، تاركاً خلفه زوجته وطفله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم تقديمه وصفاً للطريقة التي خطط بها القادة البريطانيون للطلعات الجوية، فقد قيل له هذا الأسبوع أن عمليات التحالف الدولي في أفغانستان "لم تكن لتكون أقل كفاءةً أو نجاحاً من الناحية العملية" من دونه.

وبعد رفض طلب قدمه بموجب مخطط "سياسة نقل ومساعدة الأفغان" Afghan Relocations and Assistance Policy (Arap)  - الذي يهدف إلى إخراج أولئك الذين عملوا مع القوات البريطانية من أفغانستان - على أساس أنه "غير مؤهل" للاستفادة منه، بات يتعين على الطيار الآن أن ينتظر لمعرفة ما إذا كان سيتم ترحيله إلى رواندا. وإضافةً إلى ذلك، ما زال ينتظر قراراً في طلب آخر تقدم به إلى وزارة الخارجية الأميركية، التي قالت إنها ستنظر فيه.

المحارب السابق قال لـ "اندبندنت" التي كانت قد سلطت الضوء للمرة الأولى على محنته في مارس (آذار) الفائت: "أشعر بخيبة أمل حقيقية". وأضاف: "لم تكن المهمات التي تم تكليفنا القيام بها في أفغانستان بالبسيطة - كنا ننفذ مهماتكم. ولولا قواتنا الأفغانية، لما تمكنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة من تنفيذ عملياتهما".

وتساءل: "مَن هم أولئك الذين يعتقدون أن قدامى المحاربين الأفغان ليسوا في خطر؟ من الواضح أنهم لا يفهمون حقيقة الوضع في أفغانستان. فمسلحو "طالبان" هم الآن مرتزقة يستهدفون أشخاصاً مثلي، كانوا قد عملوا إلى جانب القوات البريطانية والأميركية".

ونبه إلى أن محاربين أفغانيين سابقين موجودون الآن في مختلف أنحاء العالم "يقرأون عن الطريقة التي تتم من خلالها معاملتنا في المملكة المتحدة، ويتساءلون لماذا يجب أن نكون في هذا الموقف، مهددين بالترحيل إلى رواندا، بدلاً من تقديم المساعدة لنا؟".

وأضاف: "إن المملكة المتحدة تفقد في الواقع ثقة أولئك الذين خدموا إلى جانب قواتكم، وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة إلى المستقبل. إن مخطط ’أراب‘ يجب أن يشمل أشخاصاً مثلي، خدموا مع قواتكم".

وكان الطيار قد روى لـ "اندبندنت" في وقت سابق كيف كانت طبيعة مشاركته مع القوات البريطانية، فقال: "كنا في معظمنا نحلق خلال الليل. كان البريطانيون يخططون لمهمات خاصة، ويكلفون تنفيذها لوحدات أفغانية خاصة وقوات جوية أفغانية".

الجنرال السير ريتشارد دانات القائد السابق للجيش البريطاني، استنكر رفض طلب الطيار إعادة توطينه في المملكة المتحدة، ووصفه بأنه "قرارٌ مخيب للآمال للغاية، وقد جرى تبريره على أسس محدودة للغاية".

أما المارشال الجوي إدوارد سترينغر قائد العمليات الجوية لـ "سلاح الجو الملكي" RAF خلال الصراع الأفغاني، فاعتبر من جانبه أن حكومة المملكة المتحدة قامت بـ "تمييز خادع" في ما يتعلق بسجل حرب الطيار الحربي.

يُشار إلى أن المحارب الأفغاني السابق يعيش منذ شهور في حال من عدم اليقين، بعدما كان قد جاء إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير، في وقت تختبئ فيه أسرته من "طالبان" في أفغانستان. وقد تحول الآن إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة التي يأمل في أن تكون ملاذاً محتملاً له، وذلك بموجب "مخطط إعادة التوطين في الولايات المتحدة"  US P1 Resettlement Scheme، الذي يجب أن يحصل مقدمو الطلبات بموجبه على موافقة شخصية من مسؤول أميركي، علماً أن هذا المسار قد يستغرق سنوات.

وقال الطيار إنه "إذا ما تخلت المملكة المتحدة عنا مرةً جديدة، فآمل في أن تقدم الولايات المتحدة المساعدة. هناك عددٌ من الطيارين الأفغان السابقين يمارسون الطيران الآن في الولايات المتحدة، حيث تتم الاستعانة بمهاراتهم، على عكس ما تفعله المملكة المتحدة معي".

وأضاف "ربما إذا تمكنتُ من الانتقال إلى الولايات المتحدة، فيمكنني أن أعمل طياراً مرةً أخرى، ويكون لي مستقبل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد أسرتي التي لا تزال في حال خطر في أفغانستان".

اللورد دانات وصف حقيقة أن البريطانيين "رفضوا" الطيار وتركوا للولايات المتحدة أن تتعامل مع قضيته، بأنها "تنصلٌ كامل من مسؤولياتنا، وتخل عن لياقتنا".

أما المارشال الجوي سترينغرر فرأى أن "العقد بموجب الأمر الواقع  De Facto يتمثل في أننا شجعنا هؤلاء الأفغان على الانضمام إلى الأجهزة الأمنية والقتال إلى جانبنا لتحقيق أهدافنا، الأمر الذي جعلهم عرضةً لخطر قوى رجعية وخطرة مثل طالبان".

ويُعد الطيار من بين آلاف طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن زوارق صغيرة، وتلقوا "إشعارات النوايا"  Notices of Intent، تبلغهم بأنه كان ينبغي عليهم طلب الحماية في البلدان التي سافروا عبرها في طريقهم إلى بريطانيا، وبأنه قد يتم ترحيلهم إلى رواندا أو إلى دولة أخرى.

لكن في غياب أي اتفاقات لإعادة اللاجئين على مستوى الاتحاد الأوروبي بعد الخروج البريطاني من الكتلة، ودخول مخطط الترحيل إلى رواندا في مسار الإجراءات القانونية، فإنه يتم تنفيذ عدد قليل من عمليات الترحيل، ويتزايد الضغط على الحكومة البريطانية لوقف التأخير في معالجة طلبات اللجوء.

ويمثل المهاجرون الأفغان في الوقت الراهن المجموعة الأكبر من حيث الجنسية، بين الأفراد الذين يعبرون "القنال الإنجليزي" إلى البر البريطاني، لكن مشروع قانون جديداً ينظر فيه البرلمان، سيسمح للحكومة في حال إقراره، باحتجاز هؤلاء وترحيلهم، حتى من دون النظر في طلبات لجوئهم.

العقيد السابق في الجيش البريطاني ستيف سميث الحائز "وسام الإمبراطورية البريطانية"  MBE، وهو الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية "كير فور كاليه"  Care4Calais (التي تُعنى بتسهيل أوضاع طالبي اللجوء في شمال فرنسا وبلجيكا)، رأى أن رفض طلب الطيار "يثبت أن وعد الحكومة لأولئك الذين خدموا إلى جانب القوات البريطانية وقوات التحالف الدولي في أفغانستان، كان مجرد كلام في الهواء".

وأضاف قائلاً: "إنه لأمرٌ مخز للغاية أن تتنصل حكومتنا من أي مسؤولية تقع على عاتقها لضمان سلامة أولئك الذين خدموا إلى جانبنا في أفغانستان. إن المخطط الذي وضعته هو غير كاف لتوفير الحماية لقدامى المحاربين الأفغان، ومن المهم للغاية أن تتم مراجعة معايير الأهلية بشكل عاجل".

وقد جاء في رسالة رفض رسمية اطلعت عليها "اندبندنت"، أن الطيار لم يستوفِ معايير مخطط "سياسة نقل ومساعدة الأفغان"، التي تشترط أن يكون المستفيد "موظفاً بشكل مباشر"، أو "في شراكة" مع حكومة المملكة المتحدة، أو القوات المسلحة أو الجهات المتعاقدة.

وذكرت الحكومة أنها لا ترى أن الدور الذي قام به الطيار الأفغاني، قد "أدى إلى خطر كبير ووشيك هدد (حياته)".

وكان عشراتٌ من القادة العسكريين والسياسيين والمشاهير في بريطانيا، قد حضوا الحكومة على منح الطيار ملاذاً في المملكة المتحدة، محذرين من التداعيات المستقبلية التي قد يسببها التخلي عن أولئك الذين خدموا إلى جانب القوات البريطانية في مختلف أنحاء العالم.

وفي تعليق على ما تقدم، أعلن متحدثٌ باسم الحكومة البريطانية أنها لا تزال ملتزمةً حماية الأشخاص المعرضين للأذى والخطر والفارين من أفغانستان، وأنها قد استقدمت حتى الآن نحو 24500 شخص إلى المملكة المتحدة.

وختم بالقول: "إننا نواصل العمل مع شركاء لنا من ذوي التفكير المماثل ومع بلدان مجاورة لأفغانستان، في شأن قضايا إعادة التوطين، وتأمين عبور آمن للأفغان المؤهلين".

© The Independent

المزيد من متابعات