Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

على أي شيء تراهن الرياض لاستضافة "إكسبو 2030"؟

يسافر زوار المعرض في باريس خلال رحلة افتراضية إلى العاصمة السعودية بعد 7 سنوات ورؤية معالمها التاريخية ومشاريعها التنموية

أعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض والمؤتمرات خلال زيارة تقييم ملف الرياض لاستضافة إكسبو 2030 (واس)

ملخص

ينقل معرض ترشيح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030" زواره عبر رحلة افتراضية في العاصمة السعودية بعد 7 سنوات من الآن... فماذ يشاهدون فيها؟

بين الرياض وبوسان وروما وأوديسا تتنافس كل من السعودية وكوريا الجنوبية وإيطاليا وأوكرانيا على استضافة معرض "إكسبو 2030" والمقرر بدء التصويت لاختيار المدينة المستضيفة في اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض الذي يعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبدأت الدول الراغبة في الترشح تقديم ملفاتها في الموعد المحدد لذلك ووضعت السعودية شعاراً لملفها بعنوان "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل"، في حين اختارت كوريا الجنوبية "التحول بعالمنا... الاتجاه نحو مستقبل أفضل" للملف، أما إيطاليا، فكان طلب الاستضافة بشعار "المدينة الأفقية... التجدد الحضاري والمجتمع المدني" وعنونت أوكرانيا شعارها "النهضة. التقنية. المستقبل"، مما يعطي دلالات على قوة المنافسة بين الدول للفوز بتنظيم هذا الحدث الذي يعد الأبرز عالمياً منذ إطلاقه للمرة الأولى في منتصف القرن الـ18، تحديداً عام 1851 في العاصمة البريطانية لندن، بحيث يعتبر أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة وكذلك نشر العلوم والتقنية.

حفل الترشيح

 وتشهد باريس اليوم الإثنين حفل الاستقبال الرسمي لترشيح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030" بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وممثلي نحو 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض وهي المنظمة المسؤولة عن المعرض، عشية اجتماع الجمعية العمومية الـ 172 للمكتب الذي سيعقد غداً الثلاثاء  في العاصمة الفرنسية باريس.

ويأتي الحفل ضمن إجراءات الترشيح لاستضافة "معرض الرياض إكسبو 2030" ويهدف إلى التعريف بجاهزية العاصمة السعودية وخططها ومشاريعها لاستضافة المعرض.

ويعلق الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في وزارة الثقافة السعودية سلطان البازعي بالقول إن "ترؤس ولي العهد لوفد البلاد في الحفل يؤكد التزام الرياض واهتمامها باستضافة هذا الحدث البارز".

حان الوقت

وحول حظوظ الرياض في الفوز باستضافة المعرض الأضخم على مستوى العالم قال البازعي لـ"اندبندنت عربية"، "لدى السعودية فرصة أفضل من الدول المتنافسة في الفوز وذلك بفضل تطوير البلاد لإمكاناتها الاقتصادية والاهتمام بالثقافة بشكل كبير خلال الأعوام الماضية"، مضيفاً "اليوم تعد السعودية قوة اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، إذ استطاعت خلال السنوات الماضية ومنذ إطلاق ’رؤية 2030‘ أن تعزز قوتها مع تنوع الاقتصاد من خلال تطوير الموارد غير النفطية، مما خفف اعتمادها على النفط كمورد مالي رئيس، إضافة إلى حال الانفتاح التي تشهدها البلاد ليس على المستويين الاقتصادي والاستثماري فحسب، بل كذلك على المستويين الثقافي والسياحي"، وأوضح أنه يمكن القول إن "الوقت حان ليتعرف العالم إلى المجتمع السعودي وحضارته وثقافته، وكذلك الفرص الاستثمارية الهائلة في المملكة، لا سيما أنها تحظى بتنوع مناخي وجغرافي بين مناطقها المختلفة".

دعم السياحة

من جانبه قال عضو مجلس الشورى السابق أسامة كردي إن الطلب السعودي يأتي في مقدمة الأعمال التي ستدعم قطاع السياحة في البلاد، لا سيما أن الرياض تولي اهتماماً بهذا القطاع لأنه أحد مستهدفات رؤية 2030  لتوسيع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل".

ولفت إلى الآثار الاقتصادية والسياحية المتوقعة التي ستجنيها السعودية إذا نجحت الرياض في استضافة المعرض، وكذلك تقديمها إلى العالم بشكلها الجديد المتطور المنفتح على الشعوب والثقافات الأخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم وجود منافسين أقوياء لاستضافة "إكسبو 2030"، إلا أن كردي أكد أن لدى الرياض فرصة كبيرة لاستضافة الحدث، لافتاً إلى أن ملف الترشيح يهدف إلى توفير منصة تتيح للمجتمع الدولي التعاون الوثيق لاستشراف المستقبل وتطوير حلول مبتكرة ورائدة تسهم في معالجة التحديات الملحة التي تواجه العالم والإنسانية ورفع مستوى الوعي بها.

 وأضاف "الواقع يقول إن الرياض متفائلة كثيراً بإمكان تصويت معظم الدول لمصلحتها بالنظر إلى علاقاتها المتميزة ببلدان كثيرة حول العالم وتعاونها المميز في حل المشكلات التي تواجه كثيراً من مناطق العالم".

خبرة تراكيمة

من جانبه أوضح المتخصص الاقتصادي في جامعة الملك فيصل محمد القحطاني أن الرياض تعمل منذ عقود في إدارة الحشود ولديها إمكانات وخبرات كبيرة في هذا المجال "اكتسبتها من خلال تنظيمها لموسم الحج السنوي، مما يجعل لديها الخبرة الكافية لاستضافة هذا الحدث الكبير بل القدرة على إنجاحه".

وأشار إلى أن الرياض استطاعت من خلال إجراءات وبرامج عدة أطلقتها أخيراً إحداث نقلة نوعية في جودة الحياة، انطلاقاً من اهتمام السعودية الكبير بقضايا المناخ والمتمثل في إطلاقها المبادرتين "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، لافتاً إلى أنهما من أبرز المواضيع المطروحة في ملف الاستضافة لتأكيد الحرص السعودي على الوصول إلى حلول لهذه القضية العالمية.

وقال القحطاني إن بلاده تتمتع بميزات عدة تسهم في رفع نسب فوزها بحق الاستضافة، لا سيما أنها تضم معالم أثرية عدة ومواقع حضارات تعود لآلاف السنين، مردفاً "سيكون المعرض فرصة لتعريف العالم إلى ماضي البلاد وحاضرها".

محاور الازدهار

وبغض النظر عن فوز الرياض باستضافة المعرض لعام 2030، إلا أن السعودية وضعت ثلاثة محاور رئيسة تهم مستقبل البشرية وتضمن الازدهار لشعوب العالم أجمع، فيشمل المحور الأول الذي يحمل عنوان "غداً أفضل" مناقشات حول الابتكارات في العلوم والتكنولوجيا والفرص المستقبلية لتحقيق التحول في العالم بما يعزز الصمود أمام التحديات الراهنة ويخدم مستقبل البشرية على كوكب الأرض، في حين يتناول المحور الثاني "العمل المناخي" ودفع عجلة الابتكار من خلال التعاون الدولي في سبيل المحافظة على النظام البيئي والموارد الطبيعية.

ويأتي المحور الثالث والأخير بعنوان "الازدهار للجميع" وهو معني بمعالجة أوجه التفاوت والاختلافات العالمية نحو عالم أكثر شمولية لتعزيز الفرص والمساواة من المنظور الثقافي وظروفها المحيطة والتطلعات.

ويشمل حفل الاستقبال الذي تقيمه الهيئة الملكية لمدينة الرياض غداً، معرضاً يعبّر عن العمق الحضاري والثقافي للبلاد والعاصمة الرياض ويبرز ثقلها السياسي والاقتصادي وتميز موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة التي تجعلها جاهزة لاحتضان أكبر الفعاليات والمناسبات العالمية، وما ستكون عليه من قدرات أكبر عند اكتمال المشاريع التطويرية الجاري تنفيذها والمقرر تدشينها قبل الموعد المحدد لانطلاق المعرض.

وينقل المعرض زواره عبر رحلة افتراضية في الرياض عام 2030 تبدأ من الوصول إلى "مطار الملك سلمان الدولي" ثم الانتقال عبر وسائل النقل الحديثة في جولة على أبرز معالم العاصمة ومشاريعها الكبرى والمسار الرياضي وحديقة الملك سلمان وكذلك بوابة الدرعية والقدية وغيرها من المشاريع التنموية الضخمة التي تشهدها البلاد حالياً.

مشاركة سابقة

يذكر أن الرياض شاركت في ثاني أكبر جناح في معرض "إكسبو دبي 2020" وبلغت المساحة الإجمالية 13059 متراً مربعاً واختارت شعار "رؤية سعودية ملهمة لمستقبل مشترك"، إذ قدم الجناح لمحة عن مستقبل السعودية من خلال اصطحاب الزائر في جولة استخدمت فيها التقنية الحديثة والهادفة إلى التعبير عن طموحات البلاد وفقاً لأربعة عناصر أساسية هي الناس والطبيعة والتراث والفرص.

كما تضمن عروضاً لمحطة الطاقة والاستدامة و14 موقعاً تراثياً موجودة في البلاد منها حي الطريف والحِجر وجدة التاريخية، وكذلك الفنون الصخرية في منطقة حائل وواحة الأحساء.

المزيد من تقارير