ملخص
ذكر تقرير لمركز أبحاث أسترالي أن الأعوام الخمسة الأخيرة شهدت تعاظماً لنفوذ الصين في دول جنوب شرقي آسيا مقابل انخفاض التأثير الأميركي
عندما رفض وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو عقد اجتماع مع نظيره الأميركي لويد أوستن على هامش قمة شانغريلا الأمنية الأخيرة للحوار، فإن ذلك أصاب دولاً آسيوية بالتوتر.
ويقول تقرير لـ"ذا إيكونوميست" إنه مع احتدام المنافسة بين واشنطن وبكين، وجدت الدول جنوب شرقي آسيا نفسها في مأزق. أصبح كثيرون متشككين في المنفعة الاقتصادية المفترضة للصين. كما أن بعضهم غاضب من الطريقة التي تستخدم بها الصين ثقلها الاقتصادي لمضايقة جيرانها. ولكن، على رغم ضغوط واشنطن، فإن قلة يعتزمون الانفصال اقتصادياً عن القوة العظمى في آسيا، لما يشكله هذا الارتباط من فوائد لهم، خصوصاً اقتصادية.
وتذكر "ذا إيكونوميست" أن تقريراً جديداً يشير إلى أنه إذا أراد الرئيس جو بايدن أن تصطف الدول الـ10 التي تشكل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خلف بلاده، فسيتعين عليه عكس توجه سائد مقلق، إذ وفقاً لمعهد لوي، وهو مركز أبحاث أسترالي، تضاءل نفوذ أميركا داخل دول منظمة "آسيان" خلال الأعوام الخمسة الماضية، بينما نما تأثير الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قارن المعهد كلا البلدين على 42 مؤشراً عبر أربع فئات: العلاقات الاقتصادية والتحالفات الدفاعية والنفوذ الدبلوماسي والتأثير الثقافي. ومن أصل 100 نقطة، حصلت الصين عام 2018 على 52 نقطة وأميركا 48. وبحلول عام 2022 حصلت الصين على 54 نقطة.
وعلى رغم أن أعضاء "آسيان" يشككون الآن في دوافع الصين، فإن استثمارات الصين الخارجية الكبيرة وعلاقاتها التجارية تمنحها ثقلاً اقتصادياً أكبر بكثير في المنطقة. كما أن تواصلها الدبلوماسي يتفوق بسهولة على جهود أميركا الضعيفة إلى حد ما.
لكن الولايات المتحدة تتفوق في التحالفات العسكرية، فهي تحقق نتائج جيدة في مؤشر التحالفات الدفاعية، بخاصة مع حليفاتها الفيليبين وتايلاند وسنغافورة. كما أنها تتفوق على الصين بفارق بسيط في التأثير الثقافي، على رغم أن ذلك تضاءل.
بشكل عام، فقدت واشنطن معظم نفوذها في بروناي وإندونيسيا وماليزيا، وحققت مكاسب فقط في لاوس، البلد الذي لا تزال الصين تتمتع فيه بأكبر نفوذ. الفيليبين وسنغافورة هما الدولتان الوحيدتان اللتان يتساوى فيهما نفوذ أميركا مع الصين أو يفوقها.
بطبيعة الحال، أعضاء "آسيان" ليسوا مجموعة متجانسة. إنهم منقسمون بشدة حول كل شيء من الحرب الأهلية في ميانمار إلى كيفية الرد على العدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي. سيتعين على بايدن التعامل مع هذه الاختلافات بينما يواصل محاولة نشر نفوذ بلاده في المنطقة، على أمل التعويض عن الأضرار التي سببها سلفه، دونالد ترامب الذي، من بين أمور أخرى، سحب أميركا من "اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ".