Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بماذا اختلفت الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس لبناني عن سابقاتها؟

الأنظار متجهة إلى الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان عله يحدث اختراقاً في جدار الأزمة المستفحلة منذ ثمانية أشهر

للمرة الأولى ينعقد مجلس النواب كهيئة ناخبة بأعضائه الـ128 قبل أن يتعطل النصاب (علي فواز من المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)

ملخص

ماذا حملت الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس لبناني من مفاجآت في توزيع الأصوات وتحديد ملامح المرحلة المقبلة؟

كما كان متوقعاً انتهت الجلسة رقم 12 كسابقاتها وفشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية بعد نحو ثمانية أشهر على الشغور في موقع الرئاسة، لكن الجلسة غير المنتجة شهدت للمرة الأولى نصاباً مكتملاً من دون أي غياب لأعضاء المجلس النيابي الـ128، وحصلت فيها للمرة الأولى معركة بين مرشحين متنافسين، بعدما كانت الجلسات الـ11 السابقة محصورة بين مرشح واحد في مقابل الورقة البيضاء.

ولم تختلف الجلسة المنتظرة منذ حوالى خمسة أشهر عن آخر جلسة عقدت في يناير (كانون الثاني)، إذ سارع الثنائي الشيعي (حركة "أمل" و"حزب الله") وحلفاؤهما إلى تطيير النصاب ومعهم النواب الأرمن، بعد دورة أولى نال فيها مرشحهم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية 51 صوتاً، في مقابل 59 صوتاً لمدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور مرشح تقاطع "التيار الوطني الحر" والمعارضة التي تضم "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب" وحركة "تجدد" و"تغييريين" ومستقلين.

لم يتمكن الفريقان من تأمين النصاب المطلوب للفوز في الدورة الأولى (86 صوتاً)، وعلى رغم ذلك أعلن "الثنائي" وحلفاؤهما الانتصار، بمجرد تقليص الفارق بين فرنجية ومنافسه إلى ثمانية أصوات، بعدما كان متوقعاً أن ينطلق فرنجية من 44 صوتاً. أما المعارضة فاعتبرت أن تطيير الدورة الثانية شكل اعترافاً بعدم القدرة على إيصال فرنجية، الذي كان يحتاج إلى 14 صوتاً لبلوغ نصاب الـ65، فيما كان يكفي أن يصوت لأزعور في الدورة الثانية ستة نواب إضافيين لإعلانه رئيساً، الجلسة رقم 12 كرست التعادل السلبي والتوازن السياسي بين الفريقين المتنافسين، فبات السؤال ماذا بعد الـ14 من يونيو (حزيران)؟ الأولوية بالنسبة إلى "الثنائي الشيعي" تقول مصادره ستكون للحوار وعلى سلة متكاملة تكون الرئاسة من ضمنها، أما المعارضة فتشترط أن يتخلى "الثنائي" عن مرشحه قبل أي كلام.  

قراءة في الأرقام

أظهرت الأوراق التي نزلت في صندوق الاقتراع أن 18 نائباً بقوا خارج الاصطفافين، وانقسموا بين ستة أصوات لوزير الداخلية الأسبق زياد بارود، هم ثلاثة من "التغييريين" ومعهم كتلة صيدا، وثمانية نواب صوتوا بورقة كتب عليها "لبنان الجديد" وهم نواب كتلة "الاعتدال" الستة ونائبي بيروت عماد الحوت ونبيل بدر. وغرد النائب المستقل إيهاب مطر من خارج السرب فتفرد بالتصويت لقائد الجيش جوزيف عون، وألغيت ورقتان وضاعت ثالثة.

لكن الملاحظة الأبرز التي يمكن تسجيلها انطلاقاً من الرصيد الذي حققه مرشح الثنائي (51) في مقابل عدد الأصوات الذي ناله مرشح الأحزاب المسيحية الثلاثة ومستقلين وتغييريين (59)، أن أربعة نواب من هذه المجموعة لم يلتزموا بالتصويت لأزعور، ثلاثة منهم انتخبوا فرنجية والرابع صوت بورقة ملغاة خلافاً لإرادة تيارهم، وتؤكد مصادر نيابية لـ"اندبندنت عربية" أن "حزب الله" نجح في استمالة ثلاثة من نواب كتلة "التيار الوطني الحر" الذي كان تعهد رئيسها النائب جبران باسيل بصب أصواتها الـ17 لأزعور، أما الرابع بحسب المصادر فهو نائب بيروت جان تالوزيان، علماً أن الأخير ينفي ذلك. والنواب الذين خالفوا قرار باسيل هم ألان عون وإلياس بوصعب الذي انتقل من ورقة بارود إلى فرنجية، مع ترجيح أن يكون الثالث سيمون أبي رميا والرابع إبراهيم كنعان. واختار النواب الأرمن الأربعة الخيار المعاكس للأحزاب المسيحية فساهموا من جهة في رفع رصيد فرنجية، فيما ساهم نواب حزب "الطاشناق" الثلاثة في تعطيل نصاب الدورة الثانية عبر مغادرتهم القاعة العامة.

هذا وسجل بعض الحاضرين أيضاً مغادرة عدد من نواب كتلة "الاعتدال" ذات الأغلبية السنية القاعة عند فرز الأصوات، بعدما كانوا اقترعوا بورقة "لبنان الجديد". وأظهرت الأرقام أيضاً أن النائب نعمت افرام الذي أعلن أنه صوت لأزعور انسجاماً مع الإجماع المسيحي، ترك الباب مفتوحاً للاتفاق مع "الثنائي الشيعي" عبر منح صوت لفرنجية من خلال النائب المقرب منه جميل عبود، وللمفارقة فإن النائب ملحم خلف المعتصم منذ مدة طويلة في المجلس النيابي مطالباً بإبقاء الجلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس صوت بورقة بيضاء.

ربح الفريقان وخسر لبنان

يصف النائب المستقل غسان سكاف الجلسة بأنها جلسة "استطلاع بالنار" لكن الخاسر الأكبر كان البلد، وفي قراءته للربح والخسارة يعتبر سكاف أن جهاد أزعور ربح بمجرد حصوله في دورة واحدة على 59 صوتاً، كما أن الفريق الآخر نجح بأن يتخطى عدد الأصوات لمرشحه الـ44، معتبراً أن "الثنائي" أظهر بوضوح أنه لم يعمل لفوز فرنجية بل لتقليص الفارق مع مرشح المعارضة، ويضيف سكاف برهن الفريق الداعم لفرنجية أنه لن يؤمن النصاب إلا إذا ضمن فوز مرشحه.

ويعترف سكاف بأن رصيد فرنجية أمن له أوكسجين البقاء في السباق الرئاسي، لكنه أوكسجين مضر بالاستحقاق وسيطيل جموده. ويتحدث صاحب المبادرة التي أوصلت إلى المنافسة بين مرشحين، أن المرحلة المقبلة تتطلب الهدوء والتفكير بعقلانية والعودة للكلام والتواصل، مستبعداً في الوقت نفسه أية إمكان للحوار في المرحلة الحالية، كما دعا رئيس مجلس النواب طالما أن الفريق الآخر لم يتخل عن فرنجية. هل يكون الحل بخيار ثالث، يرد سكاف مستبعداً الحديث في هذه المرحلة عن مرشح ثالث بانتظار ما سيحمله موفد ماكرون إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لو دريان الأسبوع المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما النائب "التغييري" إبراهيم منيمنة الذي صوت لأزعور "المرشح الذي لا يشبهنا" كما يقول، فيعتبر أن الهدف من التصويت كان كسر الاحتكار وتكريس معادلة المرشح الواحد وخلق التوازن السياسي وقد نجحنا في ذلك. لا ربح وخسارة بحسب رأيه "لكننا أثبتنا أن نغمة المرشح الجدي الوحيد غير صحيحة، بل هناك مرشح آخر جدي، وهذا خرق بحد ذاته".

ولكن ماذا بعد هذا الخرق نسأل نائب بيروت فيجيب "أن ما حصل في مجلس النواب يفرض الذهاب إلى مقاربة جديدة ونقاش حقيقي لوضع تسوية سياسية وأجندة عمل الرئيس المقبل، والنقاش يجب أن يتطرق إلى السلاح والاستراتيجية الدفاعية وغيرها من المواضيع الخلافية"، معتبراً أن الاتفاق على الأجندة يمكن أن يسهل الاتفاق على اسم الرئيس لاحقاً.

هل يكون النقاش في حوار في مجلس النواب؟ يرد منيمنة معتبراً أن النقاش يمكن أن يبدأ ثنائياً ويتحول إلى أوسع ويمكن أن يكون ضمن إطار الهيئات العامة في مجلس النواب.

أوساط "حزب الله": النتيجة مريحة وتفتح الباب للحوار

في مقلب "الثنائي الشيعي" وحلفائهما تعتبر مصادر مقربة من "حزب الله" أن النتيجة التي أفرزها صندوق الاقتراع كانت مريحة وتفتح الباب للحوار، مذكرة بأن فرنجية كان أعلن في الـ14 من يونيو أنه مستعد أن ينسحب إذا جرى التوافق على اسم، وتكشف المصادر عن أن الأولوية ستكون الحوار حول تسوية شاملة تتضمن رئاسة الجمهورية والحكومة وحاكم مصرف لبنان وقيادة الجيش والرؤية المستقبلية للبنان.

وفي حديث لـ"اندبندنت عربية" يؤكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أن جلسة الـ14 من يونيو شكلت انتصاراً للديمقراطية، بحيث عبر كل فريق عن رأيه. يرفض هاشم اعتبار انسحابهم من الجلسة بأنه هزيمة، متهماً الفريق الآخر بأنه خسر الرهان على حصول أزعور على أكثر من 60 صوتاً.

النتائج أكدت بحسب هاشم أن التوافق والتفاهم هو الأساس للوصول إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي بما يترك آثاراً إيجابية من حيث الاستحقاق الرئاسي ويفتح كل الملفات بتفاهم وطني، وكرر هاشم التمسك بفرنجية وغمز من قناة تقاطع المعارضة و"التيار الوطني الحر" على أزعور، مضيفاً "دعمنا لفرنجية مستمر لأنه لم يكن نتاج تقاطع مصلحي مرحلي إنما نابع من قناعة واضحة بأنه قادر على مساعدة لبنان في معالجة أكثر من ملف شائك"، أما الحديث عن جلسات مقبلة لانتخاب رئيس فيبدو مستبعداً حالياً قبل حصول تطورات جديدة.

بيان قوى المعارضة

ولفت اليوم بيان صادر عن "نواب قوى المعارضة" أكد الاستمرار بترشيح أزعور، ومما جاء فيه "نؤكّد استمرارنا في دعوة الجميع إلى التلاقي على ترشيح جهاد ازعور، وإنّنا كما سبق وأعلنّا، نكرّر أنّه المرشّح الذي تنوي المعارضة التقاطع عليه بهدف إيصاله إلى سدّة الرئاسة من أجل إطلاق مسيرة الإنقاذ المطلوبة وإعادة إحياء المؤسسات".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي