Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية وأميركا تنددان بعودة العنف في السودان

تجدد القتال في الخرطوم وتدهور الأوضاع بمدن خارج العاصمة

الصراع حول أجزاء من الخرطوم إلى منطقة حرب (أ ف ب)

ملخص

قال شهود إن القتال الذي اندلع أمس الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كان من أعنف المعارك منذ أسابيع وشمل اشتباكات على الأرض

قالت قوات الدعم السريع إنها صدت هجوماً للجيش السوداني واستولت على معسكرات جديدة وأسرت مئات الجنود، بينما رد الجيش بالنفي مؤكداً أنه لا أساس من الصحة لهذه الأنباء، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن الجيش أجرى عمليات تمشيط بمناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن "حديث التمرد عن تدمير قوات في منطقة المدرعات أو مهاجمة قواتنا لا أساس له من الصحة".

وتحدث بيان لـ"الدعم السريع" عن حرق دبابتين والاستيلاء على خمس دبابات و15 عربة عسكرية.

بيان مشترك

نددت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، أمس الأحد، بعودة العنف في السودان بعد وقف لإطلاق النار استمر لمدة 24 ساعة.

وقال البيان إن كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمكنا من السيطرة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار، لكن البلدين أعربا عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار.

وقالت الرياض وواشنطن اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة إن وقف إطلاق النار سمح بتوصيل بعض المساعدات الإنسانية الحيوية وأسهم في إجراءات بناء الثقة.

وورد في بيان للبلدين "لكن وقعت انتهاكات، وفي أعقاب انتهاء سريان وقف إطلاق النار قصير الأمد، يشعر الوسطاء بخيبة أمل شديدة بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف الذي نندد به بشدة".

وأكد البلدان أنه في إطار مواصلة وقوفهما إلى جانب الشعب السوداني فإنهما على استعداد لاستئناف المباحثات بمجرد أن يُظهر طرفا الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة.

وسيعمل الميسران على التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوقف القتال وتقليل تأثيره في المنطقة وتكثيف التنسيق مع الجهات المدنية السودانية ذات العلاقة لضمان مشاركتها في رسم مستقبل السودان.

تجدد القتال في الخرطوم

واندلعت اشتباكات عنيفة مع قصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار استمر 24 ساعة وأدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال شهود إن القتال الذي اندلع أمس الأحد بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع، وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.

وعقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في السادسة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينتش)، قال شهود إن الاشتباكات والقصف المدفعي استؤنفا في شمال أم درمان. كما أشاروا إلى وقوع اشتباكات في جنوب الخرطوم ووسطها وفي شمبات على نهر النيل في مدينة بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة أم درمان.

وقال مصعب صالح (38 سنة)، وهو من سكان جنوب الخرطوم "الهدنة جعلتنا نستريح قليلاً، لكن الحرب والخوف يعودان اليوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ناشط محلي زار موقعين تعرضا لقصف مدفعي في جنوب الخرطوم إن 11 مدنياً في الأقل قتلوا هناك. وقال ناشط آخر في تلك المنطقة إن القتال في شرق الخرطوم أودى بحياة ستة مدنيين.

نزوح جماعي

واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 أبريل (نيسان) بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني.

وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون، مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة. ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني النهب والاشتباكات. كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يعاني بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاماً.

وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع. ومن بين القتلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، بحسب هيئة محامي دارفور التي تراقب الصراع في المنطقة. وشهدت المدينة انقطاعاً واسعاً في الاتصالات لأسابيع عدة.

نهب في كل مكان

من المدن المتضررة الأخرى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، وتقع على طريق رئيس يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.

وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة ومصدراً للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.

وقال محمد سلمان من شمال كردفان لـ"رويترز" عبر الهاتف "الحالة صعبة. الدعم السريع منتشر في الطرق بين القرى ويقومون بالنهب، وهناك عصابات في كل مكان تنهب. الحركة من مكان لآخر أصبحت خطرة، ونحن في بداية الخريف لا نعرف كيف سنزرع أو كيف سنعيش مع هذا الوضع".

وتقول قوات الدعم السريع إنها تحاول مواجهة أعمال النهب، وتنفي مسؤوليتها عن العنف في دارفور. وعبر نحو 400 ألف من النازحين إلى البلدان المجاورة نصفهم تقريباً اتجه شمالاً إلى مصر.

مصر تشدد قواعد الدخول

من ناحيتها، شددت مصر، أول من أمس السبت، إجراءات الدخول إلى أراضيها وأصدرت قراراً جديداً يلزم جميع السودانيين من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 سنة بالحصول على تأشيرة.

وحتى قبل تغيير القواعد، واجه آلاف السودانيين فترات انتظار طويلة عند الحدود في أثناء محاولتهم الحصول على تأشيرات. وذكرت مصادر في مطار القاهرة أنه تم ترحيل 22 مواطناً سودانياً بعد رفض منحهم تأشيرات دخول بموجب القواعد الجديدة.

المزيد من متابعات