Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمرار زيادة صادرات النفط الروسي المشحونة بحرا بالناقلات

وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا مطلع العام الماضي

تعزز الزيادة الكبيرة في الواردات الهندية من الخام الروسي الشهر الماضي من مسألة الالتفاف على العقوبات (أ ف ب)

ملخص

90 في المئة من مبيعات موسكو للخام المشحون بحراً تتجه إلى دول آسيان وتركيا

وصلت صادرات النفط الروسي المشحونة بحراً بالناقلات الشهر الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا مطلع العام الماضي، وبحسب بيانات تتبع الناقلات التي نشرتها "غلوبال كوموديتيز إنسايتس"، الأربعاء الماضي، وصلت صادرات النفط الروسية بالناقلات إلى 3.87 مليون برميل يومياً في شهر مايو (أيار)، في أعلى معدل لها منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وبحسب الأرقام والبيانات الأخيرة تكون الصادرات النفطية المشحونة بحراً بالناقلات استمرت في الزيادة كل شهر منذ فبراير الماضي، لتصل إلى نسبة عند 25 في المئة في الوقت الحالي، عما كانت عليه قبل حرب أوكرانيا حين كانت تلك الصادرات عند 3.1 مليون برميل يومياً، ذلك على رغم إعلان موسكو تمديد تخفيض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً من مايو الماضي وحتى نهاية العام الحالي.

في الوقت نفسه تراجع إجمالي الصادرات النفطية الروسية الشهر الماضي للشهر الثاني على التوالي نتيجة انخفاض صادرات مشتقات التكرير بسبب عمليات الصيانة الدورية الموسمية في المصافي.

وارتفعت صادرات روسيا من خام الأورال (منتجها النفطي الأساسي)، الشهر الماضي إلى 2.3 مليون برميل يومياً، مقابل صادرات بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين.

وبحسب بيانات تتبع الناقلات والشحن البحري فإن 90 في المئة من الصادرات النفطية الروسية المشحونة بحراً تتجه إلى دول آسيان بما في ذلك تركيا، وذلك بعد أن حظرت أوروبا استيراد النفط من موسكو.

منافذ وناقلات جديدة

وتشير الأرقام إلى أن أغلب الزيادة في صادرات النفط الروسية ذهبت إلى الهند التي استوردت الشهر الماضي نحو مليوني برميل يومياً من موسكو، بزيادة بنسبة 14 في المئة على معدل استيرادها في أبريل الماضي، كما ارتفعت صادرات النفط الروسية إلى تركيا بقوة لتصل إلى أعلى معدل لها منذ سبعة أشهر.

كما ارتفعت الصادرات النفطية الروسية إلى كوريا الجنوبية أيضاً التي تعد ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي المشحون بحراً بالناقلات، في الوقت الذي تراجعت فيه الصادرات النفطية الروسية إلى الصين الشهر الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ حظرت أوروبا استيراد النفط الروسي المشحون بحراً نهاية العام الماضي، وفرضت أميركا والدول الغربية سقف سعر للنفط الروسي، عملت موسكو على إيجاد منافذ بديلة لصادراتها من الخام والمشتقات، ومع عرض خام الأورال بنسبة خصم عن سعر خام برنت القياسي، وجدت أسواقاً في آسيا وتركيا تقبل على الشراء بكميات أكبر.

وتقدر "غلوبال كوموديتيز إنسايتس" أن خام الأورال بيع الشهر الماضي بخصم يصل إلى 26 دولاراً للبرميل عن خام "برنت" القياسي، بينما كان الفارق في يناير (كانون الثاني) 2022 عند 3.7 دولار للبرميل فقط.

كما تشير بيانات الشحن البحري إلى تراجع كبير في نقل الخام من سفينة إلى سفينة في عرض البحر، وذلك نتيجة استخدام ناقلات يمكنها الإبحار مباشرة إلى دول آسيا، وبحسب أرقام شركات تتبع الناقلات فإن شهر مايو الماضي شهد نقل 10 ملايين برميل من الخام الروسي من سفينة إلى سفينة في عرض البحر، بينما كانت الكمية المماثلة في شهر مارس الماضي عند 19.5 مليون برميل.

طرف ثالث

وظلت كوريا الجنوبية للشهر الثالث على التوالي الوجهة الأكبر للخام الروسي المنقول من سفينة إلى سفينة في عرض البحر، وبحسب رصد الوجهة النهائية للسفينة المنقول إليها فإن نحو 3.5 مليون برميل توجهت إلى الهند، بمعدل أعلى من شهر أبريل 2023، إذ كانت الكمية 2.76 مليون برميل، بينما نقلت كمية عند 2.54 مليون برميل لسفن "خفية" لا يعلم وجهتها إضافة إلى 366 ألف برميل لسفن لم تحدد وجهتها بعد، أما بقية الـ10 ملايين برميل المنقولة من سفينة إلى أخرى فتوجهت إلى الصين وسنغافورة وماليزيا.

كذلك أظهرت البيانات عودة نقطة "كالاماتا" في المياه اليونانية إلى العمل كمحطة نقل الخام الروسي من ناقلة إلى ناقلة أخرى وذلك بعد توقف لنحو شهر.

وبحسب الأرقام، تم نقل نحو مليوني برميل من سفينة إلى أخرى قبالة سواحل اليونان في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الماضي.

وتعد الزيادة الهائلة في الواردات الهندية مؤشراً إلى زيادة في استيراد دول تلتزم العقوبات على روسيا النفط الروسي عبر طرف ثالث، وأغلب تلك الواردات التي تلتف على العقوبات هي من مشتقات التكرير، إذ تستورد المصافي الهندية الخام الروسي وتعيد تصديره لدول تحظر الاستيراد من موسكو في شكل مشتقات خاصة من البنزين والديزل.

تعزز الزيادة الكبيرة في الواردات الهندية من الخام الروسي الشهر الماضي من مسألة الالتفاف على العقوبات باستيراد المشتقات البترولية عبر طرف ثالث، مثلما تفعل شركات بريطانية وغيرها، وربما ما يفسر الزيادة تراجع الصادرات الروسية من المشتقات البترولية الشهر الماضي بنسبة 13 في المئة لتنخفض إلى 2.27 مليون برميل.

وحتى الأسبوع الثالث من الشهر الماضي كانت عمليات الصيانة الموسمية في المصافي قد خفضت إنتاج موسكو من المشتقات البترولية بنحو 1.6 مليون برميل يومياً، وذلك ما جعل إجمالي الصادرات الروسية من الخام والمشتقات المشحونة بحراً بالناقلات يتراجع الشهر الماضي إلى 6.14 مليون برميل يومياً.