Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تشرعن ست بؤر استيطانية في منطقة مسافر يطا

اعتقلت أصحاب الأرض لمنعهم من فتح شارع يوصلهم إلى بيوتهم

منع الجيش الإسرائيلي عدداً من أصحاب الأرض ومعهم متطوعون يهود وأجانب، من تعبيد طريق ترابية غير صالحة لعبور السيارات للوصول إلى بيوتهم (اندبندنت عربية)

ملخص

منع أصحاب الأرض الفلسطينيين من السكن فيها بذريعة أنها منطقة عسكرية مغلقة أو منطقة إطلاق نار

تواصل الحكومة الإسرائيلية سياسة تضييق الخناق على أهالي "مسافر يطا"، وهو تجمع سكاني فلسطيني في الضفة الغربية يضم 12 قرية فلسطينية في جبال الخليل. وبعد تعرضهم عشرات المرات للترحيل عن أراضيهم وهدم بيوتهم، وهي عبارة عن خيام، فوجئوا بقرار الحكومة الإسرائيلية بالسماح لمجلس المستوطنات بإقامة ست بؤر استيطانية صنفت كـ"مزارع" للمستوطنين، على ذات الأرض التي منع أصحابها من السكن فيها بذريعة أنها منطقة عسكرية مغلقة أو منطقة إطلاق نار، يتدرب فيها الجيش الإسرائيلي.
ووصلت سياسة القمع وتضييق الخناق إلى ذروتها، أمس الجمعة، بعد يوم على صدور قرار إقامة البؤر الاستيطانية، عندما منع الجيش عدداً من أصحاب الأرض ومعهم متطوعون يهود وأجانب، من تعبيد طريق ترابية غير صالحة لعبور السيارات للوصول إلى بيوتهم من دون معاناة السير على الأقدام لمسافات طويلة.
وفي حديث لـ"اندبندنت عربية"، قال باسل عدرة الناشط السياسي من "مسافر يطا"، الذي يوثق أعمال الجيش والمستوطنين لمنظمة "بتسيلم" (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان)، "إن المطالبة بإقامة هذا الشارع مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات والحديث عن شارع رئيس حيوي وضروري للسكان، وهو يربط ’مسافر يطا’ بمختلف القرى المحيطة بها، كما يسهل الشارع على السكان الوصول إلى بيوتهم عبر مركباتهم الخاصة في ظل ظروف جوية قاسية في منطقة صحراوية".
وخلال عمل مجموعة في تعبيد الشارع هاجمتهم قوة من الجيش الإسرائيلي واعتقلت اثنين من المشاركين الأجانب المتضامنين مع سكان "مسافر يطا"، فيما اعتدت على البقية وأغلقت مداخل "مسافر يطا" من جميع الاتجاهات لمنع وصول الأهالي إلى مكان الحدث. وبحسب باسل عدرة فإن "تصرفات الجيش هي استمرار لممارسات يومية لتضييق الخناق على السكان ومنعهم من أي نشاط يقام في المكان".
وبحسب عدرة، فإن "السكان معرضون أيضاً لقرارات جديدة بهدم بيوتهم خصوصاً أن البؤر الاستيطانية التي أقرتها الحكومة ستقام في منطقة قريبة من بيوت الفلسطينيين ما سيجعل احتمالات الاحتكاك أكبر، وسيكون الفلسطيني ضحية مضاعفة، من جهة بيته معرض للهدم بأمر من المحكمة، ومن جهة أخرى يكون معرضاً لاعتداءات المستوطنين الذين شرعت الحكومة وجودهم على أرض الفلسطينيين تحت مسمى مزارع".


توثيق تصرفات الجيش والمستوطنين

في أعقاب اعتقال المتضامنين الأجانب مع "مسافر يطا" وقرار إقامة البؤر الاستيطانية الست، رفع سكان المنطقة بدعم من المجموعات المتضامنة معهم، رسالة احتجاج ومناشدة محلية ودولية للتدخل ووضع حد لممارسات سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في الجيش والمستوطنين.
وقالت الناشطة الإسرائيلية اليسارية ياسمين فاردي، وهي من قادة حركة "رافضات"، في حديث مع "اندبندنت عربية"، إن "وجودنا هنا كمجموعات داعمة لسكان مسافر يطا يعطي دعماً كبيراً للسكان. فإلى جانب المشاركة في مختلف البرامج والنشاطات التي يقومون بها، نشكل أحياناً درعاً واقية لهم تجاه ممارسات الجيش أو المستوطنين الذين يتجولون بحرية مطلقة على أرض الفلسطينيين وينفذون أعمالاً استيطانية بل يعتدون على الفلسطينيين أمام الجنود الذين لا يتدخلون ولا يحركون ساكناً".
وذكرت فاردي، إنهم يوثقون تصرفات الجيش والمستوطنين وقد ساعد ذلك السكان في مرات عدة عندما يعتقلهم الجيش بتهمة الاعتداء على أفراده والمستوطنين، "فنحن بدورنا نقدم الصور كأكبر دليل على افتراء الجيش والمستوطنين على السكان، ومساندتنا هذه تشكل دعماً معنوياً أيضاً للسكان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


يحفر قبراً ليعيش

"لن أتحرك من أرضي ولو كان الثمن موتي. على أي حال نحن نموت كل يوم مرة في هذه الحياة، بيتي هدموه مرات ومرات لكن هذه المرة جهزت نفسي قبل وصولهم، بضمان مكان وضعيته كالقبر لكن هذا القبر سيمنحني الحياة على أرضي"، بهذه الكلمات حدثنا جابر دمامسة، وهو من "مسافر يطا" رافضاً ترك أرضه وبعد كل هدم لبيته (خيمته)، يقوم بنصب خيمة جديدة، أي بيت من جديد.
وواجه جابر هو والد لخمسة أطفال، مشكلة الهدم على مدار خمس سنوات. وهذه المرة اختار بديلاً أفضل يضمن بقاءه من دون إمكانية الهدم. فبالقرب من أرضه هناك مغارة قديمة جداً من الصعب البقاء فيها طويلاً، لكنه أجرى فيها بعض التصليحات وأوصل إليها التيار الكهربائي، وباتت كالقبو. وقال "عندما أشاهد اقتراب الجرافات والجيش من أرضي أدخل مع أبنائي إلى هذه المغارة التي لا يمكنهم دخولها أو هدمها، فهذه هي وسيلتي الوحيدة للبقاء في أرضي والحفاظ عليها".
هذه هي حال فلسطينيي "مسافر يطا"، المهددين طوال الوقت بالتهجير القسري تحت ذريعة الضرورة الأمنية للتدريبات العسكرية للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مخطط لإقامة 10 مستوطنات، عدا الست بؤر التي صادقت عليها الحكومة. وتأتي سياسة الهدم وتضييق الخناق ضمن خطة تهجير سكان "مسافر يطا" وتفريغ الأرض للسيطرة عليها.


المزارع الاستيطانية

"إطلاق تسمية المزارع بدل البؤر الاستيطانية هو خدعة"، كما يقول الناشط عدرة، "فبمجرد وصول المستوطنين والسكن على الأرض يسيطرون عليها ويواصلون حياتهم اليومية كالمعتاد. ومن تجربة ما يحدث على أرض الواقع فإن البؤر الاستيطانية أو حتى تلك التي يطلقون عليها تسمية مزارع، تتسع وتتطور وتصبح مستوطنة، ولا يقتصر الأمر على سيطرة المستوطنين على الأرض الفلسطينية بل إنهم يشاركون الجيش سياسته في ملاحقة ومضايقة الفلسطينيين، وأحياناً كثيرة يعتدون على السكان من دون أي رادع".
ويشكل مشروع "المزارع" للرعي عنصراً مركزياً لاتساع الاستيطان في "مسافر يطا" وهناك ما لا يقل عن 25 بؤرة استيطانية أو كما يسمونها "مزرعة" للمواشي. وتبين من اتساع المستوطنين في مناطق أخرى أن المزارع الاستيطانية باتت ظاهرة في مختلف الأراضي الفلسطينية في الضفة ويقوم المستوطنون برعي الأغنام ويمنعون الفلسطينيين من الاقتراب.
وقالت المحامية روني بيليه، من "جمعية حقوق المواطن في إسرائيل"، إن "ظاهرة الإعلان عن مناطق إطلاق نار بدأت منذ 40 عاماً واتسعت في السنوات الأخيرة، وفيما تصدر المحكمة قرارات بطرد السكان ويشدد الجيش قبضته على الفلسطينيين، يحظى المستوطنون بتسهيلات كبيرة للسيطرة على الأرض والبقاء فيها". وأضافت بيليه "كما هي الحال في أماكن أخرى في الضفة، يواجه سكان مسافر يطا مصيرهم لوحدهم ولا يفعل الجيش شيئاً من أجل الدفاع عن حياتهم وأملاكهم، علماً أن طرد السكان المحميين محظور ويمكن أن يشكل جريمة حرب".

المزيد من متابعات