Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نجاح تبادل جثامين حرب اليمن وآمال ضئيلة بالسلام المنتظر

نجحت وساطة محلية في إتمام صفقة تبادل عشرات من قتلى طرفي النزاع

اللجنة نجحت في إتمام صفقة تبادل 43 جثماناً بين أطراف النزاع في اليمن (مؤسسة يمن للعدالة والسلام)

ملخص

تعززت آمال اليمنيين بكسر الجمود القائم في المفاوضات الجارية لإطلاق دفعة جديدة من الأسرى، عقب نجاح وساطة محلية في إتمام صفقة تبادل جثامين عشرات من قتلى الحرب المنتمين لطرفي النزاع

تعززت آمال اليمنيين بكسر الجمود القائم في المفاوضات الجارية لإطلاق دفعة جديدة من الأسرى، عقب نجاح وساطة محلية في إتمام صفقة تبادل جثامين عشرات من قتلى الحرب المنتمين لطرفي النزاع، القوات الحكومية وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وقال رئيس وحدة الوساطة في مؤسسة "يمن للعدالة والتنمية والسلام" عبدالواحد المصعبي (منظمة مدنية غير ربحية) إن اللجنة نجحت في إتمام صفقة تبادل 43 جثماناً بين أطراف النزاع في اليمن.

وأضاف خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن عملية التبادل التي جرت خلال اليومين الماضيين في منطقة محايدة على أطراف محافظة مأرب شرق صنعاء، وبالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة الجوف المحاذية لها (شمال البلاد).

جهود عام ونصف عام

وفقاً المصعبي شملت عملية الإفراج "عن 21 من جثامين أفراد الجيش الوطني كانت محتجزة لدى الحوثيين، في مقابل إفراج القوات الحكومية عن 21 من جثامين المسلحين الحوثيين، جرى نقلها إلى كل من مأرب، (التابعة للحكومة الشرعية) وصنعاء (الخاضعة للحوثيين)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد جهود ومتابعة محلية استمرت نحو عام ونصف عام، أشار الوسيط المحلي إلى أن عملية التبادل هذه تعد جزءاً يسيراً من عملية تبادل واسعة لجثامين الطرفين يجري العمل على إنجاحها بوساطة محلية، مؤملاً أن تتكلل هذه الجهود بتعاون الجهات المختصة لدى الطرفين.

وتوقع مراقبون أن يكون قتلى الطرفين سقطوا في المعارك العنيفة التي جرت على تخوم محافظتي مأرب والجوف الاستراتيجيتين على مدى السنتين الماضية بعد محاولات حوثية مستميتة للسيطرة عليهما طمعاً في الوصول إلى منابع الثروة النفطية التي تحكم الحكومة الشرعية قبضتها عليها في آخر معاقلها شمالاً.

آمال متعثرة

ويأمل اليمنيون المعذبون بالحرب ونتائجها أن تسهم عملية تبادل الجثامين في استئناف جولة جديدة من مفاوضات الجانبين لإطلاق سراح دفعة من الأسرى بعد أيام من تعثر تنفيذ الزيارات المتبادلة بين الحكومة المعترف بها دولياً، وميليشيا الحوثي للسجون في كل من صنعاء ومأرب، تمهيداً للذهاب إلى جولة مفاوضات الأسرى التي كان مقرراً انطلاقها في الـ20 من مايو (أيار) الماضي إلى "أجل غير مسمى".

ونتيجة ذلك تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة زيارة السجون، واستغلال ملف السياسي محمد قحطان الأسير لدى الجماعة منذ ثماني سنوات، في تحقيق مزيد من المكاسب كابتزاز سياسي جديد.

ولهذا قال رئيس وفد الحكومة اليمنية في مفاوضات الأسرى العميد يحيى كزمان، في تصريحات صحافية في وقت سابق هذا الشهر، إنه لن تكون هناك زيارات متبادلة للسجون وأماكن الاحتجاز ولا جولة مفاوضات جديدة، ما لم تكشف جماعة الحوثيين عن مصير السياسي البارز الأسير لديها محمد قحطان.

في حين رد رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى أن جماعته جاهزة للانخراط في صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى لكنه زعم بأن هناك عرقلة من الطرف الآخر الذي أفشل عملية تبادل زيارة السجون، في إشارة إلى الشرعية.

وأضاف المرتضى أن جماعته قامت بإرسال وسطاء محليين إلى مأرب من أجل حلحلة الإشكالات.

سبق ونجح عدد من صفقات تبادل أسرى وجثامين الطرفين، لعل أبرزها تلك التي جرت في الـ16 من أبريل (نيسان) الماضي، عندما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكمال إطلاق سراح نحو 900 محتجز في اليمن، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين، عقب مشاورات بين الطرفين عقدت في سويسرا، من بينهم وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي رئيس جهاز الأمن السياسي في كل من عدن ولحج وأبين ناصر منصور هادي، وقائد اللواء 119 فيصل رجب.

انتقائية الجثث

في إحاطة حول التعثر الذي طرأ على تقدم ملف الأسرى حمل المتحدث باسم الفريق الحكومي اليمني المفاوض بشأن الأسرى ماجد فضائل الحوثيين مسؤولية تعثر بدء زيارات متبادلة لأسرى الجانبين.

وقال فضائل إن "ميليشيا الحوثي تصر على الانتقائية في زيارات الأسرى، ورفضت السماح بزيارة بعض الأسرى والمختطفين، خصوصاً السياسي البارز محمد قحطان المشمول بقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي حث على إطلاق سراحه"، وأضاف "إذا وافق الحوثيون وسمحوا بزيارة قحطان وتواصله مع أسرته، فسيسهل أمر الزيارات المتبادلة للأسرى ومن ثم انطلاق المفاوضات الجديدة".

وفيما نقلت وكالات عن إعلان الشرعية وصول جثامين القتلى إلى ثلاجة مستشفى مأرب العام، لم يصدر عن الحوثيين تعليق على عملية التبادل.

ومنذ عام 2014 يشهد اليمن حرباً دامية بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، سقط خلالها آلاف من الجانبين بين قتيل وجريح فضلاً عن ملايين النازحين والمشردين والمرضى والجياع في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وانتعشت الآمال خلال الفترة الماضية بتجاوز الأزمة، وهو ما عززه الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، الذي أعلن في السادس من أبريل الماضي، لكن هذه الآمال بدأت تتبدد مع استمرار الحوثيين في إعلاء سقف مطالبهم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير