Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نظريات المؤامرة" تفسر تراجع "ناسا" عن استعمار الفضاء

رغم تنازل الوكالة الأميركية عن "الحلم" أقلعت أخيراً رحلة المكوك "دراغون" التي تضم رائدي فضاء سعوديين

محطة الفضاء الدولية (ISS) مأهولة بالبشر منذ عقود (ويكيبيديا)

ملخص

نظرية المؤامرة شككت في هبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969 وتعززت لدى شريحة واسعة من الناس بعد خفض موازنة "ناسا" 2013 في ذروة نجاحه

في 2010 توقفت مشاريع "ناسا" لاستعمار كواكب خارجية لأسباب لها علاقة بالموازنة والتقدم التقني الذي عدته وكالة الفضاء الأميركية بطيئاً أو غير مثالي لإنجاز هذا المشروع الضخم بهذه السرعة. بدورها تتابع كل من وكالة الفضاء الأوروبية والروسية والصينية هذا الحلم، وتتوقع استئنافه لكن ليس قبل عام 2025. وتشير كثير من الإحصاءات والدراسات والبحوث العلمية على شبكة الإنترنت التي نشرت في مجلات علمية وكتب وعبر الموسوعات العلمية ومنها "ويكيبيديا" ووكالة "أسوشييتد برس" وكتاب "الموسوعة الكونية الكبرى" لماهر الصوفي وغيرها، إلى وجود نظريات عدة وراء إعلان "ناسا" المباغت التنازل كلياً عن هذا الحلم، ولعل أشهرها نظرية المؤامرة التي شككت حتى في هبوط الإنسان على سطح القمر 1969 والتي تعزز وقعها لدى شريحة واسعة من الناس بعد خفض موازنة "ناسا" إلى مستويات متدنية الذي بدأ منذ 2013، إذ خفضت موازنة استعمار الفضاء في أميركا من 587 مليون دولار لتصل عام 2015 إلى 189 مليوناً، الأمر الذي تزامن مع وصول هذا الحلم إلى ذروته بعد اجتياز مرحلة الوصول إلى المريخ 2012 بواسطة المركبة "كوربوزيتي"، وهو ما وصفه رواد فضاء أميركيون وقتها بالأمر المخيب للآمال والطموحات.

 

معنى التنازل عن استعمار الفضاء

تسوق "ناسا" مبررات كثيرة لوقف برنامجها الذي غذته وسائل إعلامها ومنتجوها السينمائيون لقرن من الزمن، حتى أصبح يجسد طموحات البشرية في اكتشاف الفضاء الخارجي والتعرف أكثر إلى تلك العوالم التي حلم البشر منذ ملايين السنين ببلوغها. ويعبرعالم النجوم روحياً عن علاقة الإنسان تحديداً بالسماء، إذ تطلع البشر دون غيرهم من المخلوقات إلى السماء بوصفها العالم النهائي الذي يصلون إليه بعد الموت لبلوغ الجنة، فالسماء مقر الآلهة والمخلوقات الأخرى مثل الملائكة والشياطين، وعبرت الأديان دائماً عن فكرة انتقام السماء من البشر الخاطئين والمذنبين، وتوعدت تعاليم معظم الأديان فئة من الناس بالعذاب في الدنيا قبل الآخرة، فتصور كثير من الناس أن غضب الآلهة يأتي من السماء بغتة وفق ما أكدته تعاليمهم الدينية. لذلك ظل البشر عبر آلاف إن لم يكن ملايين السنين (فترة ازدهار الأفكار الدينية وعوالم الغيوب من سحر وشعوذة وغيرها)، يظنون أن أكبر خطر على كوكب الأرض سوف يأتي من السماء، واعتبر كثيرون بلوغ القمر والمريخ والنجوم عامل ارتياح للبشرية، خصوصاً بعد أفلام هوليوودية تشير إلى وجود أبطال بشريين قادرين على رد غزو المخلوقات الفضائية الشريرة التي ستأتي من السماء ذات يوم. ويعد تنازل "ناسا" عن هذا المشروع "تنازلاً عن حلم الإنسانية بحماية كوكب الأرض من هذا الخطر الداهم"، بحسب بعضهم.

نظرية "ستارغيت" الخيالية

تذهب هوليوود من خلال سلسلة أفلام ومسلسلات "ستارغيت" الشهيرة إلى أن الإنسان المعاصر دخل في معارك طاحنة ضد المخلوقات الفضائية التي حاولت غزو كوكب الأرض لاستعباد البشر وقهر الضعفاء، وإرغامهم على عبادة جنس آخر أطلق عليه صناع هذا العمل اسم "غواؤلد"، إذ يدخل أبطال بشريون عبر واحدة من بوابات السماء من (الجيزة/ مصر) لمحاربة "راع" القائد الأعلى لهذه القوات الشريرة. ويفسر العمل معنى "غواؤلد" بأنهم أبناء الآلهة، وهم وفق العمل "جنس خيالي طفيلي يعيشون عن طريق الاندماج مع الجسد البشري المسضيف، وينتج من هذا الاندماج مخلوق بالغ القوة وطويل العمر ويتمتع بصحة ممتازة" وتصل قوتهم إلى أنهم يحتلون المجرات الكبرى. وعرفت مقالة نشرت عام 2017 في أميركا، المجرة بأنها تحتوي على 100 تريليون نجم، فيما تقول معلومات حديثة إن المجرة ربما تكون أضخم من ذلك وإن الكون المنظور يحتوي قرابة 170 مليار مجرة. ولعل هذا الوصف العلمي يتناسب مع وصف هذه المخلوقات بأبناء الآلهة لأن السيطرة على المجرات غير متاح للإنسان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مفارقات غير متوقعة

أول فيلم لـ"ستارغيت" صدر في 1994 وبلغت أرباحه 200 مليون دولار، بعد ثلاثة أعوام ظهر مسلسل "ستارغيت إس جي وان" وهو النسخة المهمة التي اشتق منها أحد أفلام السلسلة "ستارغيت أتلانتس 2004". وتتميز قصة "ستارغيت" بأنها شبه دائمة عبر الأجزاء كافة، إذ تبدأ الحكاية الأصلية للعمل من عام 1906 وذلك من خلال اكتشاف جهاز يمكن الأبطال من اختراق تلك العوالم عبر بوابة (الجيزة) المدينة الأسطورية وعاصمة الحضارة الروحية المصرية القديمة. وتقول حبكة الفيلم في نسخة 2000 إن البشر"اكتشفوا خلال رحلتهم شعباً أقوى بكثير من الغواؤلد وأطلقوا عليهم اسم المتضاعفين" وهؤلاء جنس خيالي من الآلات المزودة بالذكاء الاصطناعي، أي أنهم روبوتات قادرة على التصرف بشكل فردي وجماعي. والمفارقة التي تكمن في هذا الاكتشاف هي أن الحبكة انتقلت بعد رفض تخويف البشر من أبناء الآلهة إلى إثارة مخاوفهم من الذكاء الاصطناعي، إذ تمثل الآلهة التراث المعرفي للشعوب والحضارات الروحية القديمة، ومنها المصريون القدماء (راع)، فيما تجسد الروبوتات والذكاء الاصطناعي جوهر المعرفة الحديثة التي تتوجت بالعلم والتطور الفكري والمعرفي.

الحلم لا يتوقف

على رغم تنازل "ناسا" عن الحلم، أقلعت أخيراً رحلة المكوك "دراغون" التي تضم رائدي فضاء سعوديين، وحتى هذه اللحظة لم تعلن وكالات الفضاء الكبرى الأخرى الروسية والأوروبية والصينية التنازل عن الحلم تماماً. في المقابل تدخل دول مثل تركيا التي لم تصل إلى هناك من قبل، السباق نحو الفضاء من خلال الإعلان عن خطوات جدية عدة في هذا الشأن. وحتى 2021 زار محطة الفضاء الدولية التي ظلت مأهولة بالبشر منذ 2000، ما زاد على 244 رائد فضاء وسائحاً، حوالى نصفهم من الولايات المتحدة الأميركية و50 روسياً وتسعة يابانيين، إضافة إلى جنسيات أخرى، وكان بينهم إماراتي واحد حتى رحلة "دراغون" التي من المؤمل أن تشكل زخماً جديداً باتجاه الحلم. في المقابل، بينت استطلاعات أجريت عام 2001 أن 20 في المئة من الأميركيين يؤمنون بنظرية مؤامرة الهبوط على القمر، فيما يصدق 25 في المئة من البريطانيين و28 في المئة من الروس هذه النظرية أيضاً ويكذبون ادعاءات الولايات المتحدة في خصوص رحلة "أبولو" الشهيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم