Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلة الفضاء تبث بين السعوديين روح الفخر والثقة بالنفس

تغنوا بأمجاد بلادهم في غمرة الفرح بنجاح وصول رائديهم برناوي والقرني للمحطة الدولية "فوق هام السحب"

ملخص

لوح السعوديون بالأعلام احتفالا بالانطلاقة الأولى لرائدين من بلادهم في رحلة علمية وسط فريق دولي

أعرب رائدا الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني عن مشاعر فياضة من محطة الفضاء الدولية، وسط تفاعل كبير من السعوديين على الأرض، عبر معارض للفضاء أقيمت في كل من الرياض والدمام وجدة، لربط الجيل الجديد بالرحلة التي يقوم بها الشابان السعوديان، وبثت روح الطموح وثقافة اكتشاف الفضاء بين الناشئة.

وقال  القرني من داخل المحطة "بحمد الله وصلنا... نحن هنا للقيام بتجارب علمية تعود بالنفع على البشرية بإذن الله»، بينما أضافت برناوي "بدعم قيادتنا الرشيدة... نحن الآن نعيش حلماً لم نتوقع أن يصبح حقيقة... وهذه الرحلة تمثل السعوديين والوطن العربي بأكمله... وأيضاً فرصة لنكتشف الفضاء".

وكانت الكبسولة الحاملة لفريق علمي بينهم رائدان سعوديان التحمت مع محطة الفضاء الدولية، في إطار مهمة خاصة تنظمها شركة "أكسيوم سبايس" الأميركية. وباتت العالمة السعودية ريانة برناوي، ومواطنها علي القرني، وهو طيار حربي في الأساس، أول مواطنين سعوديين يشاركان في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية، وتناقل السعوديون صور فريقهم مع زملائهم في المحطة الدولية التي وصلوا إليها بنجاح.
وقالت قائدة المهمة بيغي ويتسون، وهي رائدة فضاء سابقة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) سبق أن شاركت في مهمات إلى محطة الفضاء الدولية، إن "الرحلة كانت مريحة". وأضافت في تصريحات نُقلت بالصوت والصورة مباشرة "هذا الالتحام الأسلس في تاريخ المهام التي شاركت فيها".
وبعد حوالى ساعتين من الالتحام، ستُفتح الكبسولة للسماح للركاب الأربعة بدخول محطة الفضاء الدولية، حيث سيلتحقون برواد الفضاء السبعة الموجودين هناك (ثلاثة روس وثلاثة أميركيين وإماراتي).
وكان صاروخ "سبايس اكس" انطلق الأحد من فلوريدا، بسرعة 28 ألف كيلومتر فوق الأرض نحو محطة الفضاء الدولية، في رحلة مدتها 16 ساعة تقريباً.

تضامن على الأرض

في خيمة شمال الرياض تجمع عدد كبير من السعوديين بعد منتصف الليل لمتابعة اللحظة "التاريخية" لانطلاق أول سعوديين، بينهما امرأة، إلى محطة الفضاء الدولية.

بين الحاضرين، السعودية جواهر السبهان مع أبنائها الخمسة الذين كانوا يلوحون بأعلام بلادهم مع بدء العد التنازلي لانطلاق صاروخ "فالكون 9" من إنتاج "سبايس إكس" الذي يقل رائدي الفضاء السعوديين علي القرني وريانة برناوي، أول امرأة سعودية تنطلق إلى الفضاء.

وقالت السبهان (34 سنة) التي ارتدت النقاب الأسود التقليدي لوكالة الصحافة الفرنسية، "أحب الفضاء والاستكشاف بشكل عام، وأحب أن يعرف أبنائي الفضاء وتفاصيل رحلاته ومميزات استكشافه".

في الخيمة الكبيرة المستحدثة خصيصاً للمناسبة والمكيفة، صدحت فتاة تدعى أغا بالغناء.

وتابعت السبهان "أحببت أن يشاهد أبنائي هذه اللحظة التاريخية لتنمو فيهم المشاعر الوطنية"، بينما التحف ابناها معاذ (11 سنة) وأفنان (تسع سنوات) علم بلدهما.

وأضافت بحماس "أشعر بفخر واعتزاز. لديَّ مشاعر لا يمكن وصفها".

فوق هام السحب

وبثت الخطوة الجريئة روح الفخر والثقة بالنفس بين فئات واسعة من السعوديين، خصوصاً من الشبان الذين لم يعايشوا صعود مواطنهم الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء قبل نحو 4 عقود، وضجت وسائل التواصل والميادين والمحلات التجارية بمشاعر الغبطة والسرور وترداد الأغاني الوطنية على سبيل الاحتفاء، خصوصاً أغنية "فوق هام السحب"، التي ظل السعوديون يرددون جيلاً بعد جيل، قبل أن يروها تطبق عملياً في الرحلة الفضائية، ومعنوياً عبر إصلاحات اجتماعية واقتصادية، كان الشباب محورها الأبرز.

وترى سفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر التي صاحبت الرائدين حتى نقطة انطلاقتهم في إحدى القواعد الجوية الأميركية "إن الشعب السعودي لا يسعه اليوم إلا أن يفخر بأن يرى المملكة تحقق إنجازاً كبيراً بإرسال أول امرأة سعودية عربية مسلمة نحو الفضاء، مما يعكس خطوات حقيقية وملموسة في إطار تمكين المرأة السعودية وإبراز دورها الريادي والتنموي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030". واعتبرت الخطوة تمثل "علامة فارقة" ومؤشراً واضحاً على دعم ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان الشباب و"تشجيعهم على العلم والعمل بجد واجتهاد حتى وصلنا للفضاء".

بث مباشر

إلى ذلك تسمر الحضور أمام شاشة كبيرة عرضت بثاً حياً لمراسم انطلاق المهمة الخاصة التي تنظمها شركة "أكسيوم سبايس" الأميركية، وكان بين الحضور عديد من الأطفال.

مع نهاية العد التنازلي للانطلاق، قال معلق الحفل "تنطلق السعودية نحو الفضاء"، فعلت صيحات وتصفيق، بينما كان كثيرون يسجلون صعود الصاروخ نحو الفضاء بهواتفهم المحمولة.

بين هؤلاء، المسوق مساعد محمد (32 سنة) الذي وصف الأمر بـ"حلم كبير تحقق".

وقال الشاب الذي ارتدى الثوب الأبيض التقليدي بتأثر "هذه لحظة تعكس مستقبل أمة تريد تحقيق المستحيل".

 

 

وأنشأت المملكة هيئة الفضاء السعودية في عام 2018 وأطلقت العام الماضي برنامجاً لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء.

وكانت السعودية أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء في الماضي، إذ شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان، نجل العاهل السعودي الملك سلمان، في مهمة أميركية في 1985.

ليل الأحد كان الأمير سلطان، أول عربي ومسلم يشارك في رحلة فضائية، أبرز الحاضرين في التجمع الذي نظمته هيئة الفضاء السعودية.

وقال الأمير سلطان "نحن نشهد لحظة تاريخية".

وتابع "أتأمل تجربتي في الفضاء قبل سنوات طويلة، وسعيد أن السعودية عادت مرة أخرى إلى الفضاء". وتابع "هذه مجرد بداية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

10 أيام في الفضاء

وتصدرت صور برناوي والقرني، وهما يرتديان ملابس رواد الفضاء، اللوحات الإعلانية في الرياض.

ويضم طاقم المهمة الفضائية أيضاً بيغي ويتسن، رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي توجهت إلى المحطة الدولية ثلاث مرات من قبل وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأميركي جون شوفنر الذي سيقود المركبة.

وسيمضي هذا الطاقم 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية التي يتوقع أن يصل إليها الإثنين نحو الساعة 13.30 بتوقيت غرينتش.

ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة نحو عشرين اختباراً أثناء إقامتهم، واحد منها يتعلق بدراسة سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.

ويعكس انطلاق برناوي إلى الفضاء حجم الانفتاح الكبير الذي يشهده المجتمع السعودي، حيث لم يكن مسموحاً للمرأة مجرد قيادة السيارات حتى قبل أقل من خمس سنوات.

وقالت برناوي التي درست العلوم في مؤتمر صحافي خلال الأسبوع الجاري "من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية".

وتابعت "إنها فرصة عظيمة أن أمثل بلادي، أن أمثل أحلامها".

بعد دقائق قليلة من انطلاق المهمة، كان سعوديون يوسعون بالفعل دائرة أحلامهم.

وقال الشاب السعودي عبدالله العتيبي وهو يتابع بتركيز شديد تفاصيل الانطلاق "الخطوة القادمة هي الصعود إلى القمر".

وتأتي رحلة برناوي والقرني في سياق تحول يشهده قطاع الفضاء السعودي، الذي وضع برنامجاً لرواد الفضاء، أُطلق في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، تأكيداً لتوجهات البلاد الرامية إلى الاستفادة من القطاع في كل مجالاته، باعتباره قطاعاً مستقبلياً عملاقاً تتقاطع فيه رؤى عالمية نحو الاستدامة والتكنولوجيا والأبحاث العلمية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات