Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ذكاء اصطناعي يتنبأ باحتمال انتشار السرطان وينقذ الأرواح

طور علماء في لندن برنامجاً ذكياً يعطي مؤشرات إلى الإصابة بورم خبيث

صورة من التصوير الشعاعي للثدي أو الماموغرام (صحيفة أوديسا الأميركية)

ملخص

هل ينقذ الذكاء الاصطناعي البشرية من مرض السرطان؟

بفضل نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي سيتمكن الأطباء من رؤية بوضوح أكبر ما إذا كان نوع عدواني من سرطان الثدي سينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

برنامج الذكاء الاصطناعي هذا طورته مجموعة من العلماء في لندن كي يكتشف أي تغيرات تطرأ في العقد الليمفاوية، المتموضعة تحت الذراع كونها واحداً من الأماكن الأولى التي ينتشر إليها سرطان الثدي لدى النساء المصابات بما يسمى "سرطان الثدي السلبي الثلاثي" triple negative breast cancer.

في هذه الحالات، تحتاج المريضات في الغالب إلى علاج مكثف، ولكن نموذج الذكاء الاصطناعي، كما يقول الباحثون، يساعد الأطباء في وضع خطة للعلاج، ويمنح المريضات راحة البال والطمأنينة في شأن احتمال انتشار "سرطان الثدي السلبي الثلاثي".

تولت الإشراف على البحث الدكتورة أنيتا غريغورياديس في "وحدة بريست كانسر ناو" (سرطان الثدي الآن) في كلية "كينغز كوليدج لندن". وقالت إنه "عبر تبيان أن تغيرات في العقد الليمفاوية يمكنها أن تتوقع ما إذا كان "سرطان الثدي السلبي الثلاثي" سينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أضفنا إلى معارفنا المتزايدة الدور المهم الذي تؤديه هذه الاستجابة المناعية في معرفة النتيجة المستقبلية لحالة المريضة".

"أخذنا هذه النتائج من تحت المجهر وترجمناها إلى نظام قائم على التعلم العميق بغرض إنشاء نموذج من الذكاء الاصطناعي ربما يساعد الأطباء في علاج مريضات [سرطان الثدي] ورعايتهن، ويضع في متناول الأطباء أداة إضافية في ترسانة من التدخلات العلاجية تسهم في الوقاية من "سرطان الثدي الثانوي"، أضافت الدكتورة غريغورياديس.

في المملكة المتحدة، يشخص الأطباء الإصابة بـ"سرطان الثدي السلبي الثلاثي" لدى واحدة تقريباً من كل سبع مصابات بسرطان الثدي، أو 15 في المئة من جميع هؤلاء، مع تشخيص ما يربو على ثمانية آلاف حالة سنوياً.

لا تحتوي الخلايا السرطانية في هذا النوع من السرطان على أي من المستقبلات (البروتينات) الموجودة بشكل شائع في سرطان الثدي، ويمثل نحو 25 في المئة من وفيات سرطان الثدي.

أما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بـ"سرطان الثدي الثلاثي السلبي" فهي النساء اللاتي ورثن شكلاً متحوراً من الجين "بي آر سي أي" BRCA، والنساء من العرق الأسود، والنساء اللاتي لم يبلغن بعد سن انقطاع الطمث.

في هذه الدراسة، المنشورة في "جورنال أوف باثولوجي" (مجلة علم الأمراض) Journal of Pathology، اختبر الباحثون نموذجهم من الذكاء الاصطناعي على أكثر من خمسة آلاف عقدة ليمفاوية تبرعت بها 345 مريضة لعدد من البنوك الحيوية من بينها بنك الأنسجة التابع لجمعية "بريست كانسر ناو".

نجح النموذج الذكي في تحديد احتمال انتشار سرطان الثدي إلى أعضاء أخرى من الجسم. كذلك وجد فريق البحث أن نموذج الذكاء الاصطناعي قد توصل ببساطة إلى هذا التوقع من طريق تحليل الاستجابات المناعية في العقد الليمفاوية، حتى في الحالات التي لم تتفش خلايا سرطان الثدي فيها إلى أعضاء أخرى في الجسم.

في إطار الخطوات التالية، يأمل الباحثون في أن يخضع نموذجهم من الذكاء الاصطناعي للاختبار في تجارب سريرية حول سرطان الثدي.

وأضافت الدكتورة غريغورياديس: "نعتزم إجراء اختبارات أكثر لهذا النموذج الذكي في مراكز موزعة في مختلف أنحاء أوروبا كي يصبح أكثر قوة ودقة".

"الانتقال من تقييم الأنسجة على شرائح زجاجية تحت المجهر إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر في (هيئة الخدمات الصحية الوطنية) (NHS) يتحقق بسرعة أكبر ويحقق مزيداً من النجاح"، في رأي الدكتورة غريغورياديس.

وتوضح الدكتورة أنها وزملاءها يهمهم "تسخير هذا التحول الإيجابي في تطوير برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستند إلى نموذجنا من اختصاصيي علم الأمراض للاستفادة منه من أجل منفعة النساء المصابات بأشكال من سرطان الثدي صعبة العلاج".

وأوضح الدكتور سيمون فينسينت، مدير قسم البحوث والدعم والتأثير في "بريست كانسر ناو"، أن الفحوص تكشف عن إصابة نحو ثمانية آلاف امرأة بريطانية سنوياً بـ"سرطان الثدي السلبي الثلاثي"، علماً أنه شكل أكثر عدوانية من سرطان الثدي، وغالباً ما ينتهي إلى نتائج صحية أسوأ.

"وإذا كان ممكناً، بفضل هذا البحث، مد النساء بعلاجات وأشكال من الرعاية الصحية مصممة خصيصاً بحسب كل حالة، وذلك استناداً إلى احتمال انتشار سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، فمن شأن هذا التقدم أن يساعد في إنقاذ الأرواح وتخفيف وطأة التوتر والقلق"، بحسب الدكتور فينسينت.

"نتطلع إلى نتائج إضافية تسمح لنا بمعرفة كيف سيؤدي [هذا النموذج الذكي] الغرض منه في الممارسة العملية كي تستفيد منه المصابات بهذا النوع من سرطان الثدي"، ختم الدكتور فينسينت.

© The Independent

المزيد من صحة