Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الروس الساعون في الانتقام من بوتين

تشكل فيلق المتطوعين الروس وفيلق حرية روسيا في أوكرانيا في أعقاب غزو موسكو. واليوم تسعى تلك الفصائل إلى نقل القتال إلى الكرملين وتهدف إلى إطاحة الرئيس

أعضاء فيلق المتطوعين الروسي في أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)

ملخص

تشكل فيلق المتطوعين الروس وفيلق حرية روسيا في أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي. واليوم تسعى تلك الفصائل إلى نقل القتال إلى الكرملين وتهدف إلى إطاحة الرئيس: إنهم الروس الساعون في الانتقام من بوتين

شعر المقاتلون بالاندفاع بعد إتمام مهمتهم عبر الحدود واستعرضوا ناقلة الجند المدرعة BRT ورشاشات صادروها كجزء من غنائمهم التي خرجوا بها من المعركة وتعهدوا بشن مزيد من الهجمات في إطار حملة طويلة متوقعين في نهايتها سقوط فلاديمير بوتين الوشيك.

فهم لم يقوموا بغزو روسيا بالنيابة عن أوكرانيا، بل بدأوا حرب تحرير بحسب ما أعلن دينيس كابوستين قائد فيلق المتطوعين الروس RVC في مخيم في شمال شرقي أوكرانيا. وأصر قائلاً، "عدنا إلى ديارنا. لم يرافقنا أي جنود أوكرانيين، فهم لن يأتوا إلى أرض روسيا الاتحادية. إنها مشكلتنا الداخلية".

وتزعم المجموعة، إلى جانب ميليشيات أخرى مناهضة لبوتين وتطلق على نفسها اسم "فيلق حرية روسيا" Freedom of Russia Legion بأنهم يجيبون على صرخات الاستغاثة التي أطلقها سكان بيلغورود، وهي المنطقة التي سيطروا فيها على بلدات وقرى قليلة وسط شعبية كبيرة رافقتهم. ويقول نائب قائد فيلق حرية روسيا الملقب بالقيصر: "كما تعلمون، منذ وقت ليس ببعيد، ألقت طائرات سوخوي سو-35 قنبلتين على بيلغورود. وبعد ذلك، بدأنا نتلقى رسائل من السكان المحليين يطلبون فيها منا نزع السلاح من المنطقة. يتمثل هدفنا في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جميع المناطق المجاورة لأوكرانيا. تطرح القوات المسلحة الروسية تهديداً ليس للشعب الأوكراني وحسب بل للشعب الروسي أيضاً". وأضاف قائلاً، "تقوم خطتنا التالية على التوغل بعمق داخل الأراضي الروسية. نرجو منكم الانتظار قليلاً، لبضعة أيام وحسب وستسمعون أخبارنا مجدداً. بعد إتمام هذه المهمة، سنبدأ بتحرير روسيا".

أياً كان ما سيحل بخطة التحرير الطويلة الأمد، فإن الواقع يدل على أن التوغلات الحالية التي ينفذها المقاتلون تشكل جزءاً من "عمليات إعادة تشكيل" تقوم بها أوكرانيا قبيل ربيع مليء بالهجمات المضادة والذي من المفترض أن يبدأ في المستقبل القريب.

يقوم الهدف من خلال ذلك على إجبار القوات الروسية على الخروج من مواقعها ودفعها إلى التراجع والتحرك نتيجة تلقيها هجمات مختلفة. وتحصل عمليات استكشاف ورصد مماثلة في زابوريجيا في الدونباس وغارات جوية في شبه جزيرة القرم.

في غضون ذلك، وجب على الكرملين إرسال وحدات جديدة إلى منطقة بيلغورود رداً على تلك الهجمات وتعيين الكولونيل الجنرال أليكسندر لابين الذي شغل منصب رئيس أركان القوات الروسية البرية قبل أربعة أشهر، ليكون مسؤولاً عند الحدود. وسيجب على تلك القوات الآن البقاء في المنطقة، مع إطلاق الميليشيات المناهضة لبوتين في المنفى تهديداً بشن غارات جوية إضافية، فيما تتكشف العمليات الهجومية الأوكرانية في أماكن أخرى.

ومع الأخذ في الاعتبار أن القوات الموجودة خارج البلاد تتمتع باستقلالية التحرك، يقر كابوستين بوجود "مساعدة وتشجيع أوكرانيين من قبل الرفاق". ويقول إن الأوكرانيين استفسروا: "ما رأيكم بخطتنا، هل هي ممكنة؟ وما المعلومات التي بوسعكم مدنا بها؟" مضيفاً، "ونحتاج أيضاً إلى أن نسأل إذا ما كان من شأن عملية كهذه أن تساعد أوكرانيا أو أنها ستصعب الأمور بشكل أكبر بالنسبة إليها؟".

ويشرح قيصر: "نحمل كلنا جوازات سفر روسية أو أننا روس من أصول عرقية أتوا للدفاع عن أوكرانيا. بالطبع، ننسق نشاطاتنا مع بعض الجهات في أوكرانيا، سيكون الأمر غريباً لو أنه كان مغايراً لذلك".

ويقوم موقف الحكومة الأوكرانية على أنها ليست منخرطة في التحركات التي تنفذها مجموعات المعارضة داخل روسيا. وقال الرئيس فلوديمير زيلينسكي بعد هجوم بالمسيرة على الكرملين أخيراً وسلسلة من التفجيرات والقصف على الأراضي الروسية: "تقوم أوكرانيا بالدفاع عن بلدنا ضمن أراضي أوكرانيا. لا وجود لنا في بلد أجنبي".

وسبق لأعضاء منتمين إلى فيلق المتطوعين الروس أن عبروا عن أفكار يمينية متطرفة وفاشية جديدة (نيوفاشية) وهو ما سعى الكرملين إلى استغلاله لصالحه. وحاول المسؤولون الأوكرانيون بصعوبة شرح ارتباطات البلاد مع هذه المجموعات. وفي هذا الإطار، قال مسؤول رفيع المستوى في جهاز الأمن الأوكراني SBU: "بالطبع نحن لا ندعم الآراء المتطرفة، ولكن "عدو عدونا هو صديقنا"، أليس هذا هو القول الشائع؟ أما في ما يتعلق بنشاطاتنا، فهنالك أمور لا يمكننا الحديث عنها طبعاً على غرار جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية MI6 والقوة الجوية الخاصة SAS، ولكن نجد أن هنالك الكثير من الروس المعارضين لبوتين ولهذه الحرب، وهم مستعدون للمساعدة سواء عند الحدود أو في سانت بطرسبورغ أو موسكو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتمتع أعضاء فيلق حرية روسيا بمواقف سياسية أكثر اعتدالاً من نظرائهم في الفيلق الآخر. ويقول قيصر بأن الاختلافات بين المجموعتين المسلحتين يجب أن تدفن وأراد أن يبرز التناقض بين وحدتهما والمعارضة السياسية الروسية "المقسومة".

"واقع أننا نتخذ موقفاً معتدلاً أكثر فيما يتخذ فيلق المتطوعين موقفاً يمينياً متطرفاً لا يغير شيئاً. يتمثل هدفنا في حماية أوكرانيا وتحرير روسيا. نحن مصممون على القتال والموت في سبيل قضيتنا. يختلف هذا الأمر عن المعارضة السياسية التي تتقاذف الاتهامات، فهذا يساعد نظام بوتين وحسب". وتابع قائلاً، "إن كان يعتقد أحد أن هنالك طريقة أخرى لوضع حد لنظام بوتين، فهو إما تافه أو مجنون. من الواضح أن التظاهرات الشعبية السلمية في روسيا لن تغير شيئاً. سيتم سحق الأشخاص في الساحات بواسطة الدبابات. مع قتال كما حصل في بيلغورود، أظهرنا بأن الطريقة الوحيدة لتغيير النظام في البلاد هي من خلال قوة السلاح".

بعد أكثر من يوم من المناوشات، أعلن الكرملين بأنه "تم القضاء على 70 قومياً أوكرانياً". وقالت المجموعات المسلحة إن اثنين من مقاتليها قتلا فيما أصيب 10 آخرون، كما نشر الروس صوراً عن مركبات هامفي Humvees أميركية ومدرعات خفيفة مضادة للكمائن والألغام MRAP يزعم أن الميليشيات تركتها وتمت مصادرتها.

كما سعت الإدارة الأميركية إلى النأي بنفسها عن الهجمات. وبحسب ما قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر من القوات الجوية الأميركية: "لم توافق الولايات المتحدة على أي نقل للمعدات من قبل طرف ثالث للمنظمات شبه العسكرية (الميليشيات) كما لم تطلب الحكومة الأوكرانية أي عمليات نقل من هذا القبيل. سنراقب المسألة من كثب". ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "لا نشجع أي غارات جوية داخل روسيا أو نساعد على شنها. ولكن، كما سبق أن قلنا، يقع على عاتق أوكرانيا أن تقرر كيف تقود هذه الحرب".

ولدى سؤال كابوستين عن الأسلحة الأميركية أجاب: "أعلم تحديداً من أين أحصل على أسلحتي، لسوء الحظ ليس من شركائنا الغربيين". وأضاف قيصر: "نعم نستخدم مركبات الهامفي الأميركية. لقد اشتريناها من المتاجر العالمية ومتاجر مستلزمات الحرب... بوسع أي شخص يملك المال أن يفعل ذلك".

ولا تزال الميليشيات صغيرة من حيث العدد وما زال غير واضح بشكل كبير امتلاكهم القدرة على تنفيذ مهام توغل عميق في الداخل الروسي، بيد أن الغارات التي شنت على الحدود زودت مزيداً من الذخيرة للشخصيات النافذة في روسيا ممن كانت تشن هجمات على القيادة العسكرية العليا خلال الحرب القائمة.

وشكل يفغيني بريغوجين الذي انخرط مسلحوه المرتزقة في القتال في الصفوف الأمامية خصوصاً في معركة باخموت، أحد أشد منتقدي هذه الميليشيات. وانتقد قائد قوات فاغنر قائلاً، "تدخل قوات الاستطلاع والتخريب إلى روسيا بهدوء وتقوم بالزحف وتحميل الفيديوهات وقيادة دباباتها ومركبات نقل المشاة المدرعة. أين الضمانات بأنها لن تدخل إلى موسكو؟ حتى الساعة كما يتبين لي، لا أحد يبالي في شأن سكان منطقة بيلغورود. أتوجه لنخبة روسيا الاتحادية بالقول، "يا أبناء "العاهرات" اجمعوا أبناءكم وأرسلوهم إلى الحرب. عندما تأتون لحضور مأتم وتبدأون بدفنهم، سيقول الناس بأن الأمر أصبح عادلاً الآن".

© The Independent

المزيد من متابعات