Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا والسعودية ترصدان تحسناً في وقف إطلاق النار بالسودان

طرفا النزاع يتبادلان الاتهامات ومسؤول أممي يتلقى تقارير عن طائرات مقاتلة بالخرطوم

ملخص

الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" يتبادلان الاتهامات في شأن انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة سعودية - أميركية ودخل حيز التنفيذ ليل الإثنين الماضي

 قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، في بيان مشترك اليوم الجمعة، إن السعودية والولايات المتحدة تلاحظان تحسناً في احترام اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان. 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أوضحت ، أمس الخميس، أن آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في السودان رصدت انتهاكات محتملة للاتفاق، الأربعاء، بما في ذلك استخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيرة.

وصرح المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر إلى الصحافيين بأن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها الخاصة مع طرفي الصراع وإن واشنطن لن تتردد في استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحميل الطرفين المسؤولية.

من جهة ثانية، أكدت وزارة الخزانة الأميركية أن مجموعة "فاغنر" الروسية تزود قوات الدعم السريع بصواريخ سطح جو لمحاربة الجيش السوداني.

وأقام قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، علاقات مع روسيا. وقال دبلوماسيون غربيون في الخرطوم في عام 2022 إن "فاغنر" ضالعة في عمليات تعدين غير مشروعة للذهب في السودان وتنشر معلومات مضللة.

وكان "حميدتي" قد قال في وقت سابق، إنه نصح السودان بقطع العلاقات مع "فاغنر" بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وقالت "فاغنر" في 19 أبريل (نيسان) إنها لم تعد تعمل في السودان.

اتهامات متبادلة

واستمرت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، لتبدد الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم.

وتبادل الطرفان اللذان يتنازعان السلطة في السودان الاتهامات في شأن انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة أميركية - سعودية ودخل حيز التنفيذ ليل الإثنين الماضي.

وكان الوسطاء الأميركيون والسعوديون أعلنوا بعد أسبوعين من المفاوضات، التوصل إلى هدنة تعهّد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، باحترامها، إلا أنهم أكدوا أن "القتال في الخرطوم بدا أقل حدة (...) لكن المعلومات تفيد بأنهما انتهكا" الهدنة منذ بدء سريانها رسمياً. واتهمت قوات "الدعم السريع" الطرف الآخر، في بيان نشرته ليل الأربعاء عبر حسابها على موقع "تويتر"، بـ"اختراق قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة الهدنة الإنسانية المعلنة" بحسب وصفها.

وأضافت أن قوات الجيش "قامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري"، مشيرة إلى "إسقاط طائرة ميغ يوجد حطامها في منطقة أُمبدة" بأم درمان غرب العاصمة.

ورد الجيش في بيان نشره على صفحته على موقع "فيسبوك" قائلاً إن "الميليشيات المتمردة تواصل انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها (...) طبقاً لاتفاق جدة".

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بشن هجمات على دار سك العملة وقواعد جوية تابعة للجيش وعدة مدن إلى الغرب من العاصمة، وقال إنه صد هجمات ودمر ست مركبات معادية، كما اتهمها بـ"هجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (في دارفور) ومواصلة احتلال المستشفيات، واحتلال مطبعة النقود وسك العملة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معارك ونزوح

وأسفر النزاع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" عن مقتل المئات وأكثر من مليون نازح داخلياً، وما يفوق 300 ألف لاجئ إلى الدول المجاورة، منذ 15 أبريل.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أي سي أل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة، ومدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وجه رسالة إلى السودانيين غداة توقيع اتفاق جدة وقال فيها "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف"، وتابع "سنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة لنا".

من جهته، أكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في تصريحات للصحافيين في جنيف الأربعاء أنه "على رغم اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، لا يزال المدنيون يتعرضون لخطر الموت والإصابة".

وأضاف "بين عشية وضحاها تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم، ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان".

لكن منذ بداية الحرب، تم الإعلان مراراً عن اتفاقات لوقف النار تعرضت للانتهاك في كل مرة، وعلى رغم تواصل المعارك، أكد سكان في العاصمة أنهم استغلوا تراجع حدّتها هذه المرة للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم.

وضع إنساني

وقال منسق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توبي هاروارد، إن جماعة مسلحة حاصرت مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، مضيفاً أن الاتصالات السلكية واللاسلكية انقطعت، كما هاجمت عصابات تجوب المدينة بدراجات نارية مستشفيات ومقرات حكومية ومكاتب منظمات إغاثة وبنوك ومنازل، داعياً السلطات إلى استعادة السيطرة على المدينة، لافتاً إلى أنه وردت أنباء عن وضع مماثل في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، التي شهدت أيضاً انقطاع الاتصالات لعدة أيام بعد مقتل المئات في هجمات شنتها ميليشيات.

وأكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي، إن كثيراً منهم عبروا الحدود إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المنظمات مستعدة لتقديم المساعدات إلى أكثر من أربعة ملايين شخص، لكن العوائق البيروقراطية والمشكلات الأمنية تعرقل التوزيع.

ترقب أممي

من جهتها قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، للصحافيين في برلين، إن الناس يفرون من الخرطوم ويتجهون غرباً لدارفور، رغم وجود اشتباكات فيها تزايدت وتيرتها في العامين الماضيين، وعادت للظهور بقوة منذ اندلاع القتال في العاصمة، منوهة إلى أن الجهود الأممية الإغاثية "تحتاج إلى تمويل من القطاع الخاص، وفي الوقت الراهن يتعين أن يتوقف الصراع، فنحن بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي لنحقق ذلك تحديداً وإلا سنخسر جيلاً آخر من السودانيين".

وصرح مسؤول إغاثة لوكالة "رويترز" بأن من بين 168 شاحنة جاهزة لتقديم المساعدات، يتحرك عدد قليل فقط من بورتسودان إلى القضارف وكسلا والجزيرة، لافتاً إلى أن كثيراً من السكان يكافحون للبقاء على قيد الحياة إذ يواجهون انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة، وكذلك انهيار الخدمات الصحية وانتشار الفوضى والنهب.

 

المزيد من الأخبار