Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يحيي الحضارة السومرية في مدينة أور الأثرية

مشروع لتطويرها بهدف استقطاب السائحين وإنشاء شراكات عالمية لتشجيع الاستثمار

إضاءة معبد زقورة الكبير في مدينة أور القديمة قبل زيارة البابا فرنسيس للعراق (أ ف ب)

ملخص

أسماء الشوارع والمطاعم وتفاصيل المدينة ستكون على أسماء الشخصيات التاريخية السومرية.

كشفت الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان البابا فرنسيس إلى مدينة أور العراقية في الخامس من مارس (آذار) 2021، أهمية المدينة التاريخية والدينية المهمة، حيث تعد موطن النبي إبراهيم ومهداً لعدد من الحضارات، ومنذ ذلك الحين تتوافد أعداد كبيرة من السائحين إلى محافظة ذي قار.

وعلى رغم افتقار المدينة إلى أبسط مقومات البنى التحتية، سوى بعض الطرق التي أنشئت قبيل زيارة بابا الفاتيكان وبعض دور الاستراحة التي شيدت بعدها، إلا أن أعداد السياح باتت تتضاعف لا سيما بعد تحسن أمني نسبي شهده العراق خلال الأشهر الماضية والترويج الإعلامي للمدينة.

ويبدو أن إعلان الحكومة في عام 2021 تطوير المدينة وإضافة مرافق خدمية وسياحية وفنادق ودور استراحة بات يؤتي ثماره من خلال البدء بعدد من المشاريع المهمة في المدينة.

محاكاة الحضارة السومرية

كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تفاصيل خطة تطوير مدينة أور الأثرية، فيما أشارت إلى أنها ستحاكي الحضارة السومرية وتستقطب السائحين من جميع دول العالم.

وقال المتحدث باسم الأمانة العامة، حيدر مجيد لوكالة الأنباء العراقية إنه "نظراً إلى الأهمية التاريخية لمدينة أور الأثرية، ومن أجل تطويرها وجعلها قبلة للسائحين من جميع دول العالم، تولدت الرؤية الحكومية لتطويرها، وأخذت الأمانة العامة لمجلس الوزراء على عاتقها الإشراف على هذا الصرح الكبير، وبعد جهد استثنائي وضعت التصاميم الأساسية للمدينة السياحية وحددت المساحة المخصصة للمشروع".

وأضاف، أن "المساحة الكلية للمشروع بلغت 400 ألف متر مربع وسيحيطها سور متكامل مع بوابة رئيسة وشبكة طرق داخلية وخارجية، وانتهت المرحلة الأولى من المشروع، المتضمنة إنشاء البنى التحتية".

وتابع، أنه "تمت المباشرة بالمرحلة الثانية على أرض مساحتها 20 ألف متر مربع مقسمة إلى نصفين أيمن وأيسر، الأول سيتضمن إنشاء المسرح السومري المفتوح، سعة 1500 متفرج ومكتبة ومطعم شتوي وصيفي ومساحات خضراء ونافورات ومتحف، والنصف الثاني سيتضمن مسرح سومر المغلق مع مطاعم ونصب وتماثيل".

مطار الناصرية

ولفت إلى أن "جميع تفاصيل المدينة ستحاكي الحضارة السومرية، إذ إن أسماء الشوارع والمطاعم وتفاصيل المدينة ستكون على أسماء الشخصيات التاريخية السومرية، كما ستتضمن المدينة إنشاء شقق فندقية ومدينة ترفيهية، وستنقل واقع محافظة ذي قار إلى مراحل متقدمة ما يستقطب السائحين من جميع دول العالم، لا سيما أنها تجاور مطار الناصرية الدولي".

بدوره أكد مدير مفتشية آثار ذي قار عامر عبدالرزاق، تقدم العمل في أحياء مدينة أور الأثرية، فيما بدأ قدوم آلاف السياح الأجانب، وأضاف "العمل جار في المرحلة الثالثة في بناء مدينة أور السياحية التي ستكون مجاورة لمدينة أور الأثرية، إضافة إلى إكمال البنى التحتية للمدينة من شوارع وصرف صحي وأرصفة وكهرباء".

وأكد عبدالرازق أن "العمل في المدينة السياحية والأثرية مستمر ليل نهار، وهناك جدية من قبل الحكومة لاستكمال المشروع، فضلاً عن انفتاحها نحو المستثمرين والشركات العالمية، لكل من لديه رغبة لبناء فندق أو منتجع، وبالفعل بدأت الشركات بالاستثمار في المنطقة".

وأشار إلى أن "آلاف الأجانب يزورون المدينة، وهي وفود قادمة من سويسرا وألمانيا وهونغ كونغ وأميركا ودول أخرى، فلا يمر يوم دون قدوم العشرات لزيارة أور ومن ثم التوجه نحو أهوار (الجبايش) لا سيما بعد إنشاء بيت الأهوار فضلاً عن إنشاء المتحف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأهوار الجبايش عبارة عن مسطحات مائية ذات مساحات واسعة تقع شرق مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وهي امتداد لهور أبو زرك وهور الحمار، وتتغذى بالمياه من نهري دجلة والفرات. وتوجد فيها أنواع عدة من الطيور وتضم عدداً كبيراً من الأسماك ونباتات مائية، أشهرها القصب والبردي، وأدرجت الأهوار عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي ما يجعلها من المناطق الفريدة التي يجب المحافظة عليها، وتعد من المناطق السياحية المهمة، لا سيما في فصل الشتاء.

وأضاف عبدالرزاق "لدينا سبعة فنادق جميعها تحجز بالكامل بخاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، ولذلك بعض السياح يضطرون للذهاب إلى محافظات مجاورة للمبيت فيها"، مستدركاً "هناك ثلاثة فنادق قيد الإنشاء إلا أنها دون الطموح، فنحتاج إلى حملة وطنية لإنشاء بنى تحتية للمدينة، فالشركات السياحية تتصل بنا وتريد إرسال آلاف السياح، لكن لا نستطيع استقبالهم من دونها".

وتابع أن "العمل جدي في مطار الناصرية الذي سيكون له دور في زيادة أعداد السياح، وسيتم إنشاء كنيسة كبيرة ومسجد ومركز لحوار الأديان، وأنجز منه 90 في المئة منه حتى الآن ليكون من معالم المدينة".

خلق شراكات

من جهته أشار المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي إلى إمكان خلق شراكات مع شركات السياحة العالمية من أجل استقطاب السائح الغربي، داعياً إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في المجال السياحي مع منح ضمانات للمستثمرين.

وأضاف "زيارة البابا إلى العراق وذي قار أوضحت أن البلاد تمتلك ملامح لحضارة يمكن أن تكون جزءاً لعبور الأوروبيين وحجهم إليها، فحضارة أور هي حضارة عالمية لا تقتصر على دول محيطة، وإنما هناك تاريخ للعالم لهذه المدينة".

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تفعيل لسكك الحديد إلى أوروبا، حتى يسهل تنقل السياح ونقل السلع، ومن ثم إنعاش الإيرادات غير النفطية وتحريك سوق العمل للصناعات الشعبية.

المزيد من تقارير