Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرهان يعفي حميدتي من منصبه كنائب لمجلس السيادة السوداني

عين مالك عقار بدلا عنه في خطوة حسمت جدلا وتساؤلات مستمرة بعد أن تم تصنيف الدعم السريع كحركة تمرد

ملخص

أسفر النزاع في السودان عن مقتل نحو ألف شخص معظمهم في الخرطوم وحولها وكذلك في إقليم دارفور الغربي المضطرب منذ فترة طويلة بينما شردت المعارك أكثر من مليون آخرين.

أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مرسوما دستوريا بإعفاء نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان حميدتي من منصبه اعتبارا من اليوم الجمعة وكلف عضو المجلس مالك عقار بالمنصب، في خطوة حسمت جدلا وتساؤلات مستمرة حول سبب بقاء النائب في منصبه في ظل الخلافات المحتدمة بين الطرفين وبعد أن تم تصنيف الدعم السريع كحركة تمرد.

وندد مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بالانتهاكات العديدة والخطيرة للاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف المتحاربة في السودان، الأسبوع الماضي، في شأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات التي هناك حاجة ماسة إليها.

ورحب غريفيث الذي يقود الجهود الأممية للإغاثة في السودان بإعلان 12 مايو (أيار) الذي تم توقيعه في مدينة جدة السعودية من قبل طرفي النزاع، وتضمن تعهداً بالامتناع عن مهاجمة العاملين في المجال الإنساني.

وقال غريفيث لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه مع وصول المساعدات "هناك انتهاكات للإعلان، وهي انتهاكات مهمة وفظيعة وتحدث منذ توقيع" الإعلان.

وأبلغت منظمة "أطباء بلا حدود الإنسانية"، الأربعاء الماضي، عن تعرض مستودعاتها في الخرطوم لهجوم في اليوم السابق، كما أشار غريفيث إلى اعتداء في اليوم نفسه على مكاتب برنامج الأغذية العالمي في العاصمة السودانية، من بين "عديد" الأمثلة.

 

وقال "نحن بطبيعة الحال نقوم بإنشاء سجل لتوثيق مثل هذه الأحداث، وسوف نتحدث مع الطرفين حولها بينما تمضي العملية قدماً".

وشدد غريفيث على ضرورة زيادة المساعدات بشكل كبير للاستجابة للوضع المتصاعد في السودان منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل (نيسان) بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.

المساعدات الإنسانية

أسفر النزاع في السودان عن مقتل نحو ألف شخص معظمهم في الخرطوم وحولها، وكذلك في إقليم دارفور الغربي المضطرب منذ فترة طويلة، بينما شردت المعارك أكثر من مليون آخرين.

وأشار غريفيث إلى أنه "لم يمر سوى شهر واحد فقط" على اندلاع المعارك. وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن هناك حاجة إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار هذا العام وحده لتقديم مساعدات عاجلة داخل البلاد ولأولئك الذين يفرون عبر الحدود.

ونظراً للاحتياجات الهائلة، أصر غريفيث على أن هذا مجرد "نداء متواضع جداً"، وحض المانحين على الإسراع في التحرك.

محادثات منفصلة

وبينما تتواصل المناقشات في جدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، أوضح غريفيث أن المفاوضات حول الإعلان الأخير الذي تم توقيعه كانت منفصلة.

وكان التركيز فيها على ضمان تدفق المساعدات حتى لو استمر القتال، والمساعدة في وضع حد للاعتداءات وأعمال النهب التي استنفدت مخزونات الغذاء وجعلت معظم المرافق الصحية في الخرطوم خارج الخدمة.

وقدر برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، خسائره منذ اندلاع النزاع بنحو 56 مليون دولار بسبب تعرض المواد الغذائية والمركبات والوقود للنهب.

وقال غريفيث "هذا رقم كبير وصادم... ومخزٍ". وأقر غريفيث بأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يشعر الناس على الأرض بالالتزامات التي اتفقت عليه قيادتا الجانبين، مضيفاً أن هناك عملاً مهماً يتم القيام به على المستوى المحلي لضمان وصول المساعدات.

وقال، إن "إبرام اتفاقات محلية للسلامة والأمن يُعول عليها لإقامة ممرات إنسانية آمنة للإمدادات والأشخاص" قد مكن اليونيسف على سبيل المثال من البدء بنقل إمداداتها في منطقة جنوب الخرطوم.

وأضاف أن العاصمة السودانية لا تزال "واحدة من أخطر الأماكن في العالم" بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني.

وفي دارفور حذر غريفيث من "العنصر العرقي الخطير المضاف الذي باتت تواجهه البلاد بأسرها الآن". وأسفر العنف في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور عن مقتل المئات وانهيار النظام الصحي، وفق مسعفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار غريفيث إلى أن دارفور "كان مكاناً يعاني من انعدام الإمدادات والأمن بشكل غير عادي ومن هشاشة كبيرة" حتى قبل الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى أن تجدد الصراع كان "مروعاً بشكل لا يمكن تصوره" لسكان المنطقة.

ولفت إلى أن الجهود قائمة لتنظيم عمليات تسليم المساعدات عبر الحدود من تشاد إلى دارفور، وأنه يأمل في إمكان تنظيم عمليات نقل جوي "ربما من نيروبي" إلى دارفور والخرطوم.

وفي الوقت نفسه، أعرب غريفيث عن أسفه لأنه بسبب استمرار العقبات البيروقراطية "ما زلنا نواجه صعوبة في نقل الإمدادات القادمة من بورتسودان" إلى داخل البلاد. وقال، إن هذا الوضع يمكن تصحيحه و"يجب القيام بذلك على وجه السرعة".

ضربات جوية مكثفة

ميدانياً، قال شهود، إن ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق بجنوب العاصمة السودانية، أمس الخميس، تزامناً مع اندلاع اشتباكات بالقرب من معسكر للجيش في إطار الصراع الذي تسبب في نزوح نحو مليون شخص وترك سكان الخرطوم يكافحون من أجل النجاة بحياتهم.

وأضاف الشهود لـ"رويترز" أنهم سمعوا دوي الضربات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أحياء سكنية في جنوب الخرطوم، بما في ذلك بالقرب من معسكر طيبة، بينما كانت قوة احتياطية تابعة للشرطة متحالفة مع الجيش تقاتل قوات الدعم السريع على الأرض.

امتداد أعمال العنف

وأمكن أيضاً سماع دوي الضربات على الضفة الأخرى من نهر النيل في منطقة شرق النيل.

 

وامتد العنف، بحسب ما قال شهود، إلى مسافة ألف كيلومتر غرب الخرطوم في نيالا وهي من أكبر المدن السودانية وعاصمة ولاية جنوب دارفور. وقال شاهد، إن دوي نيران المدفعية الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، كان مسموعاً للمرة الأولى منذ إعلان الهدنة المحلية.

وقال شهود، إن عصابات مسلحة بدأت في تنفيذ عمليات سطو في الأبيض وهي مدينة رئيسة أخرى ومركز تجاري في ولاية شمال كردفان.

ويُعتقد أن البرهان ودقلو بقيا في الخرطوم طوال القتال. ونشر الجيش، الأربعاء، مقطع فيديو يظهر البرهان وهو يرتدي زياً عسكرياً ويحيي القوات، في مقر الجيش على ما يبدو في وسط الخرطوم.

باور تزور تشاد لبحث احتياجات اللاجئين

قال متحدث باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إن سمانثا باور مديرة الوكالة توجهت، الخميس، إلى تشاد التي فر إليها عشرات الآلاف من السودان.

وتدفق نحو 60 ألف لاجئ سوداني، معظمهم من النساء والأطفال، عبر الحدود منذ اندلاع المواجهات في السودان بحثاً عن ملاذ في تشاد، إحدى أكثر دول العالم فقراً.

والزيارة هي الأولى لباور إلى المنطقة منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال المتحدث، إن باور ستجتمع أيضاً مع مسؤولين محليين لتنسيق الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناتجة عن الأزمة في السودان، فضلاً عن أفراد من المجتمع المدني في تشاد ومع المسؤولين الحكوميين.

وستتحدث باور مع الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية وشركاء المساعدات الإنسانية الذين يقدمون الدعم للاجئين والمجتمعات المضيفة.

وأرسلت الوكالة الشهر الماضي فريقاً من خبراء التعامل مع الكوارث من أجل السودان إلى المنطقة لتنسيق الاستجابة الإنسانية. ويعمل الفريق من كينيا.

وتمتد الحدود بين تشاد والسودان لنحو 1400 كيلومتر، وكانت البلاد تجد بالفعل صعوبة في التعامل مع نحو 600 ألف لاجئ، كثير منهم سودانيون، قبل التدفق الأحدث للاجئين.

وتعاني تشاد من واحدة من أسوأ مشكلات الجوع في العالم. وأكثر من ثلث أطفالها دون سن الخامسة يعانون من التقزم، كما أن 2.3 مليون شخص إجمالاً في تشاد في أمس الحاجة لمساعدات غذائية. وقد أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء عاجلاً لجمع 162.4 مليون دولار للمساعدة في إطعامهم.

المزيد من متابعات